اعترف النظام الإيراني بضلوعه بالإتجار بالبشر، وقالت مديرة الدائرة الحقوقية في مكتب شؤون النساء، التابع لحكومة رئيس نظام إيران حسن روحاني: إن النظام، أخيراً، عازم على مكافحة الاتجار بالنساء، وهي القضية التي حظيت بردود فعل غاضبة لدى هيئات حقوق الإنسان. وكانت السلطات في طهران تنكر لسنوات انتشار ظاهرة تهريب النساء إلى خارج الحدود والاتجار بهن، وضلوع مسئولين في النظام بهذه الجرائم. وقالت أشرف غرامي زادغان، في حوار أمس مع وكالة محلية: «إن هناك مقترحات قدمتها حكومة روحاني للحد من ظاهرة الاتجار بالنساء».. وفي الوقت الذي يدعم فيه نظام إيران إثارة القلاقل وينفق عشرات المليارات من الدولارات لإشعال النزاعات في المنطقة ودول الجوار برعايته ومساندته وتدريبه للميليشيات في المنطقة، مثل الحوثية في اليمن، والحشد الشعبي في العراق، وحزب الله في لبنان، إلى جانب أخرى أفغانية وباكستانية تنضوي تحت لوائه، وكلها تعمل كأذرع وآلات لقتل الشعوب وتأجيج الصراعات في دول الجوار، يعجز نظام الملالي عن حلحلة مشاكله الداخلية وأبرزها الحد ومكافحة ظاهرة تهريب النساء إلى خارج حدوده والاتجار بهن. ويثرى مسئولو النظام من التجارة بالبشر، وتدر عليهم إلى جانب تجارة المخدرات أموالا طائلة، استغلالاً لنفوذهم وللظروف الاقتصادية التي تمر بها بلادهم والفقر المدقع الذي يرزح تحته معظم الشعب الإيراني. وسبق أن كشف رئيس مجموعة علم الجرائم في جامعة «بهشتي» والمتحدث السابق للسلطة القضائية الإيرانية، عن ضلوع مسؤولين في نظام الملالي في تهريب النساء والاتجار بهن، وهي ما عدها ثاني تجارة منظمة في إيران، حيث تدر عليهم أرباحا هائلة، مؤكدا ضلوع بعض من المؤسسات الرسمية والحكومية الفاسدة بالنظام في تهريب النساء. وبعد انكار النظام ولسنوات طويلة تفشي وانتشار ظاهرة تهريب النساء إلى خارج الحدود والاتجار بهن، كشفت إحدى الصحف الإيرانية في تقرير نشر في ديسمبر الماضي؛ تحت عنوان «الاتجار بالنساء والفتيات الإيرانيات»، أن ظاهرة الاتجار بالنساء أصبحت منتشرة بشكل واسع. ونقلت صحيفة «جهان صنعت» الإيرانية عن رئيس منظمة التعزيرات الحكومية «أن الاتجار الفتيات الإيرانيات مشكلة قائمة عبر الحدود، كما هي معضلة تهريب السلع والبضائع». ويشير تقرير الصحيفة إلى أن «هؤلاء النساء يعرضن في مقاهي ومطاعم فنادق فاخرة في طهران، وكذلك المنتجعات السياحية شمال البلاد، ويتم نقل الكثير منهن إلى خارج البلاد». يذكر أن الخارجية الأمريكية نشرت عدة تقارير في 2004، وفي 2011، و2016 تم تخصيص الجانب الأكبر منها لإحصائية تهريب الفتيات الإيرانيات، مشيرة إلى أن أثرياء مدينة كراتشي يشترون شهريا 45 شابة أعمارهن بين 16-26 عاما، كما تبين أن مسؤولي النظام ضالعون في عملية تجارة النساء والفتيات. وكانت إدارة أوباما في سنواتها الإخيرة، تتقرب من نظام إيران وتتجنب نشر ما يضر بصورته الدولية.