ونحن في خواتيم العام الدراسي توقفت عند لفتة تربوية استثنائية لمعلم بمدرسة لتحفيظ القرآن الكريم في صامطة عبر عن ابتهاجه بنجاح طلابه في الصف الأول الابتدائي وانتقالهم للصف الثاني باحتفال بهذه المناسبة أعرب خلاله عن اعتزازه بإنجاز صغاره، شاكرا تعاون أسرهم واهتمامهم بتعلم أبنائهم ثم سلمهم بعض الهدايا التي تضمنت شهادة شكر وتقدير لكل أسرة ودراجة هوائية لكل طالب اشتراها على نفقته الخاصة وأهداها لهم قائلا: «عن شهدائنا في الحد الجنوبي نسأل الله لهم الأجر». هذا السلوك التربوي الرفيع يكتب بماء الذهب في العمل التربوي الذي يحفر عميقا في عقول ووجدان هؤلاء الصغار، ويوفر لديهم أكبر الحوافز مستقبلا لبذل المزيد من الجهد من أجل تعليمهم والارتقاء فيه، وهذا المعلم الفاضل يستحق الإشادة والتقدير والثناء لأنه ضرب أروع أمثلة العطاء، فلم يتوقف بدوره عند الحصص الروتينية وإنما أدّى دورا تربويا كامل الدسم اعتقد أن كثيرين منا لم يسمعوا بمثله منذ فترة طويلة، مع أكيد احترامنا لكل قائم بالعملية التعليمية. المبادرات التربوية من الأهمية بما يجعل العملية التعليمية تأتي تالية للتربية وليس العكس، فكلما كان الأداء التربوي بمثل هذا الغرس أصبحت العملية التعليمية أكثر سهولة وسلاسة للصغار وتفاعلا معها، إذ من المهم أن يجد المعلم التقدير والاحترام ولا يمكنه أن يحصل عليه دون دور تربوي يتجاوز الأداء المهني في التعليم، لذلك يصبح أداء ذلك المعلم متفردا ورائعا نتوقع أن يتطور الى حالة عامة أكثر اتساعا لمزيد من هذه الممارسات التربوية المتميزة. لن ينسى أولئك الصغار تلك الهدية وهنا العبرة، فذاكرتهم تحمل أبرز وأكثر المواقف الجميلة، ولعلنا نحصد قيمة مهمة وهي الرغبة والحافز والدافع للتطور والتميز العلمي، فهديتهم تلك ليست خبرا عارضا في صحيفة أو موقع إلكتروني وإنما ممارسة تربوية نقف لها إجلالا ونشد على أيادي ذلك المعلم النبيل الذي أهدانا جميعا لمسة تربوية جديرة بأن نتوقف عندها ونسعى لتكرارها مع كل طلابنا، خاصة وأنه تواصل مع أسرهم بما يعزز تكامل العمل التربوي وأداءه على الوجه الأكمل. أمام تلك الحالة نكسب كثيرا مما يضاف الى منجزات معلمينا في ترقية العملية التعليمية بشمولها كاملا، فبناء الأجيال ليس مسألة سهلة وإنما صعبة على عاتق كل معلم وبجانبهم أسر تنتظر أن يجد أبناؤها كل المعينات الضرورية لاكتساب القيم والسلوكيات الرفيعة في نشاطهم التعليمي، ولذلك فإن ذلك المعلم كما أكرم طلابنا يستحق أن نكرمه لأنه ببساطة أهل لذلك.