تزخر المملكة الآن بحركة فنية نشطة، برزت من خلال هذه الحركة العديد من المبادرات المشجعة للنهوض بالفن. ونذكر على سبيل المثال ما يُقام في مدينتي جدة والرياض من فعاليات فنية مهمة، هدفها احتواء الفنانين وتطوير ملكاتهم الفنية، واتساع مساحة الفرص للمبدعين، وكثير من هذه الفعاليات والمعارض الفنية تديرها مؤسسات رسمية، بعضها يعمل وفق رؤية مستقبلية، كما هو الحال لدى مسك آرت، الذي يعول عليه الخير الكبير في ازدهار الحركة الفنية في بلادنا. وفي جدة الكثير من المشاريع الفتية والمؤسسات والقاعات الفنية، مما جعلها تتصدر المشهد الفني في المملكة، فمن أسبوع الفن إلى أتاريك جدة التاريخية الذي أضحي مهرجانا ثقافيا كبيرا، يسلط الضوء على الجانب المشرق لمدينة جدة، فتجد المعارض والمراكز الثقافية والقاعات الفنية كلها تعمل في حركة مستمرة، ومن جدة إلى ينبع ومهرجان ربيع الزهور الذي لمع هذا العام، وسجل علامة فارقة علي خارطة الفن التشكيلي من خلال ورش العمل الفنية التي أقيمت، واستقطبت العديد من الفنانين. أما أبها البهية فما زلنا ننتظر أن تصحو من غفوتها التي طالت، بعد ما كانت تتصدر المشهد الثقافي والفني في المملكة عبر قرية المفتاحة، الذي غفا وإن كان هناك بوادر أمل كبيرة ليتصدر المشهد الفني من جديد. أما الشرقية ف «نقوش الشرقية» سيكون لها الحظ الأكبر للنهوض بالحركة الفنية، وعلى أمل أن يكون ل «نقوش» مشروع يدوم للأجيال، مشروع ينهض بالفنون التشكيلية ويجعل الشرقية في مناخ حافل بالفنون، يقصدها الفنانون من كل صوب، ويكون هذا المشروع فاعلا، لعدة أسباب، قد يكون أهمها الطموح الكبير لسمو الأميرة عبير بنت فيصل حرم أمير المنطقة الشرقية وحبها الكبير لأبناء المنطقة، ما يساعد «نقوش» أن تبدأ بمشروع ملتقى الفنون البصرية الذي سيكون الضمان الوحيد لنشوء ملتقى ذي تنظيم احترافي مميز كتميز «نقوش».