هاجم رئيس الوزراء الفرنسي، برنار كازنوف، المرشحين للانتخابات الرئاسية مارين لوبان وفرانسوا فيون لردودهما على مقتل رجل شرطة بالرصاص في الشانزليزيه، وهو أحد اشهر الشوارع في العالم. وقال كازنوف: إن لوبان في دعوتها لتشريع صارم ضد المتطرفين «نسيت أن تخبر الشعب الفرنسي أن حزبها صوت ضد كل قانون لمكافحة الإرهاب» اقترحته الحكومة. وتابع رئيس الوزراء: ان زعيمة الجبهة الوطنية «تحاول تحقيق مكاسب من الهجوم واستغلاله من أجل احداث انقسام» في صفوف المواطنين. وانتقد كازنوف المرشح المحافظ فيون قائلا: إن وعده بتوظيف 10 آلاف ضابط شرطة جديد غير موثوق به لأنه خفض عدد عناصر الأمن بمقدار 13 ألفا في الوقت الذي كان يشغل منصب رئيس الوزراء خلال الفترة 2007 و2012، وكان رجل أطلق النار من سلاح آلي على سيارة شرطة في شارع الشانزليزيه بوسط باريس مساء أمس الأول ما أسفر عن مقتل شرطي وإصابة اثنين آخرين قبل أن يُقتل هو الآخر برصاص الأمن. وأعلن تنظيم داعش مسؤوليته عن الهجوم. يأتي الهجوم قبل انطلاق الانتخابات الرئاسية الفرنسية يوم غد الأحد. وتُفرض في فرنسا حالة الطوارئ منذ هجمات باريس في 13 نوفمبر. الى ذلك قال الرئيس الامريكي دونالد ترامب الجمعة: ان اعتداء باريس سيكون له تأثير «كبير» على الانتخابات الرئاسية الفرنسية التي تجري جولتها الاولى الأحد. ويأتي هذا الهجوم في سياق انتخابات رئاسية غير حاسمة للغاية في حين شهدت فرنسا العامين 2015 و2016 موجة غير مسبوقة من الاعتداءات اسفرت عن مقتل 238 شخصا. من ناحيتها، قالت مرشحة الرئاسة اليمينية المتطرفة مارين لوبان، ردا على هجوم الشانزليزيه: إن الرئيس الاشتراكي المنتهية ولايته فرانسوا أولاند وسلفه اليميني نيكولا ساركوزي «فعلا كل شيء» لخسارة الحرب على الإرهاب. وكررت رئيسة الجبهة الوطنية دعواتها إلى طرد أو سجن جميع الأجانب الذين يخضعون للمراقبة الأمنية للاشتباه في صلاتهم بمتطرفين. أما إيمانويل ماكرون المرشح الأوفر حظا للفوز بانتخابات الرئاسة الفرنسية فقد قال امس إن على فرنسا ألا تستسلم للخوف وإن على المرشحين للرئاسة أن يتفادوا المزايدات. وأفادت مصادر مقربة من التحقيق أن المهاجم الذي قتل هو فرنسي في التاسعة والثلاثين من عمره ويدعى كريم شرفي من سكان شيل على بعد 18 كلم شرق باريس، وكان محققو مكافحة الإرهاب يحققون بشأنه وهو يحاول قتل شرطي قبل أكثر من سنة. وقالت الشرطة في وقت سابق: إن المهاجم مشتبه به ومعروف لديها وأنه سبق وأوقف للاشتباه بتخطيطه لقتل عناصر أمن. وأوقف كريم شرفي في 23 فبراير الماضي للاشتباه بأنه يخطط لمهاجمة رجال أمن، ثم افرج عن بأمر من النيابة؛ لعدم كفاية الأدلة وفق مصادر مقربة من التحقيق. وتمت إدانة كريم شرفي في العام 2005 على خلفية الشروع في القتل ثلاث مرات، اثنتان منها استهدفت عناصر شرطة. وحكم عليه بالسجن 15 عاما بعد ادانته بمحاولات قتل استهدفت طالبا وأخاه وشرطيا. وحصل على إفراج مشروط ثم عاد الى السجن ليمضي فيه سنتين في 2014 لادانته بالسرقة. ودفع الإعلان السلطات إلى الاعتقاد بوجود مهاجم ثان. وأعلنت فرنسا أنها تلاحق مشتبها به تلقت إخطارا من بلجيكا بشأنه، ثم اعلن متحدث باسم وزارة الداخلية الفرنسية أن المطلوب سلم نفسه للشرطة البلجيكية في مدينة أنتويرب، شمال بلجيكا. وقالت النيابة الفدرالية البلجيكية: إنه لا علاقة لهذا بهجوم الشانزليزيه، ولكن التحقيق مستمر.