هذه الفئة كتبتُ عنها مقالات عدة سابقة لما لها من الأهمية الدينية والاجتماعية الكبرى، ولن أقف، لأنها مسئولية الجميع، ذكرهم الحق في كتابه الكريم ووصى عليهم «لِلْفُقَرَاءِ الَّذِينَ أُحْصِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ لَا يَسْتَطِيعُونَ ضَرْبًا فِي الْأَرْضِ يَحْسَبُهُمُ الْجَاهِلُ أَغْنِيَاءَ مِنَ التَّعَفُّفِ تَعْرِفُهُمْ بِسِيمَاهُمْ لَا يَسْأَلُونَ النَّاسَ إِلْحَافًا». تأبى كرامتهم أن يسألوا، ليسوا كغيرهم من الفقراء الذين يترددون على الجمعيات الخيرية، والجمعيات تعرفهم، وتقوم مشكورة بتقديم الصدقات والزكاة لهم. لكن غيرهم من المتعففين بالرغم من وجودهم بيننا لا نعرف ضيق أحوالهم المادية فنحسبهم أغنياء، وهذا تقصير منّا أمام مسئوليتنا الاجتماعية والدينية. ربما يكونون من الجيران، والمتأمل في أحوال الجيران في هذا الزمان قليل، لتغير ظروف وانشغالات الحياة، فبالكاد للأسف بعضهم يعرف بعضًا، وقد يسكن الساكن ويغادر الحي دون أن يعرف جيرانه. وربما من الأقارب والأرحام والتقصير في التواصل معهم وارد، لا يبرره أي مبرر فمن أهم الروابط الإسلامية التكافل الاجتماعي، فلم يجعل الله سبحانه هذا التكافل اختياريًا، أو منَّة يجود فيها الغني على الفقير، الزكاة ركن من أركان الدين، والصدقة برهان، من أعظم أسباب البركة في الرزق ومضاعفته. كل مؤسسات المجتمع مسئولة، يؤمل منها أن تقوم بواجبها في البحث عن المتعففين في المدن، والقرى، وحتى في الصحارى. المحتاج المتعفف مسئولية الجميع.