نثر التعاون شلال الفرح في الوسط الرياضي بأسره ومنطقة القصيم على وجه الخصوص، بعد البداية المثالية في دوري أبطال آسيا التي يشارك فيها للمرة الأولى، ويبدو أن النادي القصيمي العريق الذي تأسس عام 1956 يرفض أن تكون مشاركته لمجرد المشاركة فحسب، وإنما للمنافسة على إحدى بطاقتي العبور للدور الثاني من البطولة القارية رغم قوة الفرق المنافسة في مجموعته. وكسب التعاون ضيفه لوكوموتيف طشقند الأوزبكي بهدف نظيف في افتتاح مباريات المجموعة الأولى التي تضم إلى جانبه الأهلي الإماراتي واستقلال طهران الإيراني. ويدين الفريق الملقب بالسكري بالفضل لقائده طلال عبسي الذي دخل التاريخ الآسيوي من أوسع أبوابه بعد أن أصبح أول لاعب تعاوني يسجل في البطولات الآسيوية لكرة القدم، بفضل هدفه الذي أهدى فريقه النقاط الثلاث وتم على ضوئه اختياره كأفضل لاعب في المواجهة. كما يدين التعاون بالفضل للجماهير الغفيرة التي غصت بها مدرجات ملعب مدينة الملك عبدالله الرياضية ببريدة، إذ تواجد 28800 متفرج تقريبا حضروا منذ ساعات مبكرة، وساندوا الفريق ودعموا نجومه طوال التسعين دقيقة في منظر مهيب وغير مسبوق على مدى تاريخ النادي الطويل. ولم يأت تواجد التعاون في البطولة القارية التي يشارك فيها عمالقة آسيا من باب الصدفة، وإنما نتيجة عمل تراكمي لإدارة محمد القاسم وجميع الرجال المخلصين معه سواء كانوا أعضاء مجلس إدارة أو أعضاء شرف، فهم لم يألوا جهدا في تذليل الصعاب ودعم النادي ماديا ومعنويا حتى حقق جزءا من تطلعاتهم. ونتيجة ذلك حقق الفريق أفضل مركز له في دوري المحترفين في تاريخه، عندما احتل المركز الرابع في الموسم الماضي وهو المركز الذي منحه شرف المشاركة في البطولة الآسيوية. وفي هذا الموسم ورغم البداية المتواضعة نوعا ما نتيجة ظروف فنية كان أبرزها انتقال نجميه عدنان فلاته للاتحاد وعبدالمجيد الرويلي للهلال، إلا أن الإدارة استدركت الخطأ وصححت الوضع في الوقت المناسب لينتفض الفريق، ويعيد بريقه محققا جملة من الانتصارات التي وضعته في المركز السادس برصيد 24 نقطة، وباتت الظروف مهيأة أمامه للتقدم نحو المركز الخامس. ويتطلع الفريق في مشواره الآسيوي إلى استثمار بدايته القوية في مبارياته المقبلة لجمع أكبر قدر ممكن من النقاط، لاسيما وأنه يملك جميع مقومات التفوق في ظل تكامل صفوفه وارتفاع الروح المعنوية للاعبيه.