يلعب (قدم خير) حمار أم قاسم دورًا مهمًا في رواية إسماعيل فهد إسماعيل (السبيليات)، فهو الذي لولاه لم تنجح أم قاسم في العبور إلى قريتها التي تم إجلاؤها وأسرتها وكل أهل القرية منها إلى مدينة النجف، بسبب تحول المنطقة الجنوبية من العراق إلى منطقة عمليات عسكرية. زمن أحداث الرواية التي تقع في 158 صفحة، هو زمن الحرب العراقية الإيرانية، أو ما يعرف بحرب الخليج الأولى. يسود سردها جمل قصيرة، متتابعة لحدث أفقي تظهر فيه أم قاسم الشخصية المحورية، والحوار لا يتبنى الشكل التقليدي المتعارف عليه مما يصعب أحيانا مهمة القارئ في تحديد المتحدث. تعود أم قاسم إلى بيتها مصطحبة رفات زوجها الذي توفي أثناء النزوح شمالاً لتدفنه في القرية. وتنشأ علاقة إنسانية بينها والكتيبة المرابطة في المنطقة. السبيليات اشتقت اسمها كما تذكر الرواية من كون بعض وجهاء أسرة (آل رقيب) كانوا يضعون ماء لعابري السبيل، ربما لهذا رفضت، على يد أم قاسم، العطش. قد يتذكر القارئ في لحظة ما حصان دونكيشوت الذي كان يجول به الأنحاء، ف(قدم خير) كان الظهر الذي جالت عليه أم قاسم في تجوالها في القرية. ومثل دونكيشوت غير المدرك للواقع، العائش في عالمه الخاص، الذي يحسب طواحين الهواء مردة ولصوصا وقطاع طرق، لم تكن أم قاسم تدرك وقع الحرب التي هي في وسطها أو ما كان يمثله صنيعها في سعيها لري شجر القرية المهجورة من مخاطر أمنية حين تغافل الكتيبة وتثقب السدود الترابية التي صنعها الجيش العراقي، فقد تم تجفيف الأهوار لدواع أمنية، وحتى لا تتسلل ضفادع العدو البشرية خلف صفوف الجيش العراقي المرابط.