أدى التفاهم الاستراتيجي بين المملكة العربية السعودية والسودان إلى تفاهمات استراتيجية تكللت بتوقيع خادم الحرمين الشريفين والرئيس السوداني عمر البشير على أربع اتفاقيات لتمويل سدود الشريك ودال وكجبار في شمال السودان واتفاقية أخرى تقضي بزراعة نحو مليون فدان من الأراضي على ضفاف نهري عطبرة وستيت في شرق السودان، فيما يبلغ حجم المبالغ المرصودة للاتفاقيات الأربع حوالي مليار وربع المليار دولار. ستنتج هذه السدود قرابة 1.400 ميجاوات من الكهرباء لخدمة التنمية في سودان العطاء والنماء. وقّع السودان أيضاً اتفاقات أخرى مع الصندوق السعودي للتنمية بمبالغ تتجاوز مائة مليون دولار. يُعدُّ السودان من أفضل المواقع التي توفر أمناً غذائيّاً للمملكة العربية السعودية التي تعاني من شح كبير في المياه، لدى السودان أرض خصبة مع وفر هائل للماء يعطي صادي والمصالح المشتركة في الجانب الزراعي. توجهت عديد من الشركات الغذائية هناك للاستفادة من هذه الفرص الاستثمارية التي كان آخرها مع عدد من المستثمرين في استصلاح أكثر من مليوني فدان وبتسهيلات كبيرة جدّاً من الجانب السوداني الشقيق. يمثل استثمار السعودية في حوض «أطلانتس 2» الذي يقوم على الاستثمار في التعدين على ساحل البحر الأحمر أمراً مهمّاً وذا بعد استراتيجي للبلدين، ومن المتوقع أن تصل عائدات أطلانتس 2 إلى 20 مليار دولار تقريباً. إن استثمار موقع المملكة العربية السعودية والاستفادة من مكامن القوى الطبيعية التي لنا وتلك التي من حولنا رصدت من خلال الرؤية السعودية 2030. يُعدُّ رجل الأعمال السعودي ذا خبرة عالية في جوانب الاستثمار من خلال القراءة النقدية لحديث ولي ولي العهد الذي ركز على أهمية استثمار هذه الخبرات والقدرات في وسائل وطرق استثمارية لأموال الدولة خدمة للأجيال المقبلة وزيادة للمداخيل غير معتمدة على النفط. تميز الاستثمار السعودي في السودان في مشروع جزيرة قلب العالم الذي هندس رؤيته وأهدافه رجل الأعمال السعودي والمستشار أحمد عبدالله الحصين. يقع هذا المشروع العملاق في المياه الإقليمية السودانية، ويبعد 80 ميلاً بحريّاً من ميناء ومطار بورتسودان، وعلى بعد 95 ميلاً بحريّاً من ميناء جدة الإسلامي ومطار الملك عبدالعزيز. يتميز هذا الموقع بقصر زمن الوصول إليه الذي لا يتجاوز 20 دقيقة من مطار الملك عبدالعزيز و15 دقيقة من مطار بورتسودان، وتستغرق الرحلة البحرية لهذا المشروع الحالم حوالي 2 – 3 ساعات من ميناء جدة الإسلامي وميناء بورتسودان. تبلغ مساحة الجزيرة حوالي 43 كيلومتراً مربعاً وهي مسافة تغطي أهداف المشروع الحالية والمستقبلية بإذن الله. حضر الرئيس السوداني وبعض المسؤولين حفل تدشين المشروع على جزيرة قلب العالم مما يعطي اهتماماً منقطع النظير للقيادة السودانية وعلى جميع مستوياتها بالاستثمار السعودي على أرض السودان الشقيق. بدأت المرحلة الأساسية بأعمال البنية التحتية التي تشمل المطار والميناء البحري ومرافق تحلية المياه وتوليد الكهرباء والاتصالات والطرق وشبكات المياه والصرف الصحي. خلال حفل الاستقبال للرئيس السوداني وبعض أعضاء الحكومة السودانية لمشروع