لا شيء يعادل شهر رمضان بالنسبة لي، في هذا الشهر بالتحديد تمتزج الذاكرة مع بعضها البعض وتصبح ذاكرة ثنائية في كل شيء بين الماضي والحاضر، بين براءة الأطفال وأحلامهم الطفولية الغارقة في النقاء وبين انشغالات الكبار وتعثر تلك الأحلام الصغيرة، رمضان يمثل لي كل هذه الأشياء، الحب الفرح المرح التسامح العفو الرحمة إلى النهايات السعيدة كلها هذا هو رمضان. أتذكر في رمضان حكايات الطفولة وانشغالها في اللعب والمرح وحديث الصغار عن برامجهم المفضلة في هذا الشهر، لا شيء يشغل تلك الطفولة غير اللحظة ولا شيء سواها، كنا نتسابق مع الزمن وكذلك الزمن يتسابق معنا حيث اللعبة تتبعها لعبة إلا ساعة النوم حيث ألعاب النهار تنتقل بشكل لا إرادي في الأحلام ويبدأ اللعب من جديد. في شهر رمضان لا مكان للخصومة كنا نغفر ونعفو عن بعض كسرعة البرق لأننا نشعر في هذا الشهر بالقرب من الله ورحمته التي تعم هذا الكون وتحيط بنا أينما كنا، ما زلت أتذكر بعض حكايا الطفولة التي ترتبط بالشياطين وأنهم في هذا الشهر لا مكان لهم في هذا الشهر لأن الله ممسكهم عن البشر لكي يتوجهوا إليه وحده لا شريك له، لا أعلم هل هذا الشعور ما زال موجودا في ذاكرة الأطفال الآن؟. ومن ذاكرة الطفولة أيضا تبادل الأطباق وما يصاحبها من صخب الأطفال والأطباق معا، حيث مكان الأكل «السفرة» يتشكل كما القرية وعفويتها، تلك الأطباق لم تكن تحمل الأكل فقط، بل هي عرس رمضاني مصحوب بالفرح والسعادة وطيبة الجيران وأهازيج الأطباق. كنا نعيش الطمأنينة والراحة في هذا الشهر الكريم حيث لا بغض لا عداوات لا كره، كنا نعيش العفو والتسامح فيما بيننا كان رمضان يسكننا بقيمه ونفحاته الرحمانية الربانية، حيث آيات القرآن تخترق أفئدتنا وأرواحنا عند سماعها ترفرف في شهر رمضان، رمضان بالنسبة لي يعني الحب الرحمة التسامح وذاكرة الطفولة.