شدد فضيلة إمام وخطيب المسجد النبوي د. علي الحذيفي، على أن بر الوالدين هو طاعتهما في غير معصية، وإنفاذ أمرهما ووصيتهما، والرفق بهما، وإدخال السرور عليهما، والتوسعة عليهما بالنفقة، وبذل المال لهما، والشفقة والرحمة لهما، والحزن لحزنهما، وجلب الأنس لهما، وبر صديقهما، وصلة ودهما، وصلة رحمهما، وترك جميع أنواع الأذى عنهما، والكف عما نهيا عنه، ومحبة طول حياتهما، وكثرة الاستغفار لهما في الحياة وبعد الموت، والعقوق ضد ذلك كله. وأوضح فضيلته في خطبة الجمعة امس أن كثرة عقوق الوالدين أحد أشراط الساعة، ومن أعظم العقوق للوالدين تحويلهما أو تحويل أحدهما إلى دار المسنين، وإخراجهما من رعاية الولد والعياذ بالله، وهذه ليست من أخلاق الإسلام، ولا من كرم الأخلاق، ومن أعظم العقوق الاعتداء على الوالدين بالضرب والشتم والحرمان، إذ جاء في حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إن ريح الجنة يوجد ريحها من مسيرة خمسمائة عام، ولا يجد ريحها عاق) رواه الطبراني. وفي مكةالمكرمة قال فضيلة إمام وخطيب المسجد الحرام د. خالد الغامدي إن هذا الكون الفسيح وما حواه من عظيم صنع الله وبديع آياته، وحكيم أفعاله يسير وفق سنن ربانية وقواعد متقنة لا يحيد عنها ولا يميل، في إحكام وثبات واستقرار لو اختل شيء منها طرفة عين لفسدت السموات والأرض ومن فيهن. وأضاف في خطبة الجمعة التي ألقاها في المسجد الحرام امس «إن السنن الإلهية التي بثها الله في الكون والأنفس والمجتمعات سنن ثابتة مستقرة مطردة لا تتبدل ولا تتحول، وذلك من أعظم صفاتها، سنن شاملة للعالم كله علوية وسفلية، شاملة لكل شيء في هذا الكون، فربنا سبحانه في كل لحظة وكل يوم هو في شأن، وكل شيء عنده بمقدار (قد جعل اللهُ لِكُلِ شيءٍ قدرا) إنها السنن الإلهية الثابتة المطردة الشاملة التي لا تحابي أحدا دون أحد ولا تجامل أمة دون أخرى فكل من حقت عليه سنة الله فهي واقعة به لا شك، عصى الرماة أمر رسول الله في أحد فهزموا، مع أنهم كانوا على الحق، لأن سنة الله لا تحابي أحدًا، ونصر الله وإعزازه وإكرامه ينزل إلى الناس وفق سنن دقيقة محكمة.