بدأت الاجتماعات التحضيرية للدورة الثامنة والعشرين ل «القمة العربية»، التي تعقد في الأردن، وسط تحديات واسعة تواجه الأمة العربية، وفي ظل مشاركة عربية واسعة لفظت نظام الأسد الذي تحول إلى ميليشيا إيرانية. وانطلقت أولى الاجتماعات التحضيرية للقمة العربية في دورتها العادية، أمس الخميس، في منطقة البحر الميت (غرب الأردن)، باجتماع تحضيري لكبار مسؤولي المجلس الاجتماعي والاقتصادي العربي، وبمداخلة افتتاحية للجمهورية الإسلامية الموريتانية (الرئيس السابق للقمة). وقال ممثل موريتانيا في اجتماع كبار مسؤولين المجلس الاجتماعي والاقتصادي المستشار محمدي أحمد، في المداخلة الافتتاحية: إن فترة رئاسة بلاده للقمة العربية «شهدت ظروفا إقليمية ودولية مهمة وحساسة، وشهدت تحديات اقتصادية واجتماعية بالغة المخاطر». وتسلم أمين عام وزارة الصناعة والتجارة الأردنية يوسف الشمالي رئاسة المجلس بمداخلة قال فيها: إن «اجتماع اليوم يأتي في ظرف اشتدت فيه التحديات الاقتصادية والاجتماعية، التي تعترض الدول العربية»، معتبرا أن التحديات، التي تعترض الأمة العربية «غير مسبوقة». وتُعقد الاجتماعات التحضيرية للقمة العربية، التي تتوزع بين أربعة اجتماعات ل «المجلس الاقتصادي والاجتماعي» و«مجلس وزراء الخارجية»، على مدى ستة أيام، تمهيداً لاجتماع الملوك والرؤساء العرب، والمقرر التئامه الأربعاء المقبل. وباستثناء سوريا، التي يحضر مقعدها وعلمها دون ممثلين، يشارك في أعمال القمة العربية جميع الدول العربية الأعضاء، ولكن بمستويات تمثيل مختلفة، وفق ما أفاد به وزير الإعلام الأردني د. محمد المومني. وقال المومني، بحضور «اليوم» لدى افتتاحه المركز الصحفي لأعمال القمة العربية: إن «قمة عمان ستكون أكثر القمم العربية حضورا». وحول الملفات الرئيسة، التي يتوقع أن تبحثها القمة، قال المومني: «ستتصدرها القضية الفلسطينية» ولفت الوزير الأردني إلى «اجتماع الأقطار العربية كافة على ضرورة إنهاء الأزمة السورية ووقف معاناة الشعب السوري». وتحضر اليمن، التي تخوض صراعا عنيفا في مواجهة الانقلابيين الحوثيين ومشروع الهيمنة الإيراني، بقوة على مائدة القمة العربية، وكذلك الملف العراقي، وفقا للوزير المومني. وسبق أن أجرى الحوثيون، مدفوعين من نظام طهران، مناورة غير ناجحة لتمثيلهم في القمة. وعلمت «اليوم»، من مصادر رفيعة في الدولة الأردنية، أن 13 ملكا ورئيسا سيمثلون دولهم شخصيا وبطاقم رفيع في القمة العربية، فيما ستشارك 8 دول بممثلين من مستويات مختلفة، وذلك من أصل 22 دولة عضوا في مجلس جامعة الدول العربية. كما يشارك في أعمال القمة الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيريس، وكذلك المبعوث الشخصي للرئيس الروسي فلاديميير بوتين، والمبعوث الأممي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا. وفشلت محاولات إيرانية، بمساندة أنظمة عربية موالية لإيران، في قبول مشاركة نظام الأسد في القمة العربية، نظراً لأن نظام الأسد يشن حرب إبادة ضد السوريين، وتسيطر ميلشيات إيران على نظامه وتوجهها لخدمة المصالح الإيرانية، بما في ذلك شن حملة تهجير للسوريين وتوطين الميلشيات الإفغانية والباكستانية ومن جنسيات أخرى جلبتها إيران لإنجاح مشروعها الاحتلالي لسوريا.