العمل التطوعي أسمى الأعمال الإنسانية بل ينبع من القلب ومن رغبةٍ لدى الإنسان في العطاء والتضحية.. العمل التطوعي مثال حيٌّ على هذه الأعمال وهو ميدان تتعدد أشكاله ليدخل في جميع ميادين الحياة. ينطلق الإنسان المتطوع من إحساسٍ بالمسؤولية تجاه من حوله تجاه دينه ووطنه ومحيطه الإنساني ومع اتساع رقعته ليشمل كل ميادين الحياة ويظهر أرقى أشكال التكامل البشري. التطوع كما اتفق عليه دولياً هو تخصيص بعض من وقت الإنسان الخاص من أجل عمل عام عبر التزام ليس بالوظيفي إنما هو التزام أدبي وهو أيضاً تنافس شريف من أجل خدمة أهداف إنسانية ومجتمعية. وقبل الاتفاقات الدولية فإن ديننا دين الكمال والعزة لم يترك طريق خير إلا وأرشدنا إليه وفي كتاب الله عز وجل أمثلة كثيرة تحث على هذا العمل النبيل، كما تحث السنة النبوية على ذلك بقول خير البشر عليه افضل الصلاة والسلام «أحب الناس إلى الله عز وجل أنفعهم للناس، وأحب الأعمال إلى الله عز وجل سرور تدخله على مسلم، أو تكشف عنه كربة أو تقضي عنه دينا أو تطرد عنه جوعا، ولو أن تمشي مع أخيك في حاجته أحب من أن تعتكف في المسجد شهرا».