ما أن نتحدث عن الفنون في مملكتنا الغالية إلا ونتذكر الرئاسة العامة لرعاية الشباب، ونتذكر الأمير فيصل بن فهد -رحمه الله-، وكيف كان اهتمامه وحضوره الدائم للمعارض التشكيلية، نتذكر تلك المعارض المحلية والدولية التي كانت تنظمها الرئاسة دون توقف، ونتذكر تلك المسابقات الجميلة، ومعرض المقتنيات ومعرض الفن السعودي المعاصر ومعرض المناطق ومعرض المراسم، نتذكر أن في كل معرض يتم اقتناء عدد كبير من أعمال الفنانين، ونتذكر تلك المعارض الدولية التي تطوف مدن وعواصم العالم، ونتذكر قسم الفنون التشكيلية في الرئاسة وكيف كان يعمل كخلية نحل، ونتذكر عبدالرحمن العليق وعبدالرحمن الحميد وسمير ظريف وعلي طنطاوي وصالح خطاب، وغيرهم ممن رافقوا مسيرة النمو للحركة التشكيلية في المملكة. أتذكر مشاركتي الأولى عام 1404ه في معارض الرئاسة العامة لرعاية الشباب في الرياض، حينها كانت بداية مشاركاتي الرسمية، وأتذكر حينها أنني فزت بالمركز الثاني في المعرض ومنها انطلقت لمزيد من المشاركات، في الوقت الذي انتقلت الشؤون الثقافية من الرئاسة العامة لرعاية الشباب إلى وزارة الثقافة والإعلام، وهنا استبشر الفنانون الخير الكثير، وكان لوجود الدكتور عبدالعزيز السبيل الدور الكبير في تطوير ودعم الثقافة والفنون في مملكتنا الحبيبة من خلال اللبنة الأولى، التي وضعها لتطوير الأندية الأدبية وتأسيس بنية تحتية للجمعيات المتخصصة، وكان أولها جمعية التشكيليين، لتتوالى بعدها الجمعيات بتأسيس جمعيات الخط العربي والتصوير الضوئي والمسرحي. ولم يكتفِ الدكتور السبيل بذلك، فقد وضع لجانًا من نفس التخصص لوضع لوائح الجمعيات لتنهض بنفسها، وتحتوي المبدعين في كل مجال، ولكن سرعان ما تهاوت الجمعيات شيئاً فشيئًا، ليبقى الدور موكلا للفنانين أنفسهم لإدارة شؤونهم الإدارية والفنية.