تداول الإعلام السعودي هذه الأيام اسم مدينة بورتسودان، فما أهمية هذه المدينة السودانية الساحلية، التي تقع شمال شرق السودان على الساحل الغربي للبحر الأحمر وتعتبر الميناء البحري الرئيسي في السودان وهي واحدة من أكبر المدن السودانية وتعتبر البوابة الشرقية للسودان، وكذلك الدول التي لا تطل على البحر مثل أثيوبيا وتشاد وجنوب السودان؟ يوجد في بورتسودان مخازن صوامع الغلال وهي بذلك تعتبر المدينة الاقتصادية لدولة السودان. كما زادت أهمية هذه المدينة بعد التوجه الخليجي للاستثمار والاستفادة من أرض السودان الشقيق، حيث يمتلك السودان حوالي 200 مليون فدان صالحة للزراعة، كما أن الأجواء وأحوال الطقس في السودان مناسبة لزراعة المحاصيل الزراعية الاستراتيجية، مثل الحبوب والقمح كما يتمتع السودان بالاستقرار السياسي. وتنتهج حكومة السودان سياسة الرأسمالية والانفتاح على الأسواق الدولية وتحاول التخلص من البيروقراطية التي لازمت البلاد عقودا طويلة . فقد فتحت السودان في السنين الأخيرة مجال الاستثمار الأجنبي، فكانت الدول العربية، خصوصا الدول الخليجية، التي تملك رأسمال جبارا في مقدمة هذه الدول، هذا جعل الاستثمارات الخليجية تصل إلى حوالي 30 مليار دولار، وتتصدر هذه الاستثمارات المملكة العربية السعودية حيث استثمرت ما يقارب 11 مليار دولار في استصلاح الأراضي وزراعتها وذلك في إطار اتفاقيات طويلة الأجل، هذه الاتفاقيات ستعود على البلدين بل على جميع الدول العربية بالخير، حيث استغلال الموارد العربية المعطلة من سنين، حيث لا يزرع السودان الآن أكثر من 30 مليون فدان والباقي اراض غير مستصلحة وغير مزروعة. وبزراعة هذه المساحات يكون العالم العربي قد أمن مصدر غذائه من الداخل بدلا من الاعتماد على الدول الأجنبية، ونكون قد بدأنا نرى التكامل العربي حقيقة بدلا من الشعارات، التي كان يرددها القوميون العرب، الذين أوجدوا البيروقراطية والفساد في البلدان العربية وزادوا من تخلفها ومحاربة المواطن في لقمة عيشه.