أعلنت الشرطة البريطانية الجمعة انها اعتقلت شخصين في عملية وصفتها ب«الكبيرة» على خلفية الاعداء الإرهابي على البرلمان البريطاني وسط العاصمة لندن، وناشدت أي شخص لديه معلومات عن منفذ الهجوم أن يدلي بها للشرطة. وأصبح تسعة أشخاص حالياً قيد الاعتقال بعد اعتداء الاربعاء، الذي قتل فيه أربعة أشخاص إضافة إلى المهاجم وجرح 50 اخرين على الاقل تطلب 31 منهم معالجة في المستشفى، بحسب ما افاد مسؤول مكافحة الارهاب في الشرطة مارك راولي. وفتشت الشرطة 16 مكاناً ولا تزال تنفذ خمس مداهمات أخرى معظمها في لندن ومدينة برمنغهام وسط انجلترا، التي تردد أن المهاجم عاش فيها واستأجر السيارة التي استخدمها في الهجوم من بلدة على مشارف المدينة. وكشف راولي كذلك أن اسم منفذ الهجوم الاصلي هو ادريان راسل أجاو بعد أن قالت الخميس إن اسمه خالد مسعود (52 عاما) مشيرة إلى أنه استخدم العديد من «الاسماء المستعارة» ولديه سجل بارتكاب مخالفات عنيفة ولكن لم يحكم عليه مسبقا في قضايا تتعلق بالإرهاب. وذكرت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي أن مسعود معروف لدى أجهزة الاستخبارات البريطانية قبل عدة سنوات، إلا أنه لم يكن هناك تحذير من نيته تنفيذ هجوم. وقال راولي الجمعة: إن الشرطة تحاول معرفة ما إذا كان مسعود قد تصرف بمفرده تماما «أم أن آخرين شجعوه ودعموه ووجهوه». ودهس مسعود عشرات المشاة والسياح على جسر ويستمنستر بعد ظهر الاربعاء قبل أن يصدم سيارته ويخرج منها ليطعن شرطيا حتى الموت قبل أن يقتل برصاص الشرطة. وتجمع المئات في ساحة ترافلغر في وقت متأخر من الخميس لتكريم الضحايا وعلى رأسهم رئيس بلدية المدينة صادق خان، الذي وعد «بألا يذعن سكان لندن مطلقا للارهاب». أسماء مستعارة ارتفع عدد قتلى الاعتداء إلى أربعة، الخميس، بعد وفاة رجل عمره 75 عاما متأثرا بجروح أصيب بها في الاعتداء، الى جانب منفذ الهجوم. وقالت الشرطة إن الضحية اسمه ليزلي رودس وهو من جنوبلندن. أما الضحايا الآخرون، فهم الشرطي كيث بالمر (48 عاما) وعلى الجسر قتلت البريطانية عايشة فريد (43 عاما)، التي كانت في طريقها لجلب ابنتيها، ومواطن امريكي في العقد الخامس من العمر يدعى كيرت كوتشران. وذكرت الشرطة في وقت سابق أنها اعتقلت خمسة رجال وثلاث نساء اعمارهم تتراوح بين 21 و58 عاما «للاشتباه بارتكابهم أعمالا إرهابية». وأفرج لاحقا عن امرأة بكفالة. ولم يكشف راولي عن تفاصيل الاعتقالات الجديدة واكتفى بالقول إنها جرت في منطقة ويست ميدلاندز التي تشمل برمنجهام، وشمال غرب انجلترا. ومسعود مواطن بريطاني ولد في كنت جنوب شرق انجلترا وأدين في الفترة من 1983 الى 2003 بتهم من بينها الاعتداء وحيازة اسلحة. وطبقا لصحيفة «صن» فقد كان مسعود متزوجا من امرأة مسلمة في 2004 وقالت الشرطة انه استخدم العديد من الاسماء المستعارة ومن بينها أدريان المز، فيما أشارت تقارير إلى أنه عاش في مناطق مختلفة في انجلترا ومن بينها لوتون وشرق لندن. ووصفته جارته السابقة ايونا روميك من برمنجهام بأنه «شخص لطيف» وصرحت لصحيفة برمنجهام ميل «كان متزوجا من شابة آسيوية وكان له طفل يذهب إلى المدرسة». وقال راولي إن الشرطة «تبحث في تاريخه» وناشد أي شخص يعرف أية معلومات عنه أن يدلي بها إلى الشرطة، مضيفا: «تحقيقاتنا تركز على فهم دوافعه وتحضيراته وأي شركاء له». وحملت الحشود في ساحة ترافلغر في وقت متأخر الخميس رسائل تحد واعلام والزهور وقدموا التعازي لرجال الشرطة الذي فقدوا زميلا لهم في الاعتداء. وقالت سكتلنديارد: ان اجهزة الامن البريطانية أحبطت 13 محاولة اعتداء منذ يونيو 2013 في المملكة المتحدة، حيث لا يزال مستوى التحذير من خطر ارهابي في الدرجة الرابعة على سلم من خمس درجات. والاعتداء هو الاكثر دموية الذي تشهده بريطانيا منذ الهجمات الانتحارية في يوليو 2005 التي خلفت 56 قتيلا في وسائل النقل بلندن وتبنتها القاعدة. وارتكب هجوم لندن بعد عام تماما من اعتداءات بروكسل التي خلفت 32 قتيلا، وهو يذكر باعتداء نيس في فرنسا (86 قتيلا) وبرلين (12 قتيلا)، اللذين تبناهما تنظيم داعش في 2016. وتعبيرا عن تصميمه في مواجهة الهجوم الاكثر قسوة في بريطانيا منذ اثني عشر عاما، وقف مجلس العموم دقيقة صمت حدادا على الضحايا قبل ان يستأنف اعماله صباح الخميس. وقالت ماي متوجهة الى النواب: «لسنا خائفين» مؤكدة ان الديموقراطية «ستنتصر دائما». وشددت على ان الاعتداء لن يؤثر في الانطلاق الرسمي لعملية بريكست الاربعاء المقبل. وأعيد فتح محطة مترو ويستمنستر قرب البرلمان ومثلها جسر ويستمنستر.