تأتي زيارة الملك سلمان الى المالديف كمحطته الاخيرة بعد جولته الى دول آسيا التي ابتدأت في 26 فبراير 2017م، والتي تمتد لشهر، وشملت 7 دول هي ماليزيا واندونيسيا وبروناي واليابان والصين والمالديف، هي لتعزيز العلاقات مع جمهورية المالديف في مختلف المجالات السياسية والامنية والاقتصادية. والعلاقة مع جمهورية المالديف هي قديمة وتعود الى 1981 خلال فترة رئاسة الرئيس المالديفي السابق مأمون عبدالقيوم، الا ان العلاقة اخذت في التطور بعد زيارة الملك سلمان للمالديف في عام 2014 لما كان وليا للعهد، حيث تم الاتفاق على تعزيز مجالات التعاون في شؤون الخارجية والدفاع والتعاون التجاري. وفي مارس 2015 بعد زيارة رسمية للرئيس المالديفي عبدالله يمين عبدالقيوم الى السعودية، تمت موافقة السعودية على فتح سفارة لها في جمهورية المالديف التي بلا شك سوف تساهم في تعزيز التعاون المشترك. أعتقد فيما يتعلق بالجانب الاقتصادي فإن السعودية تسعى الى الاستفادة من الفرص الاستثمارية الموجودة في عدد من القطاعات الاقتصادية بالمالديف خاصة قطاعي الأسماك والسياحة. فالمالديف من خلال إطلالتها على المحيط الهندي الغني بالكائنات البحرية، هي من اكثر الدول تميزا بصيد الأسماك خاصة سمك «التونة» حيث يتم اصطيادها بالطريقة التقليدية القديمة (العصا والسنارة). وبالتالي هناك رغبة من المالديف لأخذ حصة من السوق السعودية في تصدير أفخر أنواع أسماك التونة. وهناك حديث ان هناك شركة تدعى شركة صناعة الأسماك المالديفية المحدودة وهي شركة مملوكة للحكومة المالديفية ربما يكون دخول الحكومة من خلالها. استنادا الى أحمد بن يمين نائب الرئيس التنفيذي الشركة، ان الشركات المالديفية تنتج حوالى 100 طن شهريا. اما في مجال السياحة ففي 8 من هذا الشهر (8 مارس 2017) بدأت السعودية العمل بتنفيذ مشروع تطوير جزيرة فادينولهو الجزيرة الواقعة ضمن منطقة لامو أتولفي جزر المالديف بتكلفة وصلت إلى 100 مليون دولار أمريكي. وقال محمد ربيع عيتاني الرئيس التنفيذي لشركة الاختيار الأفضل للتطوير العقاري المكلفة بالمشروع من المقرر استكماله بنهاية العام 2017، واضاف ان الشركة تعتزم تحويل جزيرة فادينولهو إلى منتجع سياحي صديق للبيئة من فئة الخمس نجوم على مساحة إجمالية تبلغ 7 هيكتارات استنادا إلى مفهوم «المنتجعات الراقية». ومن المقرر أن يضم المنتجع بحسب عيتاني عقب اكتماله 100 فيلا شاطئية، تشمل أجنحة صغيرة وأجنحة فاخرة مطلة على مياه المحيط الهندي. وبالتالي سوف تساهم السعودية الحصول على حصة من سوق السياحة في المالديف. كما ان السعودية بعد افتتاح سفارة لها بالمالديف في 2 أغسطس 2015، واعتمادا على تصريح نائب وزير التجارة والاستثمار للتجارة الخارجية أحمد الحقباني في 24 مايو 2016 «أن السفارة السعودية في المالديف ستصدر قريبا تأشيرات سفر للمالديفيين». بالتالي سيكون فرصة للشركات وخاصة شركات السمك الدخول الى السوق السعودية. كما انه في 30 مارس 2016 وقعت السعودية والمالديف، اتفاقية ثنائية للخدمات الجوية بناء على الاتفاقية اصبح من الامكان ان تكون هناك رحلات مباشرة من السعودية الى المالديف. وكما ذكر السفير المالديفي لدى السعودية عبدالله حميد، انه بعد تيسير الخطوط السعودية رحلات مباشرة بين الرياض والمالديف أصبحت هناك زيادة في أعداد السياح السعوديين، إذ وصلت النسبة إلى 20%. كما أن السعودية دخلت في مشروع التطوير الجاري لمطار إبراهيم ناصر الدولي.