في الوقت الذي أعلن فيه نظام طهران عن تحديه للمجتمع الدولي والإدارة الأمريكية الجديدة، وأطلق صاروخ كروز بحريا من طراز «نصير» مصنع محليا، في اطار مناوراته الاستعراضية البحرية، وهو ما يعد تهديدًا لأمن واستقرار المنطقة. أكد محلل سياسي ومتخصص في العلاقات الأمريكية ل«اليوم» من واشنطن، أن المناورات البحرية الإيرانية لا قيمة لها، لعدم قدرتها على مواجهة أي طرف آخر. وكانت واشنطن قد فرضت عقوبات جديدة على طهران، قالت: إنها تأتي خصوصا ردًا على إطلاق صاروخ باليستي في 29 يناير الماضي وأثار غضب الإدارة الأمريكية الجديدة. إلى ذلك أكد المحلل السياسي والمتخصص في العلاقات الأمريكية فيصل الشمري ل«اليوم» أن المناورات التي تقوم بها البحرية الإيرانية لا قيمة لها، بسبب أن القوة العسكرية الإيرانية قديمة، والتجهيزات العسكرية بالبحرية الإيرانية لا تمتلك القدرة على مواجهة أي طرف آخر، مشيرا إلى أن طبيعتها روتينية، وتحاول من خلالها طهران إرسال رسالة تبين للمجتمع الدولي استعدادها لأي مواجهة؛ وهو بالطبع عكس الواقع تماما. وقال الشمري: حدود وقدرة النظام الإيراني هو تحريك الميليشيات، بجانب العمل الاستخباراتي، وأضاف: البحرية الإيرانية ليست لديها نية أو محاولة اعتراض القطع البحرية الأمريكية أو مناوشتها حتى، لعلمها مدى تطور وإمكانات واشنطن العسكرية. وحيال الاتفاق النووي، أكد المحلل السياسي أن نظام طهران سوف يسعى جاهدا للحفاظ على مكتسباته، التي حصل عليها اثناء الإدارة الأمريكية السابقة برئاسة باراك أوباما وسيحاول قدر المستطاع الإبقاء على هذا الاتفاق اثناء فترة الرئيس الأمريكي الحالي دونالد ترامب، حتى لو كان الثمن تقديم إيران لتنازلات، من الممكن أن تكون بتحجيم تمددها في العراق وسوريا، وتقليل دعمها للميليشيات الإرهابية. وفيما يخص كيفية الرد الأمريكي على التصعيد الإيراني، قال الشمري: إن أمريكا سوف تحاول الضغط وبقوة على إيران، التي أكد مايك بنس نائب الرئيس ترامب، ووزير الدفاع الأمريكي جيمس ماتيس، وكبار المستشارين العسكريين في الإدارة الجديدة، وجميعهم أكدوا أنها المصدر الأول للإرهاب في العالم، وهي الدولة الراعية له؛ سواء كان دعمها تحت المسمى الإيديولوجي كميليشياتها في العراق وسوريا ولبنان واليمن، أو بالرعاية والاتجار بالمخدرات، وعمليات غسيل الأموال في مناطق مختلفة من العالم. واستبعد الشمري في المرحلة الحالية نشوب مواجهة عسكرية بين واشنطنوطهران، دون أن يستبعد ذلك في العراق وسوريا واليمن، مشيرا إلى احتمال قيام أمريكا ببناء قاعدة عسكرية لها في الموصل، ما ينبئ بتواجد أمريكي طويل الأمد لمواجهة المد الإيراني عن قرب، وتحجيم مشروعها الطائفي التوسعي. وختم الشمري بأن فترة المائة يوم الأولى بالنسبة للرؤساء الامريكيين هي للشأن الداخلي، موضحا أن الأيام التي تليها ربما تحمل ردا عسكريا بضربات محدودة، أو ربما السماح لإسرائيل بتوجيه ضربات لأهداف داخل الأراضي الإيرانية من ضمنها استهداف مفاعلاتها النووية، وأضاف إن إحدى الوسائل الضغط على إيران، يمكن أن تتمثل في اتفاق أمريكي روسي يلتقي حول شأني العراق وسوريا.