تذكروا هذا التاريخ (28 جمادى الآخرة الموافق 27 مارس 2017)، يحمل تغييرا استراتيجيا لصالح البيئة، يحمل رسالة الجمعيات والروابط الخضراء بالمملكة، يحمل رؤية مستدامة لخدمة البيئة، بداية انفراج لمعاناتها من جور الاستنزاف، البيئة الصحية والسليمة والمعطاء سند قوي للأجيال، هذا ما تأسس في هذا التاريخ، انطلاقة ستعم جميع مناطق المملكة بعون الله. ■■ هل سمعتم عن نشاط جمعية اليسر والنباتات الصحراوية؟! خلف كل نجاح شخصية تقود، تستشعر أهمية الهدف، تحرك الهمة وتلهب الحماس. عندما تكون الجهود وطنية فهذا يعزز تحقيق الهدف، التعب لا يضيع إذا كان لصالح الوطن وأجياله، هناك من يسمع ويرى ويدرك ويقدر، من تلك الشخصيات (المستشار محمد المحيسن)، القوة المحركة لنشاط جمعية اليسر والنباتات الصحراوية، تعرفت على شخصه، وقد أصبحت عضوا في الجمعية. ■■ استقبلني قبل شهرين في مقر الجمعية بالرياض، بدأ بالتعريف بمكتبة المراجع، جمع فيها كتب مؤلفين سعوديين، جعلوا البيئة مشروع حياة، كتبهم تتحدث عن شهامة الموقف، حيث ترى البيئة ومواردها النباتية ماثلة أمامك، تستحث الهمة وتعزز الاهتمام، جهودهم تدين المقصرين والعابثين بالغطاء النباتي، في حينه أدركت أنني أمام مشروع كبير لمواطن بطموح ليس له حدود. ■■ حملني بسيارته عبر طرق الرياض الخضراء، كأنه يؤكد أهمية توجهاته واهتمامه بالغطاء النباتي، اثناء الطريق سرد جزءا من مسيرة حياته الوظيفية، شرح قصته التي حملته الى تأسيس جمعية اليسر والنباتات الصحراوية، مع رفاق درب ومتحمسين ومهتمين، أثناء الحديث قال الأمير ينتظرنا، كان يتحدث بفخر، أصبحت في شوق للمقابلة.. وصلنا، ترجلنا من السيارة، دخلنا مبنى، ترك انطباعا بالانضباط والدقة والبساطة. ■■ توجه نحو شخصية في أحد الممرات، تبعته، سلم وسلمت، مددت يدي مصافحا في غير حماس، كنت متحمسا لرؤية الأمير، ثم اكتشفت أن هذا هو الأمير، شعرت بالحرج أمام نفسي، لكن الأمير زرع بتواضعه الثقة في نفسي، هو الأمير متعب بن فهد الفيصل، عضو جمعية اليسر والنباتات الصحراوية، جلسنا ثلاثتنا في مكتب سموه. جاء الحديث بكل ما كنت أجهل، كنت أمام قامة بيئية شابة لها مواقف إيجابية لصالح البيئة، اهتمام، متابعة لا تتوقف، صاحب رحلات بيئية ترصد وتعزز. ■■ الأمير متعب الفيصل رئيس (مبادرة صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن بندر بن عبدالعزيز آل سعود، أمير الرياض، لتشجيع وتفعيل المشاركة المجتمعية، والجمعيات التعاونية البيئية والفرق الخضراء، لدعم جهود الجهات الحكومية المختصة، في المحافظة على البيئات الطبيعية في منطقة الرياض، والاستفادة منها بطرق مستدامة). حضرت الاجتماع الأول لفريق المبادرة، دعوتي للمشاركة تكريم، حضر المجتمعون، ساد النقاش وطرح الرأي بطريقة علمية مدركة أهمية المشروع، كان الجميع مصرًا على النجاح. ■■ في (28 جمادى الآخرة الموافق 27 مارس 2017)، رافق رئيس فريق مبادرة صاحب السمو الملكي أمير الرياض (12) شخصية بيئية من أعضاء الجمعية التعاونية لنبات اليسر والنباتات الصحراوية، لحضور اجتماع اللجنة العليا للبيئة بمنطقة الرياض، في حضور (24) مشاركا من المختصين والمهتمين وممثلين عن الجهات الحكومية ذات الاختصاص، كان الاجتماع في مقر إمارة الرياض، أحد مؤشرات النجاح أن تكون هناك رؤية يعقبها رسم استراتيجية، وبموجبها يتم رسم الخطط، وعليها تقوم البرامج، هذا ما حققه فريق المبادرة برئاسة الأمير متعب بن فهد الفيصل. ■■ في هذا الاجتماع البيئي ظهرت للعلن مبادرة صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن بندر بن عبدالعزيز آل سعود، سبق تاريخي يضاف لسجل أمير الرياض، إشراك المجتمع المدني لخدمة البيئة يدعم جهود الجهات الحكومية، هذا ما أكده سموه، بحضور (36) مشاركا من المختصين والمهتمين وممثلين عن الجهات الحكومية ذات الاختصاص، أثناء الاجتماع أعلن سموه قائلا: (معنا أفضل الخبرات الآن)، عبارة توحي وتقول. هكذا بدأ العمل.