تشهد فترة الانتقالات الشتوية في كل عام، العديد من الانتدابات على مستوى كرة القدم السعودية، سواء من خلال أندية دوري الدرجة الممتازة، أو أندية دوري الدرجة الأولى. وتكثر الرغبة في الحصول على تلك الانتدابات لدى الفرق التي ما زالت تملك الفرصة في المنافسة للحصول على أحد الألقاب، أو تلك التي تصارع من أجل الهروب من دوامة وخطر الهبوط. يتحول بعض الوكلاء إلى «سماسرة» من أجل الدخول في مزايدات بين الأندية ورفع القيمة السوقية للاعب، وبالتالي ضمان الحصول على مردود مادي يفوق كل التوقعات. ويتبع وكلاء اللاعبين العديد من الطرق التي تساهم في المزايدة على هذا اللاعب، ومن أبرزها الترويج إلى أن احد المنافسين للنادي الراغب في الحصول على اللاعب، قد دخل فعليا في خط المفاوضات للظفر بخدماته، وهو ما يساهم في حصول اللاعب على مردود مادي يفوق ما يستحقه بكثير، خصوصا إذا ما كان الصراع بين الأندية المتنافسة على الألقاب. أما اذا كانت الصفقة تختص بأحد الأسماء الكبيرة، فإن اسلوبا حديثا يتم اتباعه من خلال الاعلان عن أن ذلك الاسم في طريقه لمغادرة الدوري السعودي لأحد الدوريات الخليجية، وبالتحديد إلى الدوري القطري أو نظيره الاماراتي، والتي تتواجد بها أندية قادرة على استقطاب نجوم الكرة السعودية من الناحية المادية. لكن يبدو أن مثل هذه الطرق لم تعد تجدي نفعا، نظرا للأزمات المالية الخانقة التي تعاني منها الأندية في المملكة، والتي ربما ستقودها لاتباع «المنطق والعقلانية» بشكل أكبر أثناء التفاوض مع خياراتها المستقبلية، وهو ما سيعود على الكرة السعودية بالنفع ان حدث على المستويين المادي والفني. المفاوضات المباشرة من جانبه أوضح مدير الاحتراف بنادي الخليج جعفر سليس أنهم يعتمدون خلال مفاوضاتهم مع أي لاعب على عدة أسس، مبينا أن ابرزها الاعتماد على التقنيات المتطورة في تقييم أداء اللاعب ومدى ملائمته لحاجة الفريق، دون الاعتماد على اللقطات المتميزة التي يعدها وكيل أعماله من أجل تسويقه وأضاف: «نعمد في نادي الخليج للتفاوض بشكل مباشر مع وكيل اللاعب، دون الدخول في مفاوضات غير مباشرة مع أطراف اخرى، قد تساهم في رفع القيمة المادية له». وختم سليس حديثه بالتأكيد على أن هنالك لجنة متكاملة تعمل على اختيار اللاعب، الذي يتم استقطابه وفق عدة معايير منها المعيار الفني بطبيعة الحال، دون تجاوز القدرات المادية التي يمكن للنادي تحملها. العشوائية تسيطر وأبدى نائب رئيس نادي العروبة حمود الشمري استغرابه الكبير من عدم الاحترافية والعشوائية التي تسيطر على عمل وكلاء أعمال اللاعبين، مؤكدا أن اسلوبهم في العمل، هو من أهم أسباب فشل الاحتراف في المملكة. وأضاف: «يجب أن يكون عملهم أكثر تنظيما، ويتناسب مع ما وصلت له الكرة السعودية من مكانة عالية ومرموقة على مستوى القارة الآسيوية». وعبر الشمري عما يشاهده من عدم اهتمام وكلاء الأعمال باللاعبين، الا أثناء توقيع العقود، بالمعيب، مبينا أنهم أصبحوا اشبه بالسماسرة، الذين يرغبون في رفع قيمة السلعة، دون العمل الفعلي على تطوير اللاعب وتثقيفه على مختلف الأصعدة، مؤكدا أن البعض منهم لا يتابع اللاعب ولا يعلم عنه، الا حين يتواجد من أجل أخذ نصيبه من قيمة الانتقال. وأوضح الشمري أنه لا يتحدث عن وكلاء أعمال اللاعبين بشكل عام، بل عن فئة كبيرة منهم، تستغل حاجة الأندية وظروفها من أجل الظفر بأموالها، مبينا أن البعض منهم يماطل حتى اللحظات الاخيرة من أجل الموافقة على صفقة انتقال لاعب معروف لديك، لتتفاجأ بأنه مصاب ويحتاج إلى فترة تأهيل لا تقل عن الثلاثة أشهر في بعض الاحيان، وهو ما يعني خسارتك للمادة وكذلك للخانة التي يحتاجها الفريق. وطالب نائب رئيس نادي العروبة باستحداث بوابة للاعبين المحترفين، تضم كافة معلوماتهم واحصائياتهم، من أجل وضع حد لتلاعب وكلاء أعمالهم. تصعيد الناشئين تحدث رئيس نادي الجيل أحمد الغنيم عن صعوبة الظفر بصفقة مميزة خلال فترة الانتقالات الشتوية، حيث من النادر أن يتواجد اللاعب الجاهز دون تنافس مختلف الأندية على الظفر بخدماته، وهو ما يساعد