شنت فصائل إسلامية معارضة هجوماً مفاجئاً على مواقع القوات النظامية شرق دمشق، وسيطرت على أبنية في حي جوبر واقتربت من ربطه بحي القابون، الأمر الذي ردت عليه القوات النظامية بشن عشرات الغارات على جبهات القتال، إضافة إلى نشر دبابات في دمشق، وسط حالة ذعر بين الأهالي. في الوقت ذاته، هدد وزير الدفاع الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان بتدمير الدفاعات الجوية السورية في حال اعترضت طائرات إسرائيلية تقصف أسلحة ل «حزب الله». وأكد نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف أن ثمة اتفاقاً بين روسيا وإسرائيل ينص على مراعاة التنسيق في مسار العمليات الجوية فوق سورية (للمزيد). وقال «المرصد السوري لحقوق الإنسان» إن الطائرات الحربية واصلت تنفيذ غاراتها مستهدفة مناطق في الأطراف الشرقيةلدمشق، حيث وثق «ما لا يقل عن 35 غارة نفذتها الطائرات الحربية على شرق المدينة، مستهدفة ب5 غارات مناطق في حي القابون، فيما نفذت ال30 الأخرى على حي جوبر، الذي لا تزال فصائل إسلامية وهيئة تحرير الشام تواصل هجومها على محاور فيه، بغية التقدم نحو داخل العاصمة». ودارت «معارك بينها (الفصائل) وبين قوات النظام والمسلحين الموالين لها التي خسرت 4 مواقع على الأقل في الحي، فيما أسر 6 من عناصرها على يد الفصائل، في حين قتل وأصيب وقضى عدد من مقاتلي الطرفين» وفق «المرصد» الذي أضاف أن «مجموعة من الانغماسيين من تحرير الشام والفصائل تمكنت من الوصول إلى كراج العباسيين، وسيطرت على أجزاء واسعة منه». وقال نشطاء معارضون إن فصائل المعارضة اقتربت من ربط حيي جوبر والقابون. وفي حال ثبتت الفصائل سيطرتها على الكراج، فإنها تكون اقتربت في شكل أكبر من قلب مدينة دمشق، إضافة إلى اقترابها من وصل مناطق سيطرة الفصائل في حيي جوبر والقابون ببعضها، والانتقال عبر حيي القابون وجوبر لكون المنطقة الفاصلة ستقع في حال تثبيت السيطرة تحت مرمى نيران مقاتلي الفصائل. في الطرف الآخر من دمشق، قال «المرصد» إن طائرات إسرائيلية قصفت «سيارة على الطريق الواصل بين بلدة خان أرنبة والعاصمة دمشق في ريف القنيطرة، إذ تسببت الضربات بإعطاب السيارة، إضافة إلى أنها قتلت شخصاً كان يقودها ذكرت مصادر أنه شخصية عسكرية رفيعة. ولم يتمكن «المرصد السوري» إلى مساء أمس من معرفة الشخص المستهدف من هذه الضربة. وقال ليبرمان لدى تفقده قاعدة عسكرية وسط إسرائيل إن «الجيش الإسرائيلي لا يتحرك خارج سياقه، لكن إذا تحرك فثمة سبب حقيقي لذلك. لسنا معنيين بالتدخل في الحرب الأهلية في سورية. نحن لسنا مع الأسد ولا ضده، وبكل تأكيد لسنا معنيين بأي احتكاك مع الروس». وأضاف أن المشكلة الكبرى هي في نقل أسلحة نوعية من سورية إلى لبنان «وعليه وفي كل مرة نرصد نقل أسلحة تكسر التوازن، فإننا سنتحرك لاعتراض عملية نقلها. لا مساومة في هذه المسألة». وتابع أنه «في المرة المقبلة، وفي حال اعترض الدفاع الجوي السوري طائراتنا فإننا سندمر منظومات الدفاع الجوي كلها من دون أن نتردد أبداً». ونقلت قناة «روسيا اليوم» عن بوغدانوف نائب وزير الخارجية الروسي أنه طلب من السفير الإسرائيلي لدى موسكو، توضيحات في شأن اختراق الطائرات الإسرائيلية الأجواء السورية الجمعة الماضي. وأكد بوغدانوف أن ثمة اتفاقاً بين روسيا وإسرائيل ينص على مراعاة التنسيق في مسار العمليات الجوية فوق سورية، مشيراً إلى أنه يتعين معرفة تقويم وزارة الدفاع الروسية لهذا الحادث. وكانت موسكو تجنبت التعليق بعد الغارات الإسرائيلية على سورية. وقالت مصادر إن العسكريين الروس يجرون تقويماً للأهداف التي ضربتها الغارة قبل إصدار تعليق. ونقلت وسائل إعلام إسرائيلية أن موسكو استدعت السفير الإسرائيلي غاري كورين، وطالبته بتقديم إيضاح حول الغارة الإسرائيلية الأخيرة. وكان خبراء عسكريون روس قالوا إن الغارة هدفت إلى قطع الطريق على عملية كبرى لنقل أسلحة إلى «حزب الله».