أشكر سابك على المعلومات التي قدمتها للكاتب لتعزيز هذا المقال عن مساهماتها في المسئولية الاجتماعية التي يرى قادة الادارة والاقتصاد أنها ميزة تنافسية تضيف للشركات فوائد كثيرة منها السمعة الطيبة والمبيعات والأرباح والحصة بين المنافسين، بل تكسبها الريادة في هذا المجال، لذلك حرصت شركة سابك منذ تأسيسها في منتصف السبعينات الميلادية من القرن الماضي على التميز في نشاطاتها الصناعية والمجتمعية، وذلك تلبية لتطلعات القيادة الرشيدة، وانسجاما مع خطط التنمية الوطنية المتتابعة الداعمة للاقتصاد السعودي، ناهيك عن حسها الأخلاقي تجاه تنمية المجتمعات المحلية والعالمية. وقد استمرت شركة سابك في تنمية قدراتها التنافسية على المستوى الاقليمي والعالمي، وتسعى سابك إلى تحقيق الأهداف المأمولة، ومنها إستراتيجيتها في2025م، بأن تصبح الشركة العالمية الرائدة في مجال المنتجات الكيماوية، وتنمية المجتمعات، التزاما بشعارها «كيمياء وتواصل». وتكثف سابك مساهماتها في مجال المسؤولية الاجتماعية باعتبارها استثمارا طويل الأجل لخدمة وتنمية المجتمع وتحسين مستوى معيشته، والمحافظة على سلامة وصحة البيئة التي تمارس فيها مختلف نشاطاتها، وحماية الموارد الطبيعية من سوء الاستغلال، مع ترسيخ وتعميق مبادئ وقيم المسؤولية الاجتماعية في ثقافة موظفيها بوصفها أسلوب حياة، سواء في العمل أو البيت أو المجتمع، وتواصل الشركة ابتكار مبادرات ومشاريع مجتمعية مميزة لتصنع حاضرا زاهرا، ومستقبلا مشرقا.. ولقد طورت سابك إستراتيجيتها العالمية للمسؤولية الاجتماعية واعتمدتها، وركزت جهودها في محاور التعليم للعلوم والتقنية، وحماية البيئة، والرعاية الصحية، والمياه والزراعة المستدامة. وتلقى هذه النواحي الحيوية الموجهة للمجتمعات اهتمام سابك على جميع المستوىات الادارية، حيث أصبحث ثقافة راسخة ومشتركة في رسالتها ورؤيتها وأهدافها واستراتيجياتها التنافسية. ومن الأهمية معرفة المسؤولية الاجتماعية في سابك بالأرقام، حيث قدمت العديد من المبادرات والبرامج المبتكرة، باستثمار بلغت قيمته 174 مليون ريال سعودي في عام 2016م، وبلغ عدد المتطوعين من موظفيها في برامج الشركة للمسؤولية الاجتماعية أكثر من 2000 موظف، واستفاد منها آلاف الأفراد في مختلف المجتمعات التي تعمل بها سابك. وتهدف مساهمات سابك في المسؤولية الاجتماعية إلى توثيق السمعة الطيبة للشركة وصورتها الذهنية الايجابية في مجتمعها المحلي والمجتمعات الأخرى التي تعمل بها، من خلال حرصها على ترسيخ قيمها «التحفيز، والمشاركة، والابداع، والانجاز» في جميع مبادرات المسؤولية الاجتماعية وبرامجها. ومنذ عام 2004م، بلغ إجمالي ما استثمرته سابك في المسؤولية الاجتماعية أكثر من 3 مليارات ريال سعودي، شملت سلسلة ممتدة من المشاريع الضخمة والمبادرات الاستراتيجية لخدمة المجتمع وتنميته، حيث ركزت ولا تزال تركز على المحاور الرئيسية لاستراتيجية المسؤولية الاجتماعية. ولقد حظي التعليم في مجال العلوم والتقنية، والصحة، وحماية البيئة، والمياه والزراعة المستدامة باهتمام سابك التي تحرص على السمعة، والجمهور، والابتكار، والإستراتيجية، والاستدامة. وساعدت هذه الإستراتيجية في تنسيق وتوحيد جهود جميع مواقع الشركة حول العالم في هذا المجال