في ظل صمت خجول وعدم وجود حلول جذرية من الجهات المعنية، بدأت ظاهرة التسول بالتنامي في محافظة حفر الباطن وبأعداد كبيرة، بحيث لا يخلو شارع رئيسي أو تجمع لمواطنين في الأسواق أو الميادين العامة من متسولات يلجأن لحِيل مبتكرة تهدف لاستعطاف قلوب مواطني وزوار المحافظة. ويرى مواطنون أن ازدياد أعداد المتسولات يعود لجملة أمور منها: غياب الجهة المسؤولة عن مكافحة التسول، وكذلك وجودهن بمجتمع اشتهر بالطيبة والعطف على الغرباء، ووقوع المحافظة على مفترق طرق دولية وإقبال الزوار على حفر الباطن من دول شقيقة ومن مناطق المملكة. وأن اللافت للنظر أن آلية التسوّل تعدت الطرق التقليدية، فمن المتسولات من تخصصن في طرق أبواب المنازل والذهاب إلى المجالس والوقوف عند الأبواب طلبًا للمال وبأعذار متعددة، وإلحاحهن الغريب على المواطنين بالمبلغ فمنهن من تطلب مبالغ كبيرة ولا يرضين بما تجود به نفس مَن يقدم لهن المال، الأمر الذي دفع مواطنين إلى المطالبة بضرورة تدخل الجهات المعنية وتفعيل الأنظمة المعمول بها؛ لمعالجة هذه الظاهرة. يقول المواطن عبدالعزيز السويد: تنامت هذه الظاهرة ونجد أنها تزداد شهرا بعد شهر، والسؤال الذي على الجهات المعنية كشفه: هل المتسولات محتاجات فعلا؟، فاذا كن كذلك فإن لهن حقا علينا ولكن عبر قنوات رسمية وواضحة، وإذا كن غير ذلك فيجب الوقوف بوجوههن ومنعهن بعد انتشار هذه الظاهرة التي ينجم عنها انعكاسات خطيرة على المجتمع خاصة الناشئة الذين يشاهدون المتسولين والمتسولات بشكل يومي. وبيّن المواطن فهد العيدي: الجميع يعرف آثار هذه الظاهرة وخطرها على المجتمع، وللأسف أنها أخذت بالانتشار بشكل كبير في حفر الباطن وهي ناقوس خطر لا بد على الجميع أن يقف بحزم تجاهها، ولا بد أيضا إيقاف استغلال المتسولات للأطفال لاستمالة قلوب المواطنين واستعطافهم، والحمد لله أن الدولة لم تقصر مع المحتاجين، فهناك جهات معنية لا بد للمحتاج التوجه إليها. وأكد المواطن عامر العسكر: التسول ظاهرة دخيلة على مجتمعنا، ونرى أنها وللأسف تسير نحو التنامي؛ إذ إنها شملت أغلب الاماكن بالمحافظة، فوجود هؤلاء المتسولين خطر على المحافظة، مهيبا بالجهات المعنية الوقوف بحزم وتفعيل الأنظمة واللوائح بخصوص هؤلاء المتسولين، فوطننا وطن خير، وهناك أبواب كثيرة تقدم المعونة وبشكل رسمي بعيدا عن الوقوف عند الإشارات والتواجد بالأماكن العامة والأسواق. ويقول سليمان المحيميد: أصبحت ظاهرة التسول عند الإشارات الضوئية أمرا طبيعيا في المحافظة، تبدأ مع الضوء الأحمر المنبعث من تلك الإشارات، فهي ممارسة سيئة تعتبر عند البعض عملا احترافيا، ووجود هؤلاء المتسولين يسيء لمحافظة حفر الباطن لما لها من نتائج وخيمة ومضاعفات خطيرة ليس على الفرد فحسب، بل قد تمتد ليصل تأثيرها على المجتمع بأكمله سواء كان ذلك على المستوى الاقتصادي أو حتى السيكولوجي. وقال المواطن ناجي العنزي: تعاني حفر الباطن مؤخرًا من انتشار أعداد كبيرة من المتسولين، بحيث أصبحت ظاهرة نشاهدها بشكل يومي، حيث لا توجد إشارة مرورية إلا وبها عدد من المتسولين بعضهم صغار سن والبعض الآخر نساء ومعهن أطفال لا تتجاوز أعمارهم شهورا قليلة ومن جنسيات مختلفة ويقومون بجمع الأموال، مطالبا بإيجاد حلول لهذه الظاهرة وكشف من يدير هذه المجموعات الكبيرة ويقوم بتنظيم عملهم داخل حفر الباطن. متابعة الدمام: القبض على المتسولين مسؤولية الأمن أوضح مدير المتابعة الاجتماعية بمكتب الدمام، عبداللطيف النعيم، أن مسؤولية القبض على المتسولين بمختلف فئاتهم العمرية والجنسية تقع على عاتق رجال الأمن، كون التسول مصنفًا على أنه جريمة بتعميم صادر من قبل وزارة الداخلية، وأن جهات القبض هي (شُعَب الضبط الإداري بشُرَط المنطقة الشرقية)، والتي تقوم بحملات مكثفة بناء على اللجان المشكّلة من عدة جهات، والتي يتم من خلالها القبض على المتسولين من المواطنين وإحالتهم إلى مكتب المتابعة الاجتماعية بالدمام لدراسة أوضاعهم الأسرية، وتقديم المساعدة لهم بالشراكة مع الضمان الاجتماعي والجمعيات الخيرية ومؤسسات خيرية أخرى. وأضاف: وكون محافظة حفر الباطن لا يوجد بها مكتب متابعة اجتماعية، فإن المتسولين من المواطنين يتم تحويلهم الى مكتب المتابعة الاجتماعية بالدمام، أما المتسول غير السعودي فيتم إحالته بعد إلقاء القبض عليه إلى إدارة الوافدين حسب الاختصاص واتخاذ الإجراءات حياله.