وكلاء الأعمال على رفع قيمته إلى مبالغ خيالية. وأضاف: «وصلنا لاتفاق مع أحد اللاعبين من أجل الانضمام لصفوف الفريق خلال فترة الانتقالات الشتوية، لكن تدخل وكيل أعماله ومزايدة الأندية عليه، أوصلت قيمته خلال ما تبقى من الموسم، لما يتحصل عليه طوال الموسم الرياضي، لنفضل بعدها الانسحاب». وأكد الغنيم أنهم يتبعون سياسة الاعتماد على لاعبي الفئات السنية بالنادي، وذلك من أجل الابتعاد عن مثل هذه المزايدات التي تجبر عليها بعض الأندية لضعف فرق الفئات السنية لديها، موضحا أنهم يعتمدون على أسماء من الفريق الأولمبي وفريق الشباب خلال كل لقاء، ولولا ذلك لكان الفريق الأولمبي هو المتصدر في الوقت الحالي. فشل الاختيارات بينما أوضح وسيط اللاعبين السعودي زكي العرب أن العديد من الأندية تحمل فشلها في اختيارات اللاعب المحترف على الوسيط، مبينا أن المشكلة الأكبر توجد داخل أروقة النادي، من خلال تواجد مدربين أو اداريين يمارسون السمسرة على حساب النادي. وأضاف: «لا تنظر العديد من الأندية إلى الجودة التي يقدمها الوسيط في استقطابه أسماء مميزة وقادرة على النجاح، بقدر ما تبحث عن الأشخاص، الذين تربطهم بهم علاقات شخصية ومصالح مشتركة». وختم العرب حديثه بالتأكيد على أنه عرض بعض اللاعبين على عدة أندية في فترات سابقة، ليتفاجأ فيما بعد بشراء النادي عقد اللاعب عن طريق وسيط اخر وبضعف الملبغ الذي عرضه عليهم. مقومات النجاح بدوره أكد مدرب نادي النهضة يوسف الغدير أن معرفتك بإمكانيات اللاعب المراد استقطابه لصفوف الفريق، وتناسبها مع قدراتك المادية والفنية، هي من ستقودك للنجاح في عملية التفاوض، والوقوف في الجانب البعيد عن بعض التلاعبات التي يقوم بها وكلاء اللاعبين من أجل رفع قيمتهم السوقية إلى أرقام مبالغ فيها بشكل كبير. وأضاف: «الظروف الفنية التي تعيشها مختلف الفرق، تجبرها في بعض الاحيان على الدخول في مزايدات مع الأندية الأخرى، والرضوخ للمطالب المادية، التي يفرضها اللاعب ووكيل أعماله عليهم». وتحدث الغدير عن أنه لا يدخل في مفاوضات مع أي لاعب ما لم يعرف امكانياته بشكل تام، مبينا أنه يحدد احتياجاته، ويترك امور التفاوض للادارة المشرفة على الفريق، التي تملك الخبرة الكافية في التعامل مع هذه الملفات. وقدم الغدير نصيحته بالتواصل مع وكيل اللاعب بشكل مباشر دون الدخول في التفاوض مع عدة وكلاء، وهو ما يساهم في ارتفاع سعر اللاعب. العمري: الإدارة المحترفة تفرض نفسها على الوسيط من جانبه أكد وسيط اللاعبين السعودي غرم العمري أنه يكن كل التقدير والاحترام لكل الأندية السعودية ومجالس اداراتها، مبينا أن التعامل فيما يتعلق بملفات اللاعبين المحترفين يختلف من وسيط إلى اخر ومن شركة وساطة الى اخرى، كما أن لكل ادارة طريقتها واسلوبها في العمل. وأوضح العمري أن مثل هذه الاتهامات لم توجه له من قبل الأندية أبدا، مبينا أن مثل هذه الأمور تعود لادارة الأندية وتعاملها مع هذه الملفات، فالادارة المحترفة لن يستطيع أي وسيط التلاعب بها، بل سيجبر على التعامل معها بنفس المستوى من الاحترافية. وختم العمري حديثه بالقول: «الوضوح والصدق في التعامل من الواجبات التي حث عليها ديننا الاسلامي، ويجب على الجميع اتباع الحلال واجتناب الحرام في أي نوع من أنواع التعاملات والتجارة». الظفيري: لا نقبل بالمزايدات ونتعامل بحسن نية أكد نائب رئيس نادي الباطن مبارك الظفيري أنهم يقفون على مسافة واحدة من جميع وكلاء الأعمال، حيث يتعاملون معهم بحسن نية، إلى أن يثبت عكس ذلك، وحينها لا يتم التعامل معه خلال أي مناسبة أخرى. وأوضح الظفيري أن العديد من وكلاء الأعمال يستغلون حاجة الأندية وظروفها الفنية خلال الفترة الشتوية، من أجل ادخالها في مزايدات من أجل الظفر بصفقة أحد اللاعبين، مبينا أنهم في نادي الباطن يحسمون موقفهم بشكل مباشر في حال رغبتهم في اللاعب، ويرفضون بشكل قاطع الدخول في أي مزايدات أو تلاعبات يقوم بها وكيل الأعمال من أجل رفع القيمة السوقية لموكله. فترة الانتقالات قاربت على الانتهاء ووجهة العويس ما زالت مجهولة