جزيرة قلب العالم، تم استعراض المشاريع المزمع إقامتها على هذه الجزيرة الحالمة التي برهنت على تميز العلاقة الأخوية، والتميز في الروابط الاقتصادية والاجتماعية بين البلدين، التي ترعاها المجالس المشتركة بين البلدين وتعطي البعد الاستراتيجي لبناء العلاقات الاقتصادية ذات التبادل المنفعي المزدوج، التي تهدف إلى صناعة تنمية المكان والإنسان بمعايير دولية واستثمارية واعدة. ميناء النور العالمي، هو محطة تسهم في خدمة الملاحة الدولية ويشمل أرصفة بحرية لليخوت والسفن العملاقة والخدمات اللوجستية والتبادل البحري التجاري المنافس في الجودة والسرعة والأسعار المنافسة. سيكون مطار جزيرة قلب العالم دوليّاً ويربط الجزيرة بمحيطها العربي والشرق أوسطي والإفريقي والعالم بأسره من حولها ليخدم أكثر من خمسة ملايين مسافر في المرحلة الأولى بإذن الله. وإلى جانب ذلك سيكون هناك مدينة صناعية بحيث تكون هذه الجزيرة مركزاً لصناعات عالمية مختارة تتناولها الأسواق المحيطة في الجزيرة العربية والشرق الأوسط وإفريقيا والعالم بكلفة وأسعار منافسة من خلال الاستفادة من المنطقة الحرة التي توفر مقومات نجاح الاسثمار لهذه الصناعات. مدينة الماسة هي واجهة حضارية تطل بها الجزيرة على العالم بوحدات سكنية غاية في السحر والجمال. أما مدينة السمكة فقد جمعت بين إبداعات السكن الحديث والمباني الذكية بين البحيرات المذهلة التي تحيط بها ليسترخي المالك والزائر في عالمها الخيالي. وفي المقابل، ستكون هناك جزيرة للأطفال وستكون أكبر منطقة ترفيهية للأطفال في الشرق الأوسط شاملة لمدن الثلج والووتر بارك والملاهي والحدائق المفتوحة للحيوانات ومعالم الترفيه بوسائل متميزة عالمية. المدن السياحية تمثل نموذجاً عالميّاً للجذب السياحي من منتجعات وفنادق ومطاعم وخدمات سياحية بمستوى عالمي في الرؤية والتنفيذ. تتكامل الحياة في هذه الجزيرة بمدينة العلم والاتصالات لخدمة زوار وقاطني الجزيرة لما يوافق تطلعاتهم وميولهم وأمانيهم. المدينة الرياضية والمدينة الإعلامية صممتا لتكون الجزيرة ذات صبغة عالمية ومركزاً دوليّاً في الرياضة والإعلام تضم في جنباتها الخبرات والثقافات العالمية لمثل هذه المدن العالمية. مدينة القلب، هي أكبر منطقة غوص مغلقة ومحمية في العالم بجميع خدماتها وبنيتها التحتية. أما في مدينة المال والأعمال، فتتجسد أهمية المال والأعمال على نحو عالمي المستوى في الخدمات المالية والاستثمارية والأوراق المالية وتقنيات الاتصالات وتبادل المعلومات. برج السنبلة صمم على شكل سنبلة بارتفاع أكثر من ألف متر، الذي سيكون التحفة المعمارية والمعلم البارز الذي يجسد التفرد والجاذبية لجزيرة قلب العالم. ستنقل مثل هذه المشاريع السعودية في السودان مستوى العلاقة بين البلدين إلى أعلى المستويات نظير الفرص الاستثمارية الواعدة للمستثمرين السعوديين في بلدهم الثاني السودان الشقيق. ويعكس هذا الاهتمام من رجال الأعمال السعوديين للاستثمار هناك، حرص القيادتين في البلدين في جعل العلاقة بين البلدين أنموذجاً لمعاني التعاون والأخوة وتبادل المصالح بين الإخوة الأشقاء في الوطن العربي.