اختتمت أمس الأربعاء جولة محادثات السلام السورية بأستانة رغم أنباء سابقة عن تمديدها ليوم، بغرض حضور المعارضة المسلحة وتراجعها عن قرار مقاطعتها للمباحثات. من جانبه طالب الائتلاف الوطني السوري المعارض بعقد جلسة طارئة لمجلس الأمن الدولي، لمناقشة النتائج التي توصلت إليها لجنة التحقيق الدولية بشأن مسؤولية قوات نظام بشار الأسد عن قصف نبع عين الفيجة في وادي بردى نهاية العام الماضي، وقصف مقر الهلال الأحمر في إدلب، واستخدام غاز الكلور عدة مرات في ضواحي دمشق وريف إدلب. واتهم الائتلاف في بيان له الطرف الروسي بأنه لا يزال ضامنا لاستمرار المجازر وللتهجير القسري وإفلات المجرمين من العقاب، كما أنه لا يزال بعيدا عن ضمان وقف إطلاق النار أو فتح مسار جدي للحل السياسي. وكانت لجنة تحقيق دولية مستقلة تابعة ل الأممالمتحدة قد قالت إن قوات النظام قصفت عمدا في ديسمبر الماضي نبع الفيجة في منطقة وادي بردى، وهو المصدر الرئيس للمياه في دمشق. واعتبرت أن هذا يرقى إلى جريمة حرب. كما قالت اللجنة -في تقرير أصدرته في جنيف: إن الهجوم على قافلة الهلال الأحمر السوري في إدلب في فبرايرالماضي كان على الأرجح غارة جوية للنظام أو روسية متعمدة، وبالتالي فهو جريمة حرب. ووثقت اللجنة أيضا استخدام قوات النظام وقوات موالية لها غاز الكلور القاتل في مناسبات عدة في ضواحي دمشق وفي محافظة إدلب، إضافة إلى قيام طائرات روسية أو تابعة لنظام الأسد بقصف مدارس في مناطق تسيطر عليها المعارضة. قصف المستشفيات أظهرت دراسة نشرتها مجلة «ذي لانسيت» الطبية الأربعاء أن أكثر من ثمانمائة من أفراد الطواقم الطبية العاملة في سوريا قتلوا منذ بدء النزاع عام 2011 في «جرائم حرب» تشمل قصف مستشفيات وإطلاق نار وعمليات تعذيب وإعدام. وأكدت الدراسة أن العدد الأكبر من هؤلاء القتلى سقط على أيدي القوات الموالية لنظام بشار الأسد، واتهمت النظام وحليفته روسيا باستهداف المنشآت والأطقم الطبية بصورة منتظمة في إطار إستراتيجية لتحويل هذه الأهداف إلى سلاح حرب. وقال د. سامر جبور الأستاذ بالجامعة الأمريكية في بيروت وأحد معدي الدراسة: إن نظام الأسد وحليفته موسكو عمدا عام 2016 إلى تكثيف استهدافهما للمنشآت الطبية في سوريا، مما جعل 2016 السنة الأكثر خطورة حتى اليوم بالنسبة إلى مهنيي الصحة في سوريا. وأجرى الدراسة مجموعة من الباحثين بينهم أعضاء من الجمعية الطبية السورية الأمريكية، وقد استندت إلى أرقام وإحصاءات من مصادر مختلفة. وشددت على أن عدد الهجمات على المنشآت الصحية ارتفع من 91 عام 2012 إلى 199 عام 2016، مشيرة إلى أن 94% من هذه الهجمات شنتها «الحكومة السورية وحلفاؤها بمَنْ فيهم روسيا». جرائم الحرب من جهة أخرى، أطلقت منظمتا العفو الدولية (امنستي) وهانديكاب انترناشونال الأربعاء في الذكرى السادسة لاندلاع الحرب في سوريا حملتين منفصلتين من أجل «وقف المجزرة» المتواصلة في هذا البلد وتحقيق العدالة لضحاياه وهم اكثر من 320 الف شخص ومليون جريح وملايين المهجرين. وقالت سماح حديد المسؤولة في مكتب امنستي الاقليمي في بيروت: انه «بعد ست سنوات من العذاب، لا يوجد أي مبرر لترك جرائم القانون الدولي المروعة التي ارتكبت في سوريا من دون عقاب». واضافت في بيان ان «الحكومات لديها الادوات القضائية اللازمة لوضع حد للافلات من العقاب. حان الوقت لوضع هذه الادوات موضع التنفيذ». بدورها اطلقت هانديكاب انترناشونال التي تنشط في مجال مكافحة الالغام المضادة للافراد والقنابل العنقودية حملة بمناسبة دخول النزاع في سوريا عامه السابع. والحملة التي تحمل شعار «اوقفوا قصف المدنيين» ترمي الى جمع مليون توقيع على الموقع الالكتروني لهانديكاب انترناشونال. ومنذ اندلاع النزاع في سوريا في مارس 2011 قتل أكثر من 320 ألف شخص في سوريا وشرد الملايين. والثلاثاء اتهمت لجنة التحقيق التابعة للامم المتحدة حول سوريا نظام بشار الاسد بارتكاب جرائم حرب من بينها قصف مدارس ومنشآت صحية. وقبل أسبوعين نشرت اللجنة تقريراً حول حصار النظام شرق حلب لمدة خمسة أشهر.