أبدى عدد من أولياء أمور ذوي الاحتياجات الخاصة ومعلمي التربية البدنية الخاصة ملاحظات على قرار إدارة التعليم بالأحساء بتحويل معلمي التربية البدنية في التعليم الخاص إلى مدارس التعليم العام لسد العجز في الأخيرة، إضافة لتحويل معلمي الصفوف في التربية الخاصة لمعلمي تربية بدنية لهم. وفي هذا السياق، أشار معلم التربية البدنية في التعليم الخاص عادل الحريب إلى أن ممارسة الرياضة في المدرسة للطلاب الأسوياء هي وقاية، بينما تشتد الحاجة لها للطلاب من ذوي الاحتياجات الخاصة وطلاب برامج التربية الفكرية، وهذا يحتاج إلى معلم متخصص وممارس للألعاب التي تحتاجها هذه الفئة الغالية علينا. ونوه بأن إدارة التعليم بالأحساء اتخذت قراراً يقضي بتحويل معلمي التربية البدنية في برامج التربية الفكرية وغيرها إلى التدريس في التعليم العام، وإسناد مهمتهم إلى معلمي البرامج غير المتخصصين في التربية البدنية مما يترتب عليه آثار سلبية لن تحتاج وقتا كي تظهر على السطح، ومنها ضعف القوة البدنية للطلاب وتدحرجهم للخمول وعدم الرغبة في الحضور للمدرسة وقلة الحركة وفقدان التعاون الجماعي، فلا يمكن لمعلم غير متخصص أن يملك مفاتيح التعامل الرياضي مع هذه الفئة بسهولة، ولا معرفة الألعاب التي يحتاجونها، وغير ذلك الكثير. وعن أهمية الرياضة لذوي الاحتياجات الخاصة ودورها في تغيير نمط حياتهم، قال ولي أمر الطالب واللاعب الدولي عبدالملك المحيفيظ: إن ابنه شاب من ذوي اضطراب التوحد لاعب المنتخب السعودي لرياضة ذوي الاحتياجات الخاصة وهو من اللاعبين المميزين في التزلج داخل الصالات وحقق الميدالية الذهبية والفضية بمسافات مختلفة في كوريا الجنوبية، مبينا أن كل هذه الإنجازات تحققت لابنه بفضل الله ثم بجهود معلمي التربية البدنية الذين اكتشفوا موهبته مبكراً منذ قبوله في برنامج التوحد إلى أن تم دمجه في مدارس الدمج بمدرسة حطين الابتدائية، حيث توقع له معلم التربية البدنية مستقبلا في المجال الرياضي، وبعد تدريبه في حصة التربية البدنية بالمدرسة تم ضمه إلى نادي ذوي الاحتياجات الخاصة، ومن ثم اختياره كلاعب ألعاب قوى في المنتخب، مضيفا: كان لمعلمي التربية البدنية دور كبير ليس في تغيير عبدالملك فقط بل حتى أسرته حيث تغيرت نظرتهم لابنه من طفل ذي إعاقة إلى عنصر فعال في المجتمع يمثل وطنه في المحافل الرياضية الدولية. بدوره، ذكر معلم التربية الخاصة والناشط في نفس المجال عبدالله الزبدة أن قرار إعادة معلمي التعليم الخاص إلى التعليم العام بحجة سد العجز حرم طلاب التربية الخاصة «ذوي الإعاقة» من التعليم المتساوي بين الطالب المعاق والسليم في التعليم وهذا يتناقض مع توجهات المملكة والاتفاقيات الدولية التي صادقت عليها، إذ أن للطفل المعاق حق التعليم الكامل مثله مثل أقرانه في مدارس التعليم العام لكن هذا القرار يضع تمييزا، ومن وجهة نظري أن الطفل المعاق تم حرمانه بهذا القرار من المتخصصين وإسناد المهمة لأي معلم آخر. وتساءل الزبدة: أين الإنصاف في هذا القرار، وأين التهيئة النفسية للمعلمين؟ وكيف يتم نقله في منتصف الدور الثاني؟ فلو تم الاجتماع بمعلمي التربية البدنية المنقولين وشكرهم على ما قدموه كان من حسن التصرف في التعامل مع المعلمين ثم تهيئتهم للتدريس في التعليم العام. وأوضح الزبدة أن المعاهد وبرامج الدمج أصبحت خالية من معلمي التربية البدنية على عكس التعليم العام الفائض بالمعلمين المنقولين. في غضون ذلك، تم التواصل مع إدارة التعليم بالأحساء، وما زالت «اليوم» في انتظار الرد على الموضوع.