رغم أنه كان يعمل في محل لبيع البيتزا، إلا أنه حاول أن يكون شاعراً، فدخل مسابقة للشعر وفاز بها وحقق أولى أمنياته. عمره لم يتجاوز ال «21» عاما. ربما حظه العاثر أو ربما شهامته ورجولته هي التي قادته ليقف بجانب شابتين مسلمتين إحداهما محجبة في قطار بورتلاند ماكس. اسمه «ديفيد ميكافيتش»، وهو الضحية الثالثة، ويرقد في العناية المركزة. رجل آخر اسمه «ريكي بيست»، من المحاربين القدامى وأب لثلاثة شبان مراهقين وابنة عمرها «12عاما»، وزوج لزوجة قضت معه أجمل سنوات عمرهما. أفراد العائلة كانوا جميعا في انتظاره. هو الآخر قاده حظه ليقف بجانب ذلك الشاب القريب من الفتاتين المسلمتين، في ذلك المساء الأسود، حيث تعرض للطعن ودفع حياته ثمناً للذود عن الفتاتين. الضحية الثالثة اسمه ميردين نماكي ميتش وعمره «23 عاما»، وقد فقد حياته في مشهد بطولي لا يقدم عليه إلا الرجال الأبطال. ارتفع صوت أحد الركاب وهو يشتم وبعبارات عنصرية الفتاتين المسلمتين. وفي لحظات، تدخل الثلاثة الأبطال، لحثه على التوقف، ومنعه من التهجم على الفتاتين المسلمتين، إلا أن الأحداث تسارعت، حينما باغت المجرم الرجال الثلاثة بسكين فقتل أحدهم على الفور، والآخر توفى في المستشفى، بينما يرقد الثالث بين الحياة والموت. عندما يضحي الإنسان بحياته لإنقاذ آخر، فذلك أعلى مراتب التضحيات والمحبة، وهؤلاء الثلاثة هم الأبطال الحقيقيون الذين نسجل لهم هذا الموقف النبيل، ونقدم لهم الشكر والتقدير لعملهم الإنساني، الذي يحق لكل أمريكي مهما كان لونه أو دينه أو عرقه، أن يفخر بهم كما تفخر بهم عائلاتهم، وكما تفخر الإنسانية بنبلهم وعظمة مبادرتهم. ما يؤلمني هو عدم تحرك منظمة العالم الإسلامي للتعبير بالامتنان لأسر الضحايا وللشعب الأمريكي، على ما قام به هؤلاء الأبطال الثلاثة، وتكريمهم باسم العالم الإسلامي في نفس مكان الحادث. ولكم تحياتي