استنكر محمد علوش، القيادي البارز بالمعارضة السورية المسلحة ما يردده البعض حول قيام إسرائيل بتحريض المعارضة بل ودعمها في تنفيذ عملية دمشق، واصفا نظام الأسد بالجبن وعدم قدرته على الرد على إسرائيل، وذلك حول ما أعلن مؤخرا عن قيام جيش الأسد بالتصدي لمقاتلات إسرائيلية وإسقاط إحداها فوق الأراضي السورية. فيما أعلنت وزارة الخارجية الروسية الاثنين، استدعاء السفير الاسرائيلي في موسكو الجمعة، بعد الغارات التي شنتها مقاتلات اسرائيلية على أهداف مرتبطة بميليشيا حزب الله الموالية للنظام بالقرب من تدمر. من جهته، قال علوش في تصريح لوكالة الأنباء الألمانية: «مسألة التصدي للمقاتلات الإسرائيلية لا يمكن وصفها سوى بأنها أكذوبة مضحكة، فالنظام أجبن وأحقر من أن يتصدى للمقاتلات الإسرائيلية، وما يتردد عن دعم إسرائيل لنا حديث عار من الصحة، لا يصدر سوى من شخص واحد مريض نفسيا هو الأسد». وفي وقت أكد فيه الجيش السوري الحر أن فصائله باتت في حِلٍ من اتفاق وقف إطلاق النار، شدد علوش في حديثه للألمانية؛ على أن اقتحام عدة فصائل من المعارضة أمس الأول (الأحد) لأسوار دمشق وسيطرتها على بعض المناطق الاستراتيجية بها لا يعني أن كلمة النهاية قد كتبت في مسار الحل السياسي التفاوضي، أو أن الحسم العسكري قد صار خيارا نهائيا لدى المعارضة. وتابع علوش: «لا علاقة لما يحدث على الأرض بالمفاوضات، فالنظام وحلفاؤه وتحديدا روسيا لم يكونوا جادين في البحث عن حل سياسي عبر عملية المفاوضات، النظام يكذب، وروسياوإيران تكذبان معه، ولذا قاطعنا المفاوضات الأخيرة في أستانة، حيث كانت قناعتنا خاصة مع كثرة جرائم النظام وتجاوزاته أن تلك المفاوضات لم تعد ذات جدوى». واستدرك القيادي المعارض: «ولكن إذا كانت هناك نية واضحة وصادقة من الطرف الآخر للدخول في مفاوضات غير عبثية فنحن موجودون». وشدد على أن معركة دمشق قد جاءت «دفاعا عن النفس وردا على تجاوزات النظام وجرائمه التي لم تتوقف ». واستطرد علوش: «لقد نفذ النظام 28 مجزرة في شهر واحد أسفرت عن سقوط ما لا يقل عن 330 شهيدا منهم مائة طفل وامرأة، وظلت الطائرات تخرج من قاعدة حميميم الروسية تضربنا، بل وتم استجلاب عشرة آلاف من الميليشيات الإيرانية لقتالنا، وكل هذه الجرائم تمت بدعم روسي، ثم تم تهجير لأهالي حي الوعر بطريقة مذلة، بجانب فرض اتفاق ثان جديد لتهجير أهالي حي القابون، ولكن عملية دمشق أوقفت ذلك نهائيا». إلى ذلك، وعلى صعيد التهجير القسري الذي انتهجه النظام تنفيذا لمخطط ولاية الفقيه ببدء تغيير ديمغرافي لإزالة الهوية العربية عن سوريا، وصل ألف و354 مدنيا سوريا من مهجري حي «الوعر»، التي تحاصرها قواته في مدينة حمص، إلى مخيم اللاجئين في مدينة جرابلس شمال البلاد. واستقبلت مدينة الباب بحلب قافلة تتألف من 32 حافلة تحمل المدنيين، بعد رحلة استغرقت 22 ساعة، قبل انتقالها إلى جرابلس. وفي سياق معركة دمشق، لا تزال الاشتباكات العنيفة متواصلة بين فصائل المعارضة ضد «قوات وميليشيات النظام المدعومة من إيران»، في عدة محاور بحي جوبر وأطراف حي القابون بأطراف المدينة، فيما تواصل قوات النظام هجومها المعاكس لاستعادة النقاط التي تقدمت إليها الفصائل يوم أمس؛ في هجومها الذي بدأته فجر الأحد، على منطقة كراجات العباسيين والمنطقة الصناعية الفاصلة بين مناطق سيطرة الفصائل في حي جوبر ومناطق سيطرتها في حي القابون بالأطراف الشرقية للعاصمة. جاء ما سبق بالتزامن مع تنفيذ طيران الأسد أكثر من 47 غارة أمس وأمس الأول، على مناطق في حي جوبر بالإضافة للقصف الصاروخي المكثف على محاور القتال، ووثق المرصد السوري لحقوق الإنسان، مقتل ما لا يقل عن 26 عنصراً من قوات وميليشيات النظام المدعومة من إيران، بينهم 3 ضباط، فيما قضى 21 من مقاتلي الفصائل في المعارك ذاتها، في حين لا يزال عدد من قضوا وقتلوا مرشحاً للارتفاع لوجود معلومات عن مقتل وإصابة العشرات من الطرفين.