تخصيص أول زيارة للمملكة للرئيس ترامب، خارج الولاياتالمتحدةالأمريكية، منذ تنصيبه كرئيس للولايات المتحدة إيجابي بكل المقاييس، فالمملكة بكل ثقلها الديني والتاريخي والاقتصادي والسياسي، عامل توازن رئيس، حيث إنها تملك دورا رائدا في العالمين العربي والإسلامي، ولله الحمد. وعقد القمم الخليجية الأمريكية والعربية الإسلامية في هذا الوقت رسالة واضحة، خاصة لمن يحب السيطرة على المنطقة ولا يريد لها الاستقرار. للمملكة دور محوري في محاربة الإرهاب والتطرف؛ لأنها تملك دورا قياديا كبيرا في محاربة كل الظواهر السلبية التي من شأنها المساس بأمن دول الخليج العربي، والأمن القومي العربي، وحتى دول العالم الأخرى. وبتوفيق من الله، المملكة قادرة على استقبال هذا الجمع الكبير من القادة الأفاضل المشاركين معها لأنبل الأهداف، فمرحبا وأهلا بهم جميعا في بلدهم الثاني، ومرحبا بالرئيس الأمريكي، ثاقب الرؤية، الذي خص المملكة بالزيارة علاوة على مكانتها وعلاقتها الطيبة بالعالم العربي والإسلامي. العالم العربي المثقل بالقضايا السياسية والاقتصادية، بداية بقضية المسلمين الأولى قضية فلسطين، ومرورا بقضية الشعب السوري الذي شُرد، وقتل، وما بقي منه يحتضر، والعراق المدمرة، واليمن الشقي في هذه الفترة، بسبب التدخلات الإيرانية البغيضة في شئون العالم العربي. احتضان المملكة للقمم الثلاث، هدف من أسمى الأهداف، التي تخدم تطلعات وآمال الدول العربية والإسلامية، ستحقق بإذن الله الأمن والاستقرار للمنطقة. وباجتماع الدولتين العملاقتين، المملكة، والولاياتالمتحدة، الأكثر قدرة ومسئولية في مواجهة كل المطامع التي تحلم بالسيطرة على المنطقة، قادرة على تحطيم أحلامها. وكما ذكر سمو ولي ولي العهد «لن ننتظر أن تنقل إيران الحرب إلى أعتاب بيوتنا، فإما أن ترتدع وتعرف كيف تتعايش مع جيرانها بسلام أو تواجهها قوة إقليمية توقفها عند حدها». العلاقات السعودية الأمريكية الطويلة وإن مرت بفتور لفترة إلا أن عمقها التاريخي محرك قوي للتجديد. واليوم وبتوقيع عدد كبير من الاتفاقيات الاقتصادية والعسكرية الضخمة وبكل هذه المبالغ الطائلة، تجديد فعلي للشراكة التي أرسى قواعدها المغفور له- بإذن الله- الملك عبدالعزيز، وسار على نهجه خلفه الصالح من بعده، رحم الله من اختاره إلى جواره، وحفظ الله سلمان العز والحزم والعزم، فهذه الاتفاقيات ستدعم الإستراتيجية بين البلدين وتقويها لليوم والغد والمستقبل. فعلا نحن بخير في ظل قيادتنا القوية الرائدة.. وأبسط دليل، أن لا دولة مثل دولتنا رعاها الله تستطيع التحضير لهذا الحشد وبهذه السرعة، فالأمر يُعتبر معجزة بالنسبة لغيرنا. حفظ الله الوطن والقيادة وأدام الأمن والأمان.