أكدت رئيسة وزراء بريطانيا تيريزا ماي على أهمية المملكة العربية السعودية كحليف مهم في مكافحة الإرهاب وكذلك في المجال الاقتصادي. وأوضح مركز الإعلام والتواصل الإقليمي التابع للحكومة البريطانية، في بيان له أمس، «أن الزيارة التي ستقوم بها رئيسة وزراء بريطانيا للمملكة العربية السعودية اليوم، تأتي لتأكيد مكانة المملكة كحليف قريب ومهم»، مشيرا إلى «أن بريطانيا ستواصل التعاون الوثيق معها في عدد من المجالات، خصوصا في مكافحة الإرهاب، حيث إن التعاون البريطاني - السعودي في هذا المجال حيوي جدا». وقالت ماي «أن معالجة التهديدات التي تواجهها بلادها بسبب الإرهاب وعدم الاستقرار الجيوسياسي تتطلب من الجميع التصدي لها من مصدرها»، مبينة «أن المعلومات التي تلقتها بلادها من المملكة العربية السعودية في الماضي أنقذت حياة مئات الناس في المملكة المتحدة». التعاون بين البلدين وتطرق البيان للتعاون التجاري بين البلدين، مشيرا إلى «أن ماي ستبحث سبل توطيد الروابط القوية جدا القائمة أصلا بين البلدين، حيث تعد المملكة حاليا أكبر شريك للمملكة المتحدة في الشرق الأوسط»، كما أوضح البيان «أنه في عام 2015 بلغت قيمة الصادرات من السلع البريطانية إلى المملكة 4.67 مليار جنيه إسترليني، بينما بلغت الصادرات من الخدمات 1.9 مليار جنيه». وقالت ماي: «إن هناك الكثير مما يمكننا عمله معا في المجال التجاري، حيث هناك فرص هائلة تسهم من خلالها الاستثمارات السعودية في تقوية الاقتصاد البريطاني». مباحثات في الأردن يذكر أن تيريزا ماي بدأت أمس، زيارة رسمية إلى الأردن قبيل زيارتها للمملكة المقررة اليوم وتستمر حتى يوم غد الأربعاء، وتجري فيها مباحثات مع المسؤولين الأردنيين تتعلق بتطورات الأحداث الراهنة في الشرق الأوسط وبخاصة الجهود المبذولة لاستئناف المفاوضات السلمية بين الفلسطينيين والإسرائيليين، بالإضافة إلى بحث الأزمة السورية والوضع في العراق والحرب على الإرهاب. شراكات أكثر قوة وقالت ماي قبل وصولها لعمان: «علينا أن ننظر للتحديات التي تواجهنا، وسوف تواجهها الأجيال المقبلة وأن نبنى شراكات أكثر قوة مع الدول التي سوف تكون مهمة لأمننا ورخائنا». وتعتبر هذه هي أول جولة خارجية تقوم بها ماي منذ إعلان بريطانيا رسميا الأسبوع الماضي البدء في إجراءات ترك الاتحاد الأوروبي (البريكست). وسبق أن عقد قادة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية في 7 ديسمبر العام الماضي اجتماعاً مشتركاً مع رئيسة وزراء بريطانيا تيريزا ماي، ضمن أعمال قمة قادة دول المجلس، ورأس وفد المملكة في القمة خادم الحرمين الشريفين. توافق في الرؤى وأبدى البيان الختامي عن الاجتماع كثيرا من التوافق في الرؤي والأفكار وإطلاق شراكة استراتيجية بين دول التعاون وبريطانيا، والاستعداد لاستخدام كل وسائل القوة لتأمين مصالح الجانبين ومواجهة التهديدات الإقليمية، والتأكيد على هزيمة المتطرفين والتصدي لأنشطة إيران المزعزعة للاستقرار في المنطقة، والدعوة للتوصل إلى حل سياسي مستدام في سورية وتأسيس حكومة تشمل جميع أطياف الشعب السوري، وحل الأزمة اليمنية بالسبل السلمية وفقاً للمبادرة الخليجية ومخرجات الحوار الوطني والقرار 2216، وتأسيس حوار للأمن الوطني لبناء وتفعيل قدرات دول التعاون في تنسيق القضايا الأمنية. وألقت تريزا ماي كلمة قالت فيها: «إن المخاطر التي تهدد أمننا المشترك تتزايد وتتطور حيث يمارس الإرهابيون عملياتهم عبر الحدود الوطنية من أجل التآمر لتنفيذ هجمات ضد مواطنينا». وقالت: «إن المعلومات الأمنية السعودية أنقذت أرواح المئات في بريطانيا»، مشيرة إلى أن أمن الخليج من أمن بريطانيا، فيما شددت على أنه لا بد من وضع حد للتدخلات الإيرانية.