واصل مهرجان الساحل الشرقي بنسخته الخامسة تقديم فعالياته المختلفة للزوار بالواجهة البحرية بالدمام وسط إقبال لافت منهم. حيث جذب الزوار أحد الأركان الذي يعرض المأكولات البحرية المجففة والمملحة، ويعرض الصياد العماني، حمدان الكحالي، خلال مشاركته في المهرجان مأكولات بحرية وقد تم تجفيفها وتمليحها أمام الزوار ليقف الكثيرون خصوصا ممن عاشوا بعيدا عن الساحل للسؤال عن هذا الصنف من الطعام. ومن المعروف أنه في أيام تقلب البحر وهبوب العاصفة بالرياح الشديدة والبرودة القارصة مما يمنع الصيادين من الخروج للصيد لأيام عديدة، وانخفاض المنتج هي أسباب أدت إلى ابتكار حفظ السمك «المالح» عند أهل الخليج. زوار يطالعون الأسماك المملحة والمجففة (اليوم) درجات الحرارة وبين الكحالي بخبرته التي تمتد لأكثر من 50 عاما في الصيد وصنع «المالح» أن سكان الخليج العربي استفادوا من وسيلة التمليح التي ابتكرها الإنسان القديم لحفظ لحوم الحيوانات والأسماك، فكان التمليح من الأشياء التي وفرت للإنسان حاجته من السمك في الأيام العاصفة أو زاد للمسافر فيحتفظ بصلاحيته دونما تبريد، ولا يفسد تحت أشد درجات الحرارة خصوصا وأن الناس في الماضي لا تتوفر لديهم الثلاجات والكهرباء الذي ساعد حاليا في توفير الطعام بشتى أنواعه، إلا أنه يعود ليؤكد أن هذه الطريقة عادت من جديد وأصبحت تلك الوجبة مفضلة عند الغني والمحتاج كوجبة لذيذة وذات فوائد كبيرة على جسم الانسان بحسب رأيه. أحد العروض البحرية المثيرة فترات طويلة ويضيف: إن تخزين السمك لفترات طويلة له أنواع متعددة بحسب ذائقة صاحب الطعام ونوع الطبق، فبعد استخراج كميات وفيرة من الأسماك، يتم تنظيفها جيدا، وحفظها ما بين ثلاثة إلى أربعة شهور، بعدها يستخرج ليتم تناوله، ويعتبر ضوء الشمس ضروريا جدا للمالح، خاصة في أول شهرين، كما أن منهم من يضيف النكهات من البهارات والفلفل والزعتر ومنهم من يضع أوراق الليمون أثناء التمليح لتعطي نكهة مختلفة، موضحا أن طهي الملح بعد اخراجه من الأواني أو «السطول» إذا كان في إناء أو كان بطريقة التجفيف يأخذ أنواعا مختلفة في طريقة الطهي حيث تتم تصفيته من الملح ثم يتم طهيه على حسب نوع الأكل سواء مع الأرز أو صالونة مرق. فرقة شعبية تقدم إحدى الفقرات (تصوير: عمر الشمري) أنواع معينة ويلفت الصياد حمدان الكحالي، إلى أن الناس تفضل تمليح أنواع معينة من الأسماك كسمك «الكنعد» الذي يعرف عنه تماسكه لمدة طويلة وعدم اهترائه وكذلك سمك «القباب» الذي يقارب لجودة الكنعد من حيث التماسك، مشيرا إلى وجود أنواع أخرى جيدة للتمليح ولكن السوق في حاجتها وهي طازجة وعليها طلب بعد خروجها من البحر مباشرة مثل «الهامور» فيما توجد أنواع أخرى لا يمكن تخزينها لفترات طويلة. وخلال حديث الصياد حمدان تقاطعه امرأة كبيرة في السن بسؤال عن أسعار «المالح» وهل بإمكانها الحصول على كمية من أسماك المالح من دولة عمان، وكأن الحنين لوجبة المالح ساقها لذلك السؤال بعد أن فحصت السمك، لتعود مرة أخرى لتتفاوض من جديد على هذا النوع من الطعام. عرض يحاكي قصص البحر قديما .. وأطفال يشاهدون الفقرات البحرية عائلات تستمتع بمشاهدة الفعاليات الصفيان: دعم لوجستي متكامل لإنجاح المهرجان أكد مدير عام إدارة العلاقات العامة والاعلام بأمانة المنطقة الشرقية محمد الصفيان، أن مهرجان الساحل الشرقي بنسخته الخامسة متألق سنة عن أخرى، وأمانة المنطقة تحرص دائما وأبدا على دعم هذا المهرجان لأنه يعتبر من ضمن المهرجانات المتميزة في المنطقة، الذي يتم افتتاحه سنويا في هذا الوقت بالذات، حرصا من مجلس التنمية السياحية في المنطقة الشرقية على أن يكون جاهزا لزوار المنطقة والمناطق الأخرى، مشيراً إلى أن الأمانة تدعم المهرجان بدعم لوجستي متكامل وتوفير كل الإمكانات التي يحتاج إليها المهرجان لإنجاحه، بالإضافة إلى أن هناك طاقما متكاملا لتوفير كل الإمكانات، التي يحتاج إليها من كهرباء ومسطحات خضراء والأمن والسلامة وتهيئة الأماكن العامة مع طاقم كامل من إدارة النظافة على مدار الساعة وجاهزية الأمانة لأي طارئ، مؤكدا حرص الأمانة على نجاح مجلس التنمية السياحية وهيئة السياحة، الذي يتميز عاما بعد عام. الصفيان في صورة جماعية مع فرق مشاركة بالمهرجان (اليوم)