أصبحت جرائم الخادمات عرضا مستمرا في العديد من المناطق، بل أصبحت يدا تنحر، ويدا تحرق، بلا رادع ولا وازع من ضمير، أحدث هذه الجرائم تلك التي وقعت في منطقة جازان، يوم أمس الأول، كانت طفلتان ووالدتهما ضحيتها، وذلك بعد تعرضهن للضرب والاعتداء من خادمة اثيوبية. تشير تفاصيل الحادثة إلى قيام الخادمة الإثيوبية، مساء أمس الأول، بالاعتداء بالضرب المبرح على مواطنة وطفلتيها بطريقة وحشية كادت تتسبب في قتلهن بقرية صنبة بجازان، حيث بدأت فصول المأساة بعد عصر الجمعة الماضي بالاعتداء على الطفلتين رؤى 6 سنوات ورغد 9 سنوات الأمر الذي أدى إلى إصابتيهما بجروح بالغة الخطورة وكدمات وكسور متفرقة في الرأس وأنحاء جسديهما. كما قامت الخادمة بالاعتداء على والدة الطفلتين التي حاولت إنقاذ طفلتيها من يد الخادمة بعد سماعها صراخهما قبل أن تلوذ المعتدية بالفرار، وسمع الجيران الصراخ وتوجهوا لمعرفة ما يجري وفوجئوا بالجريمة فأبلغوا الزوج الذي كان في مهمة خارج منزله، وتم إبلاغ الجهات الأمنية التي تمكنت من القبض عليها. رؤى يقول والد الطفلتين «محمد سعيد»: إن الخادمة تعمل لدى أسرته منذ 4 سنوات، وقبل 3 سنوات طلبت إجازة 4 شهور لزيارة أسرتها وزوجها، حيث غادرت لبلدها، وعادت مرة أخرى قبل شهر رمضان الماضي وليس هناك أي ملاحظات عليها أو حدوث مشكلة، وقبل عدة أيام وبالتحديد يوم الأحد الماضي كانت تدعي أنها مريضة، وكانت تشتكي من الصداع، وتم اصطحابها للمستشفى واتضح أن لديها «روماتيزم في الدم» وصرف لها العلاج من المستشفى وعند عودتها للمنزل قامت بالاتصال على زوجها وأبلغته بأنها قامت بمراجعة المستشفى، فسألها زوجها عن العلاج الذي صُرف لها فأخبرته باسم العلاج فكان رد الزوج بأن هذا العلاج يسبب «العقم» وطلب منها عدم تناوله، وطلبت أن يتم علاجها في إثيوبيا. رغد رسالة من السماء وزاد: عند طلبها السفر إلى إثيوبيا قمت بترتيب أوراقها وحجوزاتها وكان حجزها يوم 9 من شهر جمادى الأولى وذلك بناء على طلبها حيث كان طلبها في البداية الخروج بشكل نهائي وبعدها طلبت منحها إجازة لمدة شهرين وهو ما تم تنفيذه لها، مشيرا إلى أن يوم الاثنين الماضي فوجئ بالخادمة تقوم بالصراخ والقفز على السرير والضرب على جسدها، وعند سؤالها عن سبب ذلك كان ردها بأن أمها ماتت، وسألها من الذي أخبرها بأن امها ماتت فكان ردها بأن شخصا جاء من السماء وأخبرها بأن أمها ماتت، وأنه فور ردها قام بالاتصال على زوجها وشقيقها اللذين أكدا أن أمها حية ولم تمت فأخبرها بذلك إلا أنها لم تقتنع، وكان ردها بأنها سوف تتصل بشخص آخر بعد المغرب للتأكد وهو ما رفضت القيام به عند حلول وقت المغرب وأنها لا تريد ذلك. وتابع والد الطفلتين، إنه بعد يومين ظهرت بعض التغيرات على الخادمة في ملامح وجهها واحمرار في عينيها، وأراد أن ينقلها الى الترحيل فكان رد زوجته