هل تحولت الأحياء الجديدة في حاضرة الدمام إلى «مكب لمخلفات» البناء والهدم؟ هذا السؤال فرض نفسه في الفترة الأخيرة وأصبح هاجسًا حقيقيًا لسكان هذه الأحياء حتى تحولت طريقة التخلص من هذه المخلفات في هذه الأحياء لظاهرة حقيقية لم تجد التعامل معها بحزم من قبل الجهات المسئولة وساعد على انتشارها سلوكيات ملاك ومقاولي العمائر. وظهرت هذه المشكلة على السطح نتيجة حركة البناء المتسارعة، والزيادة في عدد السكان وما يواكبها من الاحتياج للمسكن والبناء، وحي الروابي بالدمام وما جاوره يعاني من هذه الظاهرة التي تشكل خطرًا كبيرًا على البيئة والصحة العامة، وعلى الرغم من إلزام البلديات التابعة لأمانة المنطقة الشرقية ملاك ومقاولي العمائر عند استخراجهم رخصة بناء أو رخصة ترميم بالتعاقد مع شركات نقل المخلفات وذلك بتوفير حاوية مجاورة للبناية، إلا أن البعض لا يلتزم بذلك، وهناك العديد من الملاك يقومون بتأجير هذه الحاويات ولكنها لا تكفي لمخلفاتهم، فيتم إلقاء كميات كبيرة في الشوارع، وكانت النتيجة تحول العديد من أحياء الدمام إلى حاويات لتجميع هذه المخلفات من أنقاض المباني التي لا تزال تحت الإنشاء ما يتسبب في تشويه المنظر العام وتعطيل الحركة المرورية. الأراضي الفارغة قامت (اليوم) بجولة ميدانية في حي الروابي والتقت بعدد من المواطنين، وتحدث في البداية ابراهيم الفوزان قائلا: نشاهد أغلب العمالة تقوم برمي هذه المخلفات في الأراضي الفارغة وعلى جوانب الطرق والشوارع من بداية تأسيس الحي، بالإضافة إلى انه لا توجد متابعة من البلدية. وأضاف الفوزان إنه يسكن في الحي منذ أكثر من ثلاث سنوات، واطالب منسوبي البلدية بالوقوف على معاناة مخلفات الهدم والبناء التي تنتشر فيها القوارض والحشرات الضارة بالإضافة إلى ضررها على الصحة البيئية للمنطقة بشكل عام، كما نعاني من عدم اكتمال بعض الخدمات المهمة ومنها سوء الاسفلت وانعدام نظافة الشوارع. أربع سنوات وقال المواطن منير السبيعي من سكان حي عالي المجاور لحي الروابي: هذه الظاهرة منتشرة في الحي من بداية سكني منذ أربع سنوات تقريبا وحاولنا حل هذه المشكلة التي نعاني منها بشكل يومي ومستمر ولكن لم نجد حلًا، واضاف انه تم الابلاغ عن تلك العمالة التي تقوم بهذه المخالفات للبلدية، واكد على أن كل الحشرات والعديد من الكلاب والثعالب والعقارب والثعابين والفئران والقوارض تنتشر بالحي وسط مساكن الأهالي ولدينا تصوير من الجيران يثبت هذا الكلام، حيث تعيش وسط تلك المخلفات ما يسبب لنا الضرر وللصحة العامة بالحي، ونطالب البلدية بإيجاد حل لهذه المعاناة التي نتعرض لها في حي جديد من أحياء الدمام. منتصف الليل وشدد المواطن مبارك الهاجري من سكان الحي ويقيم به منذ أكثر من ثلاث سنوات على أن كل السكان يشتكون من هذه الظاهرة، واضاف إن العمالة تقوم برمي تلك المخلفات أو الانقاض بعد منتصف الليل في أقرب مكان أو على جانب الطريق والتي تسبب العديد من المشاكل، وأكد على أنهم تواصلوا مع الامانة التي افادت بانها سوف تراقب عملية القاء المخلفات، وأضاف الهاجري إنه في الأيام الاخيرة تراجعت هذه الظاهرة بشكل واضح ونتمنى ان يتم القضاء عليها تمامًا. عامل أفرغ كمية من الأنقاض في أحد مواقع الحي النطاق العمراني وقال مدير الهيئة العامة للأرصاد وحماية البيئة بالمنطقة الشرقية محمد الشهري: مخلفات الهدم والبناء يتم التنسيق فيها بصفة دائمة بين الهيئة وأمانة المنطقة الشرقية والبلديات التابعة لها، وخاصة في بعض الحالات التي تستدعي موافقات الهيئة. وحول بعض عمليات الردم لهذه المخلفات أشار الشهري إلى أن الردم يتم خارج المنطقة قائلا: المعني بالإجابة عن هذا السؤال هو الامانة ويقتصر دورنا في حال ورود بلاغ بوجود مخلفات صناعية، كما ان فرقنا الميدانية تبلغ الأمانة في حال رصدت بعض تلك المخلفات من عمليات الهدم. وأضاف الشهري: إن الهيئة تلقت بلاغا عن استخدام مخلفات بناء وغيرها في ردم إحدى المناطق بشاطئ سيهات وعلى الفور تم إرسال فريق من الأخصائيين البيئيين للموقع وتم رفع تقرير بذلك ومن ثم تم مخاطبة الأمانة حول ذلك بحكم أنها جهة مشرفة وتقع تحت مسؤولية البلديات من حيث المراقبة والإبلاغ، وأكد انه بالنسبة للمخالفين يطبق عليهم ما نص عليه النظام العام للبيئة والمقر من المقام السامي الكريم. مواد كيميائية وحذر الشهري من خطورة هذه المخلفات، وأضاف: تكمن الخطورة في حال احتواء تلك المخلفات على بعض المواد الكيميائية مثل الدهانات السائلة أو الأسيد أو حتى مخلفات صناعية ضارة، فيكون تأثيرها في عمليات الردم الساحلية وخطر على البيئة البحرية وتتسبب في نفوق الأسماك والكائنات البحرية كل ذلك يتسبب في اختلال للنظام (الايكولوجي). وأما في حال رمي تلك المخلفات في المناطق البرية فهو أيضا يؤثر على النظام البيئي للمنطقة من حيث اعتلال الغطاء النباتي وانتشار الروائح غير المرغوب بها، وبعض انواع مخلفات الهدم تسبب تلوثا للهواء وانتشار الغبار المتطاير منها، ناهيك عن المنظر العام لتلك المخلفات في مواقع غير مخصصة لها. بلدية شرق الدمام: نلاحق المخالفين بتطبيق الغرامات من جهته أوضح رئيس بلدية شرق الدمام، المهندس عبدالله الأحمد، أن مخالفات رمي الانقاض ومخلفات الهدم والبناء في حي الروابي والعالية وما جاورهما بالدمام تتم خارج أوقات الدوام الرسمي للأمانة والبلديات التابعة لها وشدد الأحمد على أن الأمانة تقوم بملاحقة من يخالف ذلك وتطبق الغرامات المالية، بالإضافة لالزام صاحب الناقلة بإزالة ما قام به من رمي الانقاض وفق أنظمة ولوائح وزارة الشؤون البلدية والقروية، على من يقوم برمي مخلفات البناء بالأحياء أو الأراضي البيضاء سواء أكان فردا أو مؤسسات بناء، كما تخضع الاحياء لحملات نظافة مستمرة ومجدولة، وطالب الأحمد المواطنين بالتعاون مع امانة المنطقة الشرقية بالإبلاغ عن المخالفين الذين يقومون بمثل هذه الأعمال حتى يتم القضاء على هذه المشكلة.