نتحدث كثيرا عن الاهتمام بمستقبل الكرة السعودية ولا نعي أن العمل للبناء يبدأ من المراحل السنية في الأندية قبل المنتخبات التي واقع الحال فيها مهمل، سواء من الاندية أو من الاتحاد السعودي، كم من السنين مرت ونحن في سبات عميق عن احترافية العمل في الفئات السنية وغياب المتابعة الجادة للدوري؟. كم تحتاج هذه الفئة إعادة نظر واهتمام، والقضية ليست فقط ركلا للكرة ومهارات لاعبين. للاسف من يتابع دوري الناشئين والشباب يجد كوارث في العمل الفني وكوارث في العمل الاداري، للاسف الاعتماد على المدربين العرب أضر بمخرجات الاندية نظرا لحصولهم على شهادات تدريبية من ادنى المستويات وقلة خبرة وقلة كفاءة لدى الغالب منهم، والاستعانة بهم للأسف أثرت سلبا على اللاعبين بل وتسببت في ترك بعضهم للكرة، هذه هي الحقيقة التي لا بد أن نواجهها، كيف نقتنع بتقييم مدرب لا يملك مقومات مدرب يستطيع من خلال عمله تطبيق سياسة النادي لصناعة أجيال تخدم مستقبل الفريق الأول. هل يعقل لاعبون يتم اختيارهم للمنتخب ويلعب مع المنتخب في مركز ويؤدي بشكل رائع ويعود للنادي ويلعب في مركز آخر. هل يعقل خلال الموسم مع النادي يلعب في اكثر من مركز؟ هل لأن المدرب العربي ذو المرتب البسيط لا يجادل وكل ما لديه سمعا وطاعة لإدارات الأندية؟. وهنا تكمن المشكلة في الإخفاق في البناء، دليل على ذلك أن الأفضل منهم لا يأتي لأنديتنا والواقع نشاهده في فرق الدرجة الأولى وما الإضافة التي تركها المدربون العرب؟. ندعم مدربينا الوطنيين ونطلق الشعارات ولا نستطيع منحهم الفرصة من خلال الأندية، وخير دليل على نجاحهم التجربة الرائعة للمدرب الوطني الكابتن سعد الشهري وما حقق من نجاحات مع القادسية والنصر وها هو اليوم يقود المنتخب في أكبر محفل دولي كأس العالم للشباب. ادعموا المدربين الوطنيين ذوي الكفاءة ودعونا نخض تجربة لمدة سنة واحدة بمدربين وطنيين لفئة الناشئين على الأقل ونقيم التجربة، ونر الفوارق. واكاد اجزم على نجاحها لما يملك مدربونا من مقومات نجاح وخبرة في الملاعب ماذا نريد من دوري الفئات السنية؟؟ وما الأهداف التى نسعى للوصول لها. ماذا فعلنا لتطوير سلوكيات اللاعبين خارج الملعب قبل داخله، والأحداث التي نشاهدها في ملاعبنا من شتم وضرب وتصرفات خارجة عن الروح الرياضية خير دليل على تدني مستوى العمل الإداري. ماذا فعلنا لتطوير الثقافة الصحية للاعب؟ ماذا فعلنا لنوضح لهؤلاء الناشئين ماذا تعني ثقافة الانتصار واللعب بروح الفريق الواحد لا الفوز لتلبية متطلبات إدارات الأندية. للأسف العمل في أغلب الأندية عشوائي!!! وإلا هل يعقل أن أندية غنية ماليا تدعم الفريق الاول بلاعبين او ثلاثة فقط من الفئات السنية وتعتمد على شراء لاعبين في هذه المراحل العمرية؟. ومتى ما اتفقنا انها اهم مرحلة لا بد ان يكون التأسيس على مستوى عال. ما آلية اختيار مدراء الفرق في الفئات السنية؟ وهل المتواجدون حاليا مؤهلون لإدارة الفرق ولديهم خبرة تربوية للتعامل مع هذه الأعمار؟ أم يرضون بمرتب بسيط لذلك تم جلبهم؟، باختصار لا بد من إعادة الحسابات. ويبدأ العمل من إستراتيجية يضعها الاتحاد السعودي ويتابع تطبيقها في الأندية ويدعمها ماليا وإداريا. الادهى والامر كوارث التحكيم في دروي الفئات السنية والذي نتطلع من خلال هؤلاء الحكام أن يصبحوا حكام المستقبل!!! تابعوه كي تعلموا لماذا التحكيم لدينا يعود كثيرا للوراء؟ وكيف أن الحكام في بدايتهم ضعيفون في اتخاذ القرار؟. يستحق الاتحاد السعودي الشكر على توفير الدورات التدريبية، ولكن ننتظر منهم قرارا حاسما لمنح المدربين الوطنيين الفرصة وإلا ما الفائدة من الدورات؟. على المحبة نلتقي