بأن «يرحمها» ولا يفعل ذلك وأن يصبر حتى تسافر بعد عدة أيام لقضاء إجازتها. وأشار إلى أنه في يوم الحادثة الذي كان ظهر يوم الجمعة (أمس الأول) بدأت الخادمة في الصياح والصراخ أمام أسرته وأنه عند سؤالها عن سبب ذلك أبلغته بأن علاجها في مكةالمكرمة والمدينة المنورة، موضحا أنه عند سؤالها عن معرفتها بذلك أبلغته مرة أخرى بأن شخصا جاء من السماء وأبلغها بذلك وأن من تقوم بخدمتهم في المنزل عبارة عن شياطين!. الضرب بالحطب وبين والد الطفلتين أن عملية ضرب الطفلتين أثناء غيابه عن المنزل كان بأحد أعواد الحطب المستخدم في عملية إشعال «التنور» حيث تسبب ضربها في إصابة الطفلة الكبرى «رغد» بكسر في الرأس ونزيف من الأذن، كما اصابت الطفلة الصغرى «رؤى» بكسرين في الجبهة والأنف والجمجمة. وأضاف عم الطفلتين (علي سعيد) إن الخادمة الإثيوبية تعمل لدى الأسرة منذ عدة سنوات وقامت بالاعتداء على الطفلتين بالضرب والشتم بألفاظ غير مفهومة وبلغتها الإثيوبية حيث لم يشفع صراخ الطفلتين من وجود رحمة في قلبها، واستمرت في ضربهما حتى دخلا في حالة إغماء بسبب شدة الضرب وتعرضهما لإصابات في الرأس، مبينا أن الحادثة لم تنته عند الاعتداء على الطفلتين فقط حيث استنفرت الأم على صراخ طفلتيها ودخلت عليهما لتجدهما قد سقطتا على الأرض جراء تعرضهما للضرب الوحشي من الخادمة، فواصلت اعتداءها على الأم التي نالت ما نالت من الضرب حتى دخلت في حالة إغماء، لتنوم بالمستشفى مع طفلتيها. وقد باشرت الشرطة والأدلة الجنائية موقع الحادثة، حيث استنفرت شرطة المنطقة؛ للبحث عن الخادمة بعد فرارها عقب اعتدائها على الأسرة، وتمكنت بعد عملية بحث وتحرٍ من القبض عليها في وقت وجيز وإحالتها للتوقيف للبدء في التحقيق. أخصائي نفسي: الخادمة قد تكون مصابة ب«الذهان» قال الأخصائي النفسي أحمد السعيد أن الخادمة قد تكون مصابة بأحد الأمراض المسماة بالتهيؤات النفسية والتي تكون بسبب اضطرابات ذهنية ونفسية من النوع المسمى بالمرض الذهاني، مبينا أن المريض المصاب بهذا المرض يصاب باعتقادات قد تكون جازمة ويرى أشياء غير واقعية ويصدقها وهي كلها بسبب خلل ذهني وأحيانا قد تتطور وينفذ جرائم في أقربائه بقتل زوجته أو أولاده وأيضا حتى والديه معتقدا بأنهم سوف يقومون بقتله وهو ما يراه ذهنيا. الشؤون الصحية: «رؤي» نالت النصيب الأكبر من الضرب أوضح مدير العلاقات العامة والناطق الإعلامي بمديرية الشؤون الصحية بمنطقة جازان نبيل غاوي، أن الطفلتين أدخلتا مستشفى الملك فهد المركزي بجازان، وذلك بعد إسعافهما وهما في حالة إغماء، جراء تعرضهما للضرب، مبينا أن الكادر الطبي استنفر حال وصولها للمستشفى، حيث اتضح تعرض الطفلتين لكدمات وضربات عنيفة بجسديهما. وقال: إن الطفلة الصغيرة « رؤي « كان لها النصيب الأكبر بالضرب والاعتداء، حيث أصيبت بضربات في الوجه ومنطقة العين.