في كل عام في مثل هذا الوقت تظهر المشاكل البيئية وخاصة عند نزول الامطار بشكل لم تألفه البلاد فتكون كالسيول المنهمرة التي تسري في ثنايا الأرض فتظل تتشبع حتى تصل إلى مرحلة تطفو وتبحث عن سبيل آخر للحركة وحين لا تجد هذا ولا ذاك تتجمع في مكانها وترتفع نسبتها حتى تتشكل البحيرات العظيمة التي تشل الحركة وليس ذلك فقط بل لتصبح معلما سياحيا تهكميا للعمالة لتقف وتلتقط الصور وتغرد بها متهكمة على الحال الذي وصلت إليه الطرق والشوارع من جراء أمطار يومين. بنايات تتأثر وجسور تتصدع وشوارع اصبحت بحيرات واجلت الناس من منازلهم. في الوقت ذاته والذي من المفروض أن نشعر بإخواننا في هذه البلاد والذين تضرروا جراء هذه الامور أصبح السناب شات والانستقرام شاغلنا في تصوير الامطار وليس هذا من الخطأ بشيء بل هو أمر جيد ان نستبشر بنزول المطر ولكن ان رأينا ان الأمر زاد عن المعتاد واشتد ندعو كما دعا محمد صلى الله عليه وسلم (اللَّهُمَّ حَوَالَيْنَا وَلاَ عَلَيْنَا، اللَّهُمَّ عَلَى الآكَامِ وَالظِّرَابِ، وَبُطُونِ الأَوْدِيَةِ، وَمَنَابِتِ الشَّجَرِ) حتى يكون بعيدا عن أن يُغرق المنازل والبشر. ولكن هذه الرؤى تعود لنا كل عام ليبدأ الجميع في القلق من الشوارع والجسور والمركبات وتشل الحركة وتكون الخسائر اكثر من المعتاد. ولنا أن نتساءل.. ألم يحن الوقت للضرب بيد من حديد على المتسببين.. ألم يأن الأوان لبدء الرقابة الفعلية وإيقاع أقصى العقوبات على المتلاعبين بأمور التخطيط والتصريف.. ألم يأن التوقف عن الكلام والبدء بالفعل خلال الأشهر القادمة بالترميم وتسليط الضوء على الأماكن المتضررة. ألم يأن الأوان لإيقاف كل مُسبب لضرر في هذه البلاد؟؟ كم وكم من روح أزهقت من هذه السيول الجارفة، وكم من ممتلكات أهدرت وكم من أموال طائلة صُرفت في كل عام على نفس المكان ومع ذلك لم نر ما يؤكد عدم حدوثها ثانية. من الصعب أن ترى امرأة طاعنة في السن اختلط دمعها بقطرات المطر التي أثقلت ملابسها واسقطت سقف منزلها تقول كنا نستبشر بالمطر خيرا والآن أدعو الله بأن يرفعه عنا فقد بتنا من غير منزل (لا حول ولا قوة إلا بالله). في نظري كل من يعمل على إظهار البلد بصورة سيئة بأي حال من الأحوال هو إنسان مخرب لابد من إيقافه ومحاسبته على كل شيء لأنه هدد سلامة السكان والطرقات . يا ترى لو استمرت الامطار على هذا المنوال لمدة اسبوع كامل (ماذا سيحصل يا ترى؟) أترك الإجابة لكم فأنتم أعلم والله سبحانه وتعالى يعلم (أليس الصبح بقريب).