في جلسة شبابية سألت الشباب ماذا تقصد المرأة عندما تقول (أنا بحاجة لاهتمام) أو (أريد منك اهتماما)؟، واستمعت إلى آرائهم وأحببت أن أكتب في هذا الموضوع بعدما كتبنا مقالنا السابق حول مفهوم (الاحترام عند الرجال)، وأن الحب في عالم الرجال يعني (الاحترام)، بينما في عالم النساء يعنى (الاهتمام)، وقد وردتني رسائل كثيرة تطلب أن أفصل في الاهتمام كما فصلت في الاحترام، فالاهتمام في لغة المرأة يعنى ثلاثة معانٍ الحب أولها ثم الأمان وثالثها الاحترام، ولكن أكثر الرجال لا يحسن فن الاهتمام فتشعر المرأة بعدم الراحة والاستقرار معه، لأن الفتاة الصغيرة كانت تطلب الأمان من والدها فلما كبرت وتزوجت صارت تطلبه من زوجها، وبعض الرجال يعتقد أنه لو عبر عن اهتمامه للمرأة مرة أو مرتين فإن هذا يكفي لإقناعها بأنه يهتم بها، بينما المرأة تريد في كل مرة تشعر باهتمام حتى تتأكد من حب الرجل لها، وقد يكون استمرار الاهتمام متعبا للرجل لكن هذه اللغة التي تفهمها المرأة وتتقنها، وإذا عاملها الرجل باهتمام مستمر فإنها تزداد له حبا وعطاء. فالمرأة كلما حصلت على اهتمام أكثر أعطت أكثر، ولكن لو سألنا المرأة ما نوع الاهتمام الذي تطلبينه لقالت: اريد كلمات تشجيعية على ما أقوم به من عمل، أو أريد أن أسمع كلاما حلوا، أو أريد سماع كلام مدح وثناء، أو أريد التواصل البصري بيني وبين زوجي، أو السؤال عني في حالة مرضي أو جوعي، أو الدفاع عني أمام من يخطئ بحقي، أو تلبية أمنياتي، وقد جمعت بهذا المقال أهم عشرة تصرفات لو فعلها الرجل مع المرأة سواء أكان أبا مع ابنته أو زوجا مع زوجته، فإن المرأة تفهم من هذا التصرف أنه مهتم بها، حتى ولو لم يصرح الرجل باهتمامه تجاهها، وقبل عرض التصرفات أتمنى لو كل رجل يقرأ هذه الوصفة النسائية في فهم (الاهتمام) في عالم المرأة، وهذه التصرفات هي كالتالي: أولا: أن يستمع وينصت لها، فالاستماع في عالم المرأة مهم جدا لأنها تحب أن تتكلم كثيرا، وتفسر الاستماع لها بالاهتمام حتى ولو كان المستمع غير متفاعل مع ما تقول، لأن المرأة في كثير من الأحيان تحب أن تتكلم من أجل أن تتكلم، ولو أسكتها الرجل أو لم يعطها فرصة للحديث والتعبير عن ما في نفسها، تفهم هي من سلوكه ذلك بأنه غير مهتم بها حتى ولو كان يطعمها الذهب. ثانيا: أن يتحسس الرجل احتياجها ويبادر بتلبية هذا الاحتياج، فمثلا لو كان الجو باردا ولاحظ عليها علامات البرد فقدم لها معطفا فإن هذا التصرف تفهمه المرأة اهتماما بها ولا يمحى من ذاكرتها أبدا. ثالثا: عندما تتعرض لموقف يسيء لها عند أهلها أو في السوق مثلا ويقف زوجها يدافع عنها فإنها تشعر بالاهتمام والأمان، وكذلك عندما تواجهها مشكلة مثل تعطل السيارة أو توتر في العلاقة مع أختها أو مع أحد العاملين عندها ويقف معها مستمعا، فإنها تفهم من ذلك أنه مهتم بها حتى ولو لم يعالج المشكلة، فكثير من النساء عندهن الاهتمام أهم من حل المشاكل الشخصية رابعا: أن يتحدث معها في المستقبل سواء أكان مستقبل السكن أو مستقبل الأولاد أو مستقبل الوظيفة أو التخطيط لرحلة بعد أشهر، فإن هذا يعطيها شعورا بالاهتمام والأمان وأنه يحبها ويحب مرافقتها. خامسا: أن يسعى لإرضائها عندما تأخذ بخاطرها أو تزعل من شيء معين، فالمرأة تحب من يدللها ويدلعها حتى لو كان عمرها فوق التسعين سنة، ولو كان عند القارئ جدة في المنزل عمرها فوق الثمانين فليجرب أن يدلعها ويراقب سعادتها من خلال ردة فعلها. سادسا: أن تقضي وقتا معها، فعندما يخصص الرجل وقتًا خاصًا للمرأة ولو كان قليلا فإنها تفهم من هذا التصرف أنه مهتم بها، كما أن أسلوبه بالحوار يعني لها الكثير، فلو قال (تعالى معي) فتفهمها اهتماما وحبا، بينما لو تحدث معها بصيغة السؤال مثل (هل تحبين أن تأتي معي؟) فتفهمها بأنه لا يرغب بمرافقتها. سابعا: لو طلبت منك حاجة أو أداء مهمة معينة فإنك تساعدها وتقضي حاجتها ففي هذه الحالة تفهمها هي اهتماما. ثامنا: أن تعبر عن اعجابك بعملها ومواقفها وحرصها على البيت والأسرة أو على اهتمامها بك فإنها تفهمها اهتماما بها. تاسعا: أن تحترم العلاقة الزوجية فلا تكون لديك علاقات نسائية خارج إطار الزواج، فمجرد أن تبدأ في علاقة نسائية خارجية فإنها تفهم من ذلك عدم حبك واهتمامك بها. عاشرا وأخيرا: الملاطفة الكلامية فتعبر لها عن اهتمامك بها وتبين مدى أهميتها في حياتك وتحترم مشاعرها ورغبتها العاطفية وتبادلها نفس الشعور، وقد لخص لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم كل ما وصفته بكلمات قليلة معبرة وبليغة عندما قال: (خيركم خيركم لأهله، وأنا خيركم لأهلي) وقال عليه الصلاة والسلام (إن من أكمل المؤمنين إيماناً أحسنهم خُلقاً وألطفهم بأهله)، وقد سئلت عائشة رضي الله عنها: (ما كان النبي صلى الله عليه وسلم يعمل في بيته؟، فقالت: يخصف نعله، ويعمل ما يعمل الرجل في بيته).