صادف الأسبوع الماضي حدث ملتقى المهنة الرابع بتنظيم جامعة الإمام عبدالرحمن الفيصل في الدمام والذي شاركت فيه الجامعة بمختلف التخصصات والجهات الحكومية الداعمة لتدريب وتوظيف الشباب السعودي. وقد كنا من المشاركين من ضمن العارضين وفي إحدى ورش العمل المقامة، وقد لاحظت عدة ملاحظات خلال تواجدنا وأود نقلها لكم. أولها أن غالبية المتقدمين لطلب الوظائف كان تركيزهم على الرواتب وقيمة البدلات والمزايا وهذا أمر ممتاز ودليل وعي وحرص على الحقوق، لكن ليس هو في الدرجة الأولى الأهم في مسار الإنسان المهني. فكم من تاجر ناجح و(مدير كبير) بدأ سلم العمل بأبسط المستحقات وكان جام تركيزه التعلم أولا وكسب خبرة عملية تضيف لرصيد معرفته النظرية، التي حقيقة تشكل 70٪ من الأهمية لدى صاحب العمل أو الجهة التوظيفية. فصاحب العمل يهمه قبل كل شيء أن يعتمد على أشخاص أكفاء محسنين لتدبير الامور وسريعي البديهة ومتحملين للمسؤولية بشكل كبير، أكثر من كونهم حاملي درجات علمية معينة لكن اداءهم ضعيف ومبادراتهم قليلة ولا يحملون في قلوبهم جدية حقيقية نحو العمل. ومن الملاحظات اعتقاد المتقدمين للعمل أن جانب تطوير الذات ليس الا ترفا! فعندما تحدثهم عن الدورات التي حضروها أو تسألهم عن نقاط قوتهم تراهم ينظرون إليك وكأنك من كوكب آخر وحال لسانهم يقول (عندي شهادة احمد ربك). ورسالتي لطلاب العمل أن يجتهدوا على صناعة أنفسهم وأن يصقلوا مهاراتهم ويستعدوا لسوق العمل ليس بالشهادة الجامعية فقط، بل بها وبروح طموح جادة مسؤولة. فمهنة اليوم تتطلب أن يكون الفرد متنورا حاملا للمسؤولية حريصا على إحداث فرق في المكان الذي يعمل فيه.