يجب أن نفكر في العلاقات الانسانية التى تربط بعضنا ببعض وبنظرة أعمق لهذه العلاقات سوف تجد غياب الكثير من القيم التى تعلمناها فى الماضى في حياتنا اليومية الآن، مما يحول النفوس الى كائنات الغابة التى تتعارك بعضها مع بعض من اجل البقاء كل ساعة وكل يوم. لكل إنسان جانبان الاول يستحق النقد والجانب الآخر يستحق المدح. الإنسان بفطرته التي فُطر عليها اجتماعي لا يستطيع أن يعيش بمفرده منعزلا عن الآخرين. وتربطه مع غيره من بني البشر علاقات انسانية متنوعة بين الآباء والأبناء والزوج وزوجته والاصدقاء والزملاء، وهذا يعني أن العلاقات الانسانية تعبر عن جملة التفاعلات بين الناس سواء كانت ايجابية ومنها الاحترام والعدل والتسامح والرفق أو سلبية مثل التكبر والظلم والقسوة. إن الدين الإسلامي هو الذى وضع النواة الاولى لفن العلاقات الانسانية واهتم بالفرد ومعاملته كإنسان والشريعة الاسلامية أقرت مبدأ أصول العلاقات الانسانية بين المسلمين بعضهم ببعض وبين المسلمين والأمم الاخرى وترسيخ احترام الحريات، من أهم القوانين التى تحكم العلاقات الانسانية قانون الحب وهو أول قانون عرفته البشرية ونشأ هذا الحب حين أحب آدم حواء وأحبته وما زال هذا الحب يسري في ذرية آدم وحواء. ولم يجعل الاسلام هذه النفس البشرية لهواها ولم يجعلها تبطش في الارض بل حكمها بمبادئ عظيمة التى تتجلى فيها اسمى انواع الانسانية وها هو رسول الله صلى الله عليه وسلم يضع مبدأ المساوة بين البشر فيقول صلى الله عليه وسلم (مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى). العلاقات الانسانية تتأثر الى حد كبير بالعلاقات مع الآخرين وتعتبر هذه العلاقات جانبا محوريا في حياتنا. والناس منذ خلقهم الله وهم مختلفو الطبائع والرغبات والميول، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (الناس معادن كمعادن الفضة والذهب خيارهم في الجاهلية خيارهم في الإسلام إذا فقهوا، والأرواح جنود مجندة فما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف). كثير من الناس يهملون جوانب هامة للتعامل مع الانسان ويجب التركيز عليها حتى يكون التعامل مع الانسان شاملا ومؤثرا، وهذا التعامل الذى أكتب عنه الآن يختلف اثره الناتج بحسب محتوى الكلام او طريقة الكلام او السلوك المصاحب للكلام فقد يقول إنسان كلاما معينا تحس منه أن الإنسان يقوله من قلبه، نفس الكلام يقوله إنسان آخر تحس انه يقوله من فمه. وصف الحق تبارك وتعالى نبيه (فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللَّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ) ويقول الرسول صلى الله عليه وسلم (ليس الشديد بالصرعة إنما الشديد الذى يملك نفسه عند الغضب)، كل هذه المبادئ دعا اليها الاسلام. ولعلنا نحن في هذا العصر تأثرنا بضغوطات الحياة، والتقنيات الحديثة ووسائل التواصل الاجتماعى جعلتنا نحيد عما جاء به ديننا الاسلامى وما دعا اليه نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، ولننظر الى ما وصلنا اليه في علاقاتنا الانسانية مما يدعو الى القلق والتفكير والرجوع الى مبادئ وقيم ديننا الاسلامي.