في العقد الثالث من القرن الثالث عشر الهجري نشرت لي جريدتنا المحبوبة مقالا تحت عنوان: (الاحساء تغفو على أعتاب التنمية)، طال بعض الكراسي المسؤولة وقتها وقوبل بغضب من البعض ونال الاستاذ خليل الفزيع رئيس جريدة «اليوم» آنذاك بعض من سخط الحاسدين لكن دون أي سبب لذلك السخط. مضت مدة طويلة وأنا أتنقل بين الخبروالدمام والمنطقة المحايدة بين السعودية ودولة الكويت الشقيقة وبعد ان انتهى عهد المنطقة المحايدة عدت الى الدمام وأصبحت قريبا من الاحساء مما اتاح لي تكرار زيارة الاحساء مما ابهرني وزلزل صورة الماضي الكئيبة بعد ان امتدت يد الاصلاح من ولي الامر ومعاونيه ممن اكتسبوا الاخلاص اولا وتحلوا بالاخلاق الفاضلة والتعاون ودراسة احتياجات هذه البقعة المباركة من الوطن مما اغراني بتكرار الزيارات ويتكرر الاعجاب والانبهار، فمن يا ترى وراء هذا التغيير، جاء الجواب أن من الرجال المخلصين المحبين لهذا الوطن انسانا منحه الله العلم والصبر ممثلا في شخصية معالي المهندس فهد الجبير رئيس بلدية الاحساء آنذاك، فماذا رأيت؟ رأيت طرقا تنشأ وشوارع توسع وجسورا معلقة ومباني في كل الاحياء الى جانب المتنزهات والاحتفاظ بما يحفظ تاريخ هذه البقعة المباركة، وفيما انا متردد في الاعلان عن اعجابي أصبحت اتمنى لقاء ذلك المهندس الذي حول تلك الاحياء المتهالكة الى مدن جديدة يعجب من يراها. وعندما اشرقت الاحساء بزيارة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان الحزم والعزم اقام له اهل الاحساء حفل استقبال يليق بمقامه في قصر هجر، وألقى صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نايف بن عبدالعزيز أمير المنطقة الشرقية حينها كلمة طيبة قال فيها: مرحبا بكم يا سيدي في أرض الخيرات وموطن الحضارات والعلم والعلماء.. بها تغنى الشعراء وتسابقوا في وصف هذه الواحة الغناء ارض التجارة والزراعة، أرض الادب والبلاغة.. أرض الكرم والرحابة، وأرض الاقبال والشجاعة، أرض الشعر والفصاحة صدق في الوعد وفاء بالعهد.. ولم يفت الأمير سعود حفظه الله جمعه جمعة في مسجد رسول الله- صلى الله عليه وسلم- وهذه البقعة المباركة فأشار إلى أنه أقيمت على أرضها أول صلاة جمعة بعد جمعة المسجد النبوي. لذلك حزنت وأسفت اني لم أحضر ذلك الموقف المجيد لأقبل رأس الأمير الجليل سعود بن نايف أمير المنطقة الشرقية.