يعرض المحنِط يوسف آل بن احمد طريقة، المشارك ضمن وفد المنطقة الشرقية في المهرجان الوطني للتراث والثقافة «الجنادرية 31»، فنون تحنيط الحيوانات امام زوار «بيت الخير» ليعيد فنون تلك الهواية المهددة بالانقراض الى ذاكرة الزوار. ويأخذ المحنِط أولا مقاسات دقيقة للأبعاد التشريحية للحيوان الميت، ثم ينزع جلده بدقة ومعالجته بالمواد الحافظة مثل الصابون الزرنيخي ويضع بعد ذلك رسومات لتركيبة جسم الحيوان بما فيها العظام والعضلات والمنخفضات، وتصبح هذه النسخة من الرسومات هي المرشد. ويصنع المحنط في الخطوة التالية إطارا من الخشب أو المعدن ويمكن استخدام الهيكل العظمي للحيوان أيضا وبعدها يضيف الطين للإطار وينحت عليه الأبعاد التشريحية للحيوان، فيما يستخدم النموذج المصنوع من الطين لصنع قالب رفيع ومجوف من الجص، وعجينة الورق والخيش، وأحيانا السلك الشبكي، ويجب ان يتشابه القالب مع جسم الحيوان تماما، وأخيرا يضع المحنِط الجلد على القالب ويتم خياطته وتثبيته بالملصقات والدبابيس حتى يتماسك، بينما يصبح من الضروري دبغ الجلد قبل تلبيسه القالب لبعض الحيوانات الكبيرة، كما يجب على المحنِطين إضافة العديد من معالم الجسم واستعمال مواد خاصة لصنع العينين واللسان. وللمحافظة على التعبير الطبيعي للعيون ويستخدم المحنطون كرات مجوفة يقومون بطلائها بدلا من العيون الزجاجية علاوة على تشكيل الأذنين. وتستخدم بعض المتاحف أسلوب التجفيف والتجميد لحفظ عينات الحيوانات وهي الطرق المستخدمة أساسا في تحنيط الحيوانات الصغيرة، مثل البلابل المغردة والسناجب، كما انه من الضروري أن يكون المحنط مُلما بالتشريح والتاريخ الطبيعي والرسم والنحت والميكانيكا والدباغة والصباغة. وتستأجر بعض المتاحف استوديوهات تجارية لتصنيع عيناتها، بينما يكتسب معظم المحنطين مهاراتهم عن طريق تلقي التدريب على أيدي محنطين ذوي خبرة. ويقدم المحنط آل بن احمد مهارات فن التحنيط الذي تهتم به المتاحف التاريخية لعرض أنواع من الحيوانات في هيئتها الطبيعية، بهدف تعريفهم بآليات وطريقة وكيفية التحنيط من جهة وكذلك لتعريف الجمهور ببعض انواع الحيوانات التي عاشت في المملكة واصبحت مهددة بالانقراض، ولقي اقبالا كبيرا من الزوار الذين ابدوا اعجابهم بمهارته في ابقاء الحيوانات على وضعها الطبيعي وكأنها حية. توثيق زيارة مجسم جبل القارة بالصور التذكارية