حاول الأمين العام ل«حزب الله» حسن نصرالله، في خطابه الأخير توجيه رسائل إلى الداخل والخارج في محاولة منه إلى تبييض صورته في الشارع اللبناني والعربي، من خلال الإدلاء بالكثير من الإيحاءات عن إمكانات «حزب الله» العسكرية التي قد يستعملها خلال أي مواجهة عسكرية، إلا أن القاصي والداني باتا على يقين بأنه يسفك دماء الشعب السوري، وأحد أذرع الحرس الإيراني. ووضعت أوساط مراقبة عبر «اليوم» تهجمه على المملكة العربية السعودية ودول الخليج في إطار «النقمة من انفتاح رئيس الجمهورية ميشال عون والحكومة على الدول العربية، وهي محاولة منه إلى إحداث خلل جديد في العلاقات مع العرب». امتعاض مكتوم واعتبر الكاتب والمحلل السياسي إلياس الزغبي، في تصريح ل«اليوم»، أن «كلام نصرالله الأخير يحمل وجهين، الأول تقليدي ألا وهو رفع مستوى التهديدات ضد إسرائيل في محاولة منه لتغطية الأعمال التي كلفته بها إيران في المنطقة وتحديداً في سوريا والعراق واليمن والبحرين، إضافة إلى لبنان وهو الأساس في ذلك». وقال: «كما أن خطاب نصرالله الأخير هو بالتمام يشبه خطاب الرئيس الإيراني السابق أحمدي نجاد، حينما جاء إلى لبنان من بنت جبيل وعلى مقربة من إسرائيل، وأطلق تهديداً آنذاك ضد إسرائيل أنه سيجرفها إلى البحر وسيدمرها».وأضاف الزغبي: «أما الوجه الآخر لتهديدات نصرالله الأخيرة فهو تكليفه بالوقوف في وجه الإدارة الأمريكية الجديدة من خلال لبنان، لذلك فإن الإدارة الأمريكية لم تتأخر في حسم موقفها تجاه الوضع في لبنان». وحول مواقف نصرالله تجاه المملكة ودول الخليج، اعتبر الزغبي أنها «تعبّر عن امتعاضه المكتوم وغير المعلن من حركة رئيس الجمهورية ميشال عون الأخيرة باتجاه الخليج ومصر والأردن، ولذلك ذهب بعيداً في الإشادة بموقف عون الأخير، بأن سلاح المقاومة ضروري وما إلى ذلك، وهو استغلال واضح لموقف عون والذهاب به إلى حده الأقصى، إلى درجة أنه كاد يصف العماد عون بأنه تحوّل إلى مرشد العرب»، مشدداً على أن «موقف نصرالله استغلالي وانتهازي لمواقف رئيس الجمهورية المتسرعة، حيث لم يكن يجدر بالرئيس عون الذهاب إلى هذا الحدّ والتحدث عن ضرورة سلاح «حزب الله» في حماية لبنان، وهو المؤتمن على حماية لبنان بالدستور وهو أقسم اليمين على أنه يحمي لبنان وسيادته من خلال مؤسسات الشرعية». ظاهرة صوتية وأوضح الكاتب والمحلل السياسي الشيعي المعارض ل«حزب الله» علي الأمين، في تصريح ل«اليوم» أن «التصعيد في المواقف مع إسرائيل يأتي في سياق التوتر الذي تشهده العلاقات الأمريكيةالإيرانية، وبات مفهوماً أن إيران تستعرض قوتها من خلال أكثر من طرف في أكثر من منطقة تقع تحت نفوذها، ولبنان يندرج ضمن هذه المناطق وحزب الله يعبّر عنهم في لبنان، ولهذا فإن للتهديد وجهتين، حيث تكمن الأولى في استعراض القوة، أما الآخر فيتعلق ببعد يتصل بمحاولة التغطية على الحرب السورية أو بمعنى تورط «حزب الله» في سوريا». وقال الأمين: «كلام نصرالله هو كلام فوقي، ولا يعكس أي خطر حدوث أزمة أو حرب مع إسرائيل والسبب في ذلك، أن حزب الله منذ العام 2006 ملتزم التزاما كاملا بحماية الحدود، ويشكل ضمانة على المستوى العملي لاستقرار هذه الحدود مع إسرائيل التي تدرك أهمية وجود الحزب كعنصر استقرار على حدودها». ورأى في المواقف التي أطلقها باتجاه الدول العربية، أن «رئيس الجمهورية سبق وسلفه بموضوع السلاح إلا أن خطابه بالتأكيد مضرّ للعلاقات اللبنانية العربية، ولكن له بعدا آخر ويمكن وضعه في إطار محاولة القول إن نصرالله يدرك أن صورته سوداء في الشارع العربي ولهذا يحاول التخلص منها بالقول: إن العرب هم الخونة ويبيعون فلسطين وأنا الذي أحارب وأقاتل إسرائيل، ومستعد لأن اقاتلها من أجل تحرير فلسطين».