استعرض المشاركون في أعمال منتدى الرؤساء التنفيذيين السعودي الأمريكي الذي تم تنظيمه أمس تحت عنوان «شراكة للأجيال»، بحضور عددٍ من أصحاب المعالي الوزراء والمسؤولين في البلدين، الفرص الاستثمارية والمبادرات التي ستسهم في تعزيز الشراكات بين المملكة العربية السعودية والولاياتالمتحدة، واتجاهاتها في تعزيز العلاقات التاريخية بين البلدين في المجالات المختلفة. وشارك في أعمال المنتدى أكثر من 50 شركة أمريكية، و40 شركة سعودية، وتسع شركات من أسواق عالمية، وذلك في فندق الفورسيزون بالرياض، وتناول وزير الطاقة والصناعة والثروة المعدنية م.خالد الفالح -في كلمة ألقاها خلال افتتاح أعمال المنتدى- الصداقة بين المملكة والولاياتالمتحدةالأمريكية التي تمتد لأكثر من 80 عاما، وأسهمت في تحقيق الكثير من الرخاء للمجتمع الدولي عامة وللبلدين خاصة. وأوضح الفالح أن العلاقة الخاصة بالتجارة والاستثمار بين المملكة والولاياتالمتحدةالأمريكية هي جزء من الصداقة الوطيدة التي تجمع بين البلدين. آفاق الشراكة وبدأت جلسات المنتدى بحلقة نقاش حول آفاق الشراكة بين البلدين، أدارتها مذيعة قناة «بلومبيرغ» التلفزيونية فرانسين لاكوا، بحضور الرئيس التنفيذي لشركة العليان للتمويل لبنى العليان، رئيس مجلس الإدارة الرئيس التنفيذي لشركة داو الكيميائية اندرو ليفريس. وأوضحت العليان أن موضوع هذا المنتدى هو الشراكة من أجل الأجيال، وسيكون لذلك أثر على الجميع، كونه يحتفي بالقرن ال21، مستعرضة العلاقة التاريخية الممتدة بين المملكة والولاياتالمتحدةالأمريكية. من جانبه، تناول اندرو ليفريس العلاقة بين المملكة وأمريكا، مطالبا بتدعيم تلك العلاقة والسعي لتحقيق رؤية المملكة 2030، والحرص على أن تكون العلاقة في أكثر من مجال. الوزراء في ختام أعمال المنتدى شراكة القرن بعد ذلك بدأت حلقة النقاش الوزارية بعنوان «الشراكة في القرن 21»، بحضور وزير التجارة والاستثمار د.ماجد القصبي، ووزير الطاقة والصناعة والثروة المعدنية م. خالد الفالح، ووزير المالية محمد الجدعان، والمشرف العام على صندوق الاستثمارات العامة ياسر الرميان. وأوضح د.القصبي أن رؤية المملكة 2030 تعد تحولا ونقلة نوعية في تاريخ المملكة، فقد قررت التغير من دولة تعتمد على النفط إلى دولة تعتمد على اقتصاد السوق، والرؤية هي الهدف الأسمى الذي يسعى الجميع لتحقيقه. وأفاد أن العمل يجري الآن لتسهيل جميع الإجراءات، ومراجعة التشريعات الخاصة بالبيئة المحفزة للاستثمار، وإعادة شحن البنية التحتية بالطاقة المحفزة، لتمكين القطاع الخاص، الأمر الذي أسهم في حصول نحو تسعين شركة على تراخيص لمزاولة نشاطاتها الاستثمارية. بيئة محفزة جاذبة وتحدث وزير الطاقة والصناعة والثروة المعدنية م. خالد الفالح عن الطاقة والصناعات، مفيدا أن المملكة خلال السنوات الماضية حققت خطوات مهمة فيما يختص بتوليد الطاقة والنفط، ومؤكدا أهمية استغلال الصناعات المختلفة في إطار عملي. وفيما يتعلق بالتوطين قال الفالح: «ننظر للمملكة على أنها منصة للسوق، ونذكر أنفسنا أن هذه العلاقة بين البلدين قوية وثنائية بينهما لبناء القدرات في المملكة، ونحن في قطاع النفط والغاز نلعب دورا محوريا، فلدينا الشركة السعودية للصناعات الأساسية (سابك) التي لديها قدرات قوية واستثمارات ضخمة وفرص كبيرة». وأضاف: «نحن مهتمون بالإصلاحات الخاصة بالولاياتالمتحدةالأمريكية كما أن الولاياتالمتحدة مهتمة كذلك بالإصلاحات الخاصة في المملكة، ونريد أن تكون لدينا استثمارات مشتركة تخدم مصلحة البلدين». شراكة واضحة ومنفتحة ومن جهته، أكد وزير المالية محمد الجدعان أن رؤية