برئاسة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله-، عقد مجلس الوزراء جلسته الأسبوعية، يوم الإثنين 21 من شهر صفر لعام 1438، بقصر اليمامة بمدينة الرياض. ومن ضمن الموضوعات المدرجة على جدول أعمال تلك الجلسة، والتي وافق عليها مجلس الوزراء، تخصيص الأندية الرياضية التي تشارك في بطولة الدوري السعودي لأندية الدرجة الممتازة لكرة القدم (دوري المحترفين)، وتحويلها إلى شركات بالتزامن مع بيعها. كما تتولى الهيئة العامة للرياضة منح هذه الشركات التراخيص وفقا للشروط المطلوبة، بالإضافة إلى التنسيق مع كل من وزارة التجارة والاستثمار، ووزارة الاقتصاد والتخطيط، لوضع الضوابط والشروط اللازمة، لممارسة تلك الشركات وتكوين لجنة لمتابعة استكمال مراحل التخصيص وتنفيذ إجراءاتها. هذه خطوة رائدة، ومنحنى يُسهم في تطور قطاع الرياضة في المملكة، ويعزز من ثبات واستقلال مدخول وإيرادات النادي، من خلال الاستثمارات على المدى المتوسط وطويل الأجل في المنشآت والمرافق التابعة للنادي. أيضا الحملات التسويقية والدعائية والإعلانات التجارية، بشتى وسائلها وعبر الفضاء الواسع، من قنوات فضائية ومواقع تواصل اجتماعية، لها مردود مالي سيساعد في تطوير وتحسين مرافق النادي، وستغطي عائداتها مصروفات النادي الشهرية على أقل تقدير. لكن... لن تنجح هذه الأندية إلا إذا اتحدت وأصبحت كيانا واحدا يمثل منطقة أو مدينة، فوجود أكثر من ناد في نفس المدينة يقتل أهم حافز في الرياضة «التنافس بين اللاعبين»، كما تنطبق هذه القاعدة على الداعمين والراعين والمؤيدين من الشركات والمؤسسات المحلية. وبنظرة سريعة على أعداد الأندية الرياضية بالمملكة؛ نرى أنها تجاوزت (156)، ولو قسمت على مدن المملكة لوجدنا أن بعض المدن بها أكثر من ناد، حتى أن بعضها متجاور لا يفصل بينهما إلا سور، كناديي الاتفاق والنهضة بالدمام. وإذ أخذنا مدينة الأحساء على سبيل المثال ففيها أكثر من 10 أندية وهو عدد كبير، نعم، مساحتها الجغرافية كبيرة وعدد سكانها تجاوز المليون نسمة، هذه ميزة، لكن السلبي في الموضوع تشتت المواهب وعدم بروزهم بشكل يؤهلهم ويجعل فريقهم قويا ومكتمل العناصر وقادرا على الفوز بالمنافسة والمسابقات الإقليمية والدولية. وبدلا من أن تُصقل وتبرز خامات اللاعبين الموهوبين والمميزين، خلال التمارين اليومية وخصوصا في مرحلة الناشئين، نرى أن اللاعب يفقد هذا الدافع لأن هو اللاعب الوحيد المميز في ذلك النادي ومنافسه بناد آخر، وبناء عليه ضمن أن يكون لاعبا أساسيا دون عناء. ومن الميزات الجميلة في اتحاد الأندية، ذوبان أسمائها الحالية التي لا تعكس لا روح ولا ثقافة ولا تاريخ المدينة، وأغلب أسماء أنديتنا تعود إلى حقبة الخمسينيات والستينيات من القرن الماضي. خرجت وبرزت في ظروف معينة تدعو إلى التآخي والتضامن والتعاون والاتفاق والاتحاد فيما بينها، باستثناء بعض الأندية التي استسقت أسماءها من وقائع تاريخية أو أسماء معارك كالقادسية واليرموك وأحد، والقليل له ثقل تاريخي ووجداني كهجر وتيماء، ولكن... لا بأس باستخدام الأسماء الحالية كصفة ك (نواخذة الدمام، هلال الرياض). يجب أن تكون أسماء أنديتنا لها امتداد لتاريخ مدننا وثقافتنا، وتعكس صورة غير مباشرة لحضارتنا، تتجلى بوضوح في المشاركات والمنافسات القارية والدولية.