تتجه أنظار الجماهير الرياضية قاطبة من المحيط إلى الخليج مساء اليوم الجمعة صوب ستاد الملك فهد الدولي بالرياض، الذي يحتضن المباراة النهائية لمسابقة كأس ولي العهد التي تجمع النصر والاتحاد بعد غياب دام ستة وعشرين عاما. ويسعى النصر الذي بلغ نهائي البطولة ست مرات سابقة وتوج خلالها باللقب ثلاث مرات كان آخرها عام 2014 إلى استعادة اللقب بعد عامين من الغياب وفي نفس الوقت رد اعتباره أمام منافسه، الذي تغلب عليه في نهائي النسخة السادسة عشرة عام 1991 بركلات الترجيح، فيما يتطلع الاتحاد الذي بلغ النهائي عشر مرات سابقة وتوج باللقب سبع مرات إلى تحقيق البطولة بعد غياب دام اثني عشر عاما وتحديدا منذ عام 2004، الذي توج خلاله بكأس البطولة على حساب جاره الأهلي. ويطمح الفريقان اللذان تضاءلت حظوظهما في المنافسة على لقب بطولة دوري المحترفين بشكل كبير، في انقاذ موسمهما بالكأس الغالية مع أن النصر لديه مشاركة أخرى في كأس الملك، ولكن الطريق أمامه سيكون شاقا وإمكانية إحراز اللقب ليست مضمونة في الوقت، الذي خرج فيه الاتحاد مبكرا من نفس البطولة، وبالتالي فإن دوافع الفريقين للظفر بكأس ولي العهد تعد قوية وسيرمي كل فريق بكل أوراقه من أجل تحقيق مبتغاه. ورغم الأفضلية الفنية التي تصب في مصلحة النصر إلا أن مباريات الكؤوس لا تعترف بالفوارق الفنية وخلافها وإنما بالعطاء طوال التسعين دقيقة، التي قد تزيد ثلاثين دقيقة أخرى ولكن الفريق الأفضل إعدادا فنيا وذهنيا ومعنويا والأكثر هدوءا وتركيزا واستثمارا للفرص سيكون الأقرب لنيل اللقب. طريق الفريقين للنهائي وقد تأهل النصر للنهائي بعد فوزه على النجوم في الدور الأول 3/ 0 ثم الفوز على الوطني في ثمن النهائي 3/ 1 قبل أن يتجاوز الوحدة 1/ 0 في ربع النهائي وأخيرا تخطى عقبة جاره الهلال 2/ 0 في نصف النهائي. أما الاتحاد فقد تأهل لهذا الدور عقب فوزه الصعب على الجيل 3/ 2 في الدور الأول، وفي ثمن النهائي انقذته ركلات الترجيح أمام القادسية وبنتيجة 8 /7، وفي ربع النهائي تجاوز الباطن 1/ 0 بينما في نصف النهائي تخطى جاره الأهلي 3/ 2. طريقة اللعب والتشكيلة ويلعب الفريقان بطريقة واحدة تتمثل في 4 /5/ 1 بهدف تكثيف منطقة الوسط التي تعتبر مفتاح الفوز لكل فريق ولكن أسلوب التنفيذ يختلف داخل المستطيل الأخضر، فكل مدرب يسعى إلى الاستفادة من لاعبيه بالشكل الأمثل، وذلك من خلال توظيفهم بالصورة الصحيحة. ومن المتوقع أن يبدأ النصر المباراة بتشكيل مكون من عبدالله العنزي في حراسة المرمى والكرواتي إيفان والبرازيلي برونو وعمر هوساوي وخالد الغامدي في الدفاع وإبراهيم غالب وعوض خميس والباراجوياني فيكتور أيالا واحمد الفريدي والكرواتي توماسوف في الوسط ومحمد السهلاوي في الهجوم. فيما يتوقع أن يبدأ الاتحاد بتشكيل مكون من فواز القرني في حراسة المرمى وعدنان فلاتة واحمد عسيري وياسين حمزة وعمر المزيعل في الدفاع وجمال باجندوح والكويتي فهد الأنصاري والتشيلي فيلانويفا وعبدالعزيز العرياني والمصري محمود كهربا والتونسي احمد العكايشي. غيابات الفريقين يفتقد النصر الليلة لجهود لاعب المحور عبدالعزيز الجبرين، الذي مازال يواصل برنامجه العلاجي بعد إصابته بالرباط الصليبي والحارس وليد عبدالله، الذي تعاقد معه مؤخرا كونه شارك مع فريقه السابق الشباب في نفس المسابقة، بينما يفتقد الاتحاد لجهود حارسه عساف القرني بسبب الإصابة ومدافعه بدر النخلي لتراكم البطاقات ونجمه فهد المولد بسبب العقوبة الانضباطية. #العالمي والمونديالي «تبادل مراكز» في النهائي# يعتبر النهائي الذي يجمع النصر والاتحاد مساء اليوم الجمعة على ملعب الدرة بالرياض السادس بين الأصفرين في مختلف البطولات، حيث سبق أن تقابلا في خمسة نهائيات في أربع بطولات مختلفة على مدى خمسين عاما تبادلا خلالها الفوز، إذ فاز الاتحاد في ثلاثة نهائيات والنصر في نهائيين. ويعود أول نهائي بينهما إلى عام 1967 عندما تقابلا في نهائي كأس الملك وانتهى بفوز الاتحاد 5/3 سجلها النور موسى (هاتريك) وسعيد