الحيوي وتعظيم أثرها مقابل إسهامات المنافسين، لتصبح شركة سابك الشركة العالمية الرائدة في مجال المسؤولية الاجتماعية، بالتوازي مع كونها الشركة العالمية الرائدة في مجال الصناعات البتروكيماوية، وذلك يدعم هذه الاستراتيجية الطموحة لاقرار سياسة المسؤولية الاجتماعية التي تحدد الاجراءات الارشادية والتوجيهية والتنظيمية لاسهامات الشركة، والمبادرات التطوعية لموظفيها على مستوى العالم. وتدرك سابك جيدا أن المبادرات الإستراتيجية في المسؤولية الاجتماعية تؤسس لمستقبل مشرق للجميع، فالبرامج الناجحة تصنع قادة قادرين على حمل المسؤولية، وبيئة أنظف، ومجتمعاتٍ متماسكة قوية يمكنها دعم المحتاجين في المجتمعات التي تتواجد فيها سابك. وفي هذا الاطار تشجع سابك موظفيها للتطوع بجزء من وقتهم وجهدهم الخاص، والتوصية بالمشاريع التي يتوقعون أن تحدث أثرا اجتماعيا إيجابيا، وتفخر سابك بشغف منسوبيها تجاه مبادرات المسؤولية الاجتماعية التي تراها جزءا لا يتجزأ من رسالتها، حتى أن شعارها «كيمياء وتواصل» يتجاوز نمو أعمالها للاشارة إلى الكيمياء والتواصل المهمين لجميع الأفراد والمجتمعات. كما نظمت سابك بالتعاون مع وزارة البيئة والمياه والزراعة مجموعة من الورشات الفنية لنشر الثقافة الزراعية بين المزارعين وجموع العاملين في هذا القطاع بمختلف مناطق المملكة، لهدف تنمية مهاراتهم وخبراتهم، وتعريفهم بالاستخدام الأمثل للمغذي المتخصص لتسميد النخيل. وتوجت الشركة تعاونها الإستراتيجي مع وزارة البيئة والمياه والزراعة، بتوقيع اتفاق مشترك تتولى سابك بموجبه تشغيل مركز أبحاث الزراعة المستدامة لمدة خمس سنوات قادمة، وقد تم التشغيل التجريبي للمركز خلال عام 2016م، معززا رسالة المسؤولية الاجتماعية التي تتبناها الشركة، حيث تم تشييده على نفقتها ضمن برامجها المستمرة لخدمة مجتمعها وتنميته. وفي مجال الرعاية الصحية، قدمت سابك دعما بمبلغ إجمالي ثلاثمائة مليون ريال سعودي لانشاء مستشفى تخصصي للصحة النفسية وعلاج الإدمان في مدينة الرياض، سيكون مركزا نموذجيا متميزا للصحة النفسية وعلاج الإدمان، ويتوقع إنجازه كليا في الربع الأول من العام 2020م. إلى جانب رعاية سابك العديد من المناسبات والفعاليات التي استهدفت دعم الأنشطة والبرامج الاجتماعية والجمعيات الخيرية المرخصة من وزارة العمل والتنمية الاجتماعية، والعناية بالموهوبين وتحفيز الابداع والابتكار، وكذلك دعم ورعاية المؤتمرات والندوات والفعاليات الاقتصادية، والمهرجانات الثقافية، كما ستواصل دعم مشاريعها القائمة، بما في ذلك توسيع النطاق العالمي لقافلة سابك للعلوم، وحملة «بيئة بلا نفايات»، وحملات التبرع بالدم، وغيرها، مع المراجعة المستمرة لمقترحات المشاريع الجديدة المقدمة من موظفيها وشركائها والمجتمعات التي تعمل بها. وفي مجال المشاريع الخيرية، قررت إدارة سابك بناء جامع كبير يحمل اسم الدكتور غازي بن عبدالرحمن القصيبي، يرحمه الله، وفاء وتقديرا لجهوده في تكوين صرح سابك، حيث قدمت الشركة الدعم الكامل لانشاء الجامع في قلب مركز مدينة الجبيل الصناعية على نسق معماري فريد من نوعه، وقد أنجزت مرحلة التصميم، وبدأت مرحلة إرسال دعوات المناقصة لمرحلة الانشاء، ويتوقع إتمام المشروع في الربع الأخير من عام 2018م.