قبل بدء الملتقى «التعايش.. ضرورة شرعية ومصلحة وطنية» ذهب البعض بمفهوم التعايش إلى المذاهب فقط بحكم الأوضاع الراهنة التي تعصف ببعض البلدان العربية من صراعات مذهبية وأتى هذا الملتقى بمفهوم أشمل فالتعايش بمفهومه الواسع هو الاحترام والتقدير للتنوع الثقافي والمذهبي ولأشكال التعبير بحيث يقدم الإنسان التصور الإيجابي بحق الآخرين في معتقداتهم وحياتهم وفق الضوابط الشرعية والقوانين المراعية للدولة، ومن منطلق أن الاختلافات من سنن الحياة احتضنت الأحساء أنموذجا للتعايش ..فملتقى «التعايش.. ضرورة شرعية ومصلحة وطنية» نظمته مؤسسة الأمير محمد بن فهد بن جلوي للقرآن والسنة والخطابة «قبس» وذلك لتفويت الفرص على الأعداء والحاقدين والحفاظ على النسيج الذي نعيشه. الهدف نشر ثقافة التسامح والحوار بين الأطياف وإبراز أهمية الحوار والتعدد الثقافي والحاجة للتعايش بين الأطياف وأثره على مستقبل البلاد وأيضا تنمية الوعي الفكري والمعرفي لتقبل الآخر كما أنه بث لروح التعاون بين أفراد الوطن الواحد. ولأهمية الملتقى في كسب الثقافة والمهارات للعيش بسعادة وسلام خرج بتوصيات ذات أهمية كبيرة وهي إنشاء مركز علمي يعنى بالدراسات الشرعية والميدانية للتسامح والتعايش بنشر تجربة الأحساء للتعايش مع أفراد المجتمع الواحد وزيادة اللحمة الوطنية بينهم، إضافة إلى إنشاء هيئة عالمية للتعايش الإنساني وتشجيع الحوار بين أفراد المجتمع وعدم إغلاق الباب بين الشباب، بجانب تضمين المناهج الدراسية في جميع المراحل «الأسس الشرعية للتعايش» وآثاره، وتفعيل أنشطة ووسائل لا صفية بين الطلاب. كذلك طالبت التوصيات بإعداد خطة إعلامية شاملة لإيصال «المفاهيم الشرعية للتعايش والتجارب الواقعية للتعايش الإيجابي، وإنشاء كرسي ل«أبحاث التعايش» في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية وجامعة الملك فيصل وغيرها، للاستفادة من تجربة مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني وتطبيقها على نطاق واسع، إلى جانب إيجاد لجنة من مؤسسة قبس لمتابعة التوصيات ووضع إجراءات عملية للتطبيق واتخاذ الإجراء اللازم. وأخيرا... الجميل في هذا الملتقى هو الخروج من المفهوم الضيق للتعايش إلى المفهوم الواسع وهو العيش بسلام مع من أختلف معه في الثقافة والعادات والخروج من الطائفية والقبلية والبقعة الجغرافية إلى المصلحة الوطنية.