في احتفال جائزة الملك فيصل العالمية للعام الجاري 2017م والذي رعاه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز - حفظه الله - مساء أمس الأول، وحظي خلاله الفائزون باستلام جوائزهم من يده الكريمة، كان من الطبيعي جدا أن تتجه الجائزة في فرع خدمة الإسلام إلى شخصه الكريم، تبعا لذلك السفر الكبير من الانجازات، والسجل الضخم من الأعمال الخالدة التي قدمها حفظه الله لخدمة الإسلام والمسلمين في مشارق الأرض ومغاربها، لذلك حينما تتجه الجائزة في هذا المجال إليه، فإنها حتما تتشرف بالذهاب إلى واحد من أكثر الشخصيات تأثيرا على مستوى العالم أجمع، وأكثرها بالتأكيد على مستوى العالم الإسلامي، وفي الدفاع عن قضاياه بكل وسيلة، والذود عن أدبيات هذا الدين العظيم بالبراءة من كل المفاهيم الشاذة التي أرادت اختطافه، وحاولت تشويهه، قبل أن تتصدى المملكة بقيادة سلمان الحزم لمحاربة تلك الضلالات، والتأكيد للعالم كافة أنها وهي معقل الإسلام ومهبط وحيه في أصوله ومنابعه الصافية، وقبلة أبنائه في صلواتهم، أنها ترفض أن يختطف من قبل تلك الفئات، عندما لم تكتف بهذا الموقف وحسب، وإنما بادرت لحرب التطرف والغلو والإرهاب، وتصدّت بقيادته الحكيمة لكل محاولات تمزيق الأمة الإسلامية، حيث قاد أيده الله الأمة رغم كل ما يدور من النزاعات والخلافات لتجنب الأسوأ، والانتصار للشرعية في اليمن، والسعي لإنقاذ الشعب السوري، والعراقي والليبي، ودعم استقرار الأمة، والدفاع عن الأقليات المسلمة في كل بقاع الأرض، هذا إلى جانب إنشاء مركز الملك سلمان للأعمال الإنسانية، والذي يولي المجتمعات الإسلامية اهتماما خاصا، ويعمل على مدار الساعة لرفع الضيم عنها بالمساعدات الاغاثية المجزية التي شملت كل الجهات الأربع، رغم أنها تجاوزتْ تلك الحدود لما هو أبعد لتقدم صورة الإسلام والمسلمين وحبهم لفعل الخير، وهو الهاجس الذي حمله سلمان بن عبدالعزيز، وحوّله إلى مسارات فاعلة لسياساته اليومية، والتي استحق ويستحق عليها أغلى وأرفع الجوائز والأوسمة، ولعل تكريمه من قبل مجلس أمناء هذه الجائزة يأتي متساوقا مع اتجاهات الرأي العام الإسلامي الذي يثمن أفعال هذا القائد الفذ الذي استرد هيبة الأمة عبر عاصفة الحزم، وعبر جملة المواقف التي اتخذها سلمه الله، وتقديرا لدور لا يزال بنيانه يسمو يوما بعد يوم بالكثير من المواقف والأعمال الخالدة.