غراب وعبدالله بكر للاتحاد، وعثمان نجيب واحمد الدنيني وميرزا أمان للنصر، بينما كان النهائي الثاني عام 1986 في ذات المسابقة وانتهى بفوز النصر 1/0 سجله يوسف خميس، فيما كان النهائي الثالث عام 1991 في مسابقة كأس ولي العهد وانتهى بفوز الاتحاد بركلات الترجيح 6/5 بعد نهاية الوقتين الأصلي والإضافي بالتعادل 1/1 سجلهما إسماعيل حكمي للاتحاد وماجد عبدالله للنصر. أما النهائي الرابع فكان عام 1997 في مسابقة كأس الاتحاد السعودي (كأس الأمير فيصل بن فهد) وانتهى بفوز النصر 2/1 سجلها السنغالي مامادو صو وحسين هادي للنصر وجبرتي الشمراني للاتحاد، في حين كان النهائي الخامس عام 2001 في بطولة كأس دوري خادم الحرمين الشريفين وانتهى بفوز الاتحاد 1/0 سجله حمزة إدريس. ويبحث النصر في النهائي السادس عن معادلة الكفة والثأر من خسارة نهائي نفس المسابقة قبل 26 عاما فيما يأمل الاتحاد في توسيع الفارق وتأكيد أفضليته على منافسه. العميد «4».. فارس نجد «2» رغم التاريخ الطويل الذي جمع النصر والاتحاد إلا أنهما لم يلتقيا في مسابقة كأس ولي العهد سوى ست مرات سابقة، انتهت منها أربع لمصلحة الاتحاد، واثنتان لمصلحة النصر، وكانت أول مواجهة بينهما عام 1991 في نهائي البطولة وفاز الاتحاد بركلات الترجيح 6/ 5 بعد نهاية الوقتين الأصلي والإضافي بالتعادل 1/1، بينما كانت المباراة الثانية عام 1995 في ربع النهائي وانتهت لمصلحة الاتحاد أيضا 3/ 1، في حين كانت المواجهة الثالثة عام 1996 في ربع النهائي، وانتهت بفوز النصر 2/ 1. أما المواجهتان الرابعة والخامسة فكانتا في نصف النهائي عام 2004 وفاز الاتحاد ذهابا 3/ 1 قبل أن يكرر فوزه إيابا 2/ 1، فيما كانت المواجهة السادسة في ربع النهائي عام 2009 وانتهت لمصلحة النصر بفضل ركلات الترجيح 5/ 3 بعد أن انتهت المباراة خلال أشواطها الأربعة بالتعادل بهدف لمثله. كارتيرون وسييرا يبحثان عن أول الألقاب يظل الفرنسي باتريس كارتيرون المدير الفني لفريق النصر والتشيلي لويس سييرا المدير الفني لفريق الاتحاد اسمين كبيرين في عالم التدريب، ولعل السيرة الذاتية لكل مدرب تشفع له ليكون من ضمن قائمة المدربين المرموقين على مستوى العالم. فالفرنسي كارتيرون (46 عاما) بدأ مشواره التدريبي عام 2008 عبر ناديه كان الفرنسي ثم انتقل إلى تدريب مواطنه ديجون خلال الفترة من 2009 وحتى 2012 قبل أن يتولى تدريب منتخب مالي عام 2013 ويحقق معه المركز الثالث في بطولة أمم أفريقيا، ثم بعد ذلك اتجه إلى تدريب فريق مازيمبي الكونغولي وتوج معه ببطولة الدوري المحلي مرتين قبل أن يختتم مشواره مع الفريق بالفوز بدوري أبطال أفريقيا عام 2015 والحصول معه على المركز السادس في كأس العالم للأندية. وتولى اشرافه على فريق النصر منتصف هذا الموسم خلفا للمدرب الكرواتي زوران ماميتش وقاد الفريق في 4 مباريات فقط، ولم يخسر أي منها، حيث فاز على الأهلي والوحدة في الدوري والنهضة في كأس الملك مقابل التعادل أمام الفيصلي في مباراته الدورية الأخيرة. وفي المقابل، فإن التشيلي سييرا (48 عاما) دخل عالم التدريب عام 2010 عبر بوابة يونيون التشيلي واستمر معه حتى عام 2014 وحصل على جائزة أفضل مدرب في تشيلي عام 2012، كما حقق مع فريقه بطولة الدوري عام 2013، قبل أن ينتقل لتدريب مواطنه كولو كولو عام 2015 ويتوج معه بالثنائية (الدوري والكأس). وفي بداية هذا الموسم تعاقد معه نادي الاتحاد وقدم مع الفريق مستويات ونتائج مميزة رغم الظروف المختلفة التي يعاني منها النادي، وقاد فريقه في 25 مباراة رسمية منها 20 في الدوري و4 في كأس ولي العهد وواحدة في كأس الملك، ولم يخسر خلالها سوى 5 مباريات، منها 4 في الدوري أمام الشباب والنصر والأهلي والهلال وواحدة في كأس الملك أمام الطائي. ومساء هذا اليوم يقف المدربان وجها لوجه في النهائي الكبير ويطمح كل منهما في ترك بصمة إيجابية وترجمة جهوده المبذولة على أرض الواقع من خلال قيادة فريقه نحو اللقب، الذي سيضاف إلى إنجازاته ويرفع من اسهمه في المجال التدريبي.