خسر النصر بطولة كأس ولي العهد.. فخسر فرصة جديدة لترميم الجدار المشروخ بينه وبين بعض محبيه المطالبين بعودته. خسر النصر لقبا كان هو الأقرب لنيله عطفا على الظروف المحيطة بأجواء النهائي على اعتبار أنه في وضع بدني ونفسي أفضل نسبيا من خصمه الذي واجهه منهكا من موقعة الكلاسيكو وما صاحبها من أحداث ميدانيا وجماهيريا وانضباطيا ان جاز التعبير. خسر النصر صاحب أفضلية الأرض والجمهور.. وأفضلية العناصر والجاهزية.. ولأن مباريات الكؤوس لا تعترف بأي معيار من المعايير بقدر ما تميل كفتها إلى ما يدور داخلها من أمور قد يكون الحظ من أهمها فبالإمكان اعتبار النصر لم يكن موفقا على الاطلاق لنيل اللقب الذي لم يكتب له وهو أمر طبيعي. ولكن الأمر غير الطبيعي ما يتردد في الأوساط عن وجود تدخلات من رئيس نادي النصر الأمير فيصل بن تركي في تشكيلة الفريق وما تضج به الأحاديث الاعلامية ومواقع التواصل الاجتماعي عن اصراره على اشراك قائد الفريق حسين عبدالغني والحارس عبدالله العنزي في اللقاء الختامي رغم وجود وجهة نظر فنية مختلفة ومغايرة من مدرب الفريق. وأنا هنا أتوقف قليلا مع ما يتردد عن أن رئيس النادي فرض مشاركة أصدقائه بعيدا عن رؤية المدرب الذي قيل إنه كان يمانع التشكيلة التي خاض بها النصر مواجهة الاتحاد النهائية وكأن السبب الرئيسي في الخسارة هو حسين عبدالغني وعبدالله العنزي. الفريق خسر بأداء أحد عشر لاعبا وليس لاعبين فقط، بل ان عبدالغني والعنزي قاتلا كبقية زملائهما من أجل نيل اللقب ولم يقفا مكتوفي الأيدي بل حاولا الاسهام في تتويج فريقهما لأن البطولة كانت ستسجل باسم النصر وليس باسم عبدالغني. اضافة إلى ذلك لا أعتقد أن أي مدرب محترم يقبل على نفسه أن يكون مجرد منفذ لأوامر رئيس ناديه بل انه سيبحث عما يكفل له تحقيق النجاح الذي سيضاف إلى سجل انجازاته الذهبية. وبين هذه وتلك كلنا على يقين أن الأمير فيصل بن تركي محب لناديه ولا يمكن أن يفكر بايقاع الضرر عليه من خلال التدخل الخاطئ وبصورة مباشرة في التشكيل إلى درجة لخبطة أوراق المدرب قبيل عتبة منصة الذهب وكلنا ندرك أنه من أهم العناصر التي ساهمت وبقوة في اعادة النصر إلى دائرة المنافسة بعد أن غاب عنها لسنوات فتجدد بريقه وأصبح طرفا ثابتا في الترشح للمراكز الأولى وأدوار صديقيه عبدالغني والعنزي لا يمكن أن ينساهما جماهير النصر عند ما كانا من أعمدة الانجاز في تحقيق الدوري.. فكيف أصبحا في هذا الموقف الآن؟. أخيرا... يبقى جميع لاعبي النصر أصدقاء واخوانا لرئيس النادي وليس لاعبين أو ثلاثة فقط.. لأن التمييز بهذا الشكل لا يحمل الا معنى واحدا فقط وهو.. تفكيك الفريق ليتحول إلى أفراد بدلا من مجموعة.