المملكة 2030 جاءت استجابة للعديد من التحديات التي تواجهها المملكة، كما أنها تجسد جزءا من الرؤية المستقبلية للمملكة. وقال الجدعان: إن القطاع الخاص هو أحد العوامل المهمة والرئيسة في رؤية المملكة 2030، التي تهدف لأن يسهم القطاع الخاص في الناتج المحلي، من خلال تمكينه من ممارسة أدواره عبر الخصخصة وإدارة الأصول، مشيرا إلى أن العمل فيما يتعلق بالخصخصة استمر لأكثر من 15 شهرا؛ بهدف إقامة مركزٍ للخصخصة يضم العديد من الخبرات. وأكد وزير المالية سعي المملكة لإزالة العقبات التي تواجه القطاع الخاص، ومراجعة شروط منح القروض، وعملية نقل الخبرة الفنية، وتقديم الدعم الفني، من خلال العديد من المبادرات التي يقدمها القطاع العام للقطاع الخاص. استثمارات ضخمة بدوره قال المشرف العام على صندوق الاستثمارات العامة ياسر الرميان: «نحن الآن لدينا حافظة، واعتقد فيما يتعلق بأرامكو، سيكون لدينا الكثير من التدفق النقدي، وسنستمر في الجانب التنموي وخدمة الاقتصاد، وسنتجه للصعيد الدولي بما يخدم هدفين هما تنويع موارد الدخل وتوفير فرصة جيدة بأن نصبح قلعة للاستثمار في المنطقة». وكشف الرميان عن أنه في القريب العاجل ستكون هناك استثمارات ضخمة بالتوازي مع الاستثمارات التي ستتم على الصعيد الداخلي، مبينا أن المملكة تمتلك بيئة محفزة الآن في ظل إنشاء شركة للصناعات العسكرية. قادة المستقبل وأفاد المدير التنفيذي لشركة داو الكيميائية اندرو ليفرس بأن لدى المملكة العديد من المهارات الكبيرة التي ينبغي الاستفادة منها، والموضوع لا يتعلق بالمواهب بل أن يكون هناك تدريب وبيئة محفزة جاذبة. وناقشت جلسةُ بعنوان «الشباب في مجال الأعمال التجارية.. الصعوبات والإنجازات وإتاحة الفرص العملية»، حيث أوضح المدير التنفيذي لشركة التركي القابضة رامي التركي أهمية توظيف وتطوير الشباب السعودي لإعداد قادة المستقبل. وتطرقت رئيسة قسم التسويق في البيك مي أبو غزالة من جهتها إلى التحديات التي تواجه الشباب، مبينة أن العديد من الشباب السعودي لديهم الاستعداد للدخول في الاعمال التجارية، ومؤكدة أن الدعم والثقة في النفس عاملان مهمان لدخول الأسواق التجارية. فيما تناولت الرئيسة التنفيذية لشركة التأثير المباشر أضواء الدخيل، البيئة والتعليم، مبينة أنهما أساسيان في عملية المنافسة، ومؤكدة أهمية توفير وظائف تتناسب مع خبرات وشهادات الشباب. وأكد مسؤول الابتكار لدى شركة سيسكو جاي ديدريش أن محرك هذا العصر ليست التكنولوجيا بل المهارات. طاولة مستديرة بعد ذلك تم تناول ملخص نقاشات الطاولة المستديرة (المغلقة) والتوصيات، حيث أفادت الرئيسة التنفيذية لشركة «تداول» سارة السحيمي أنه تمت مناقشة الإصلاح الذي يأتي قبل الخصخصة، وأهداف سعي المملكة نحو الخصخصة، مشيرة إلى أن العائد المالي ليس هو الهدف الرئيس، بل إن الكفاءة وإيجاد فرص العمل والابتكار من ضمن الأهداف المهمة التي تسعى القيادة في المملكة لتحقيقها. وأكد الرئيس التنفيذي للمجموعة السعودية للأبحاث والتسويق غسان الشبلي أن بناء القدرات الصناعية في المملكة يعد أحد الاعمدة الصحيحة لتنويع مصادر الدخل، والمملكة مهتمة بما يتعلق بهذا المجال. بدوره، أوضح الرئيس التنفيذي لشركة إكسون موبايل دارين وودز أن حلقات النقاش تناولت رؤية المملكة 2030 والفرص التي تقدمها، مشيرا إلى أن هذه الأهداف طموحة ولدى الجميع الكثير من العمل لتحقيق هذه الأهداف. وأشار الرئيس التنفيذي لمجموعة كار لايل ديفيد روبن ستين، إلى أن هناك كثيرا من الأموال التي ينبغي أن تأتي للسوق السعودية، وهي فرصة للسعوديين لأن يستثمروا في الولاياتالمتحدة.