كم ظلموك وب«الواو» أرمزوك، فبوجودك إما ضوء أحمر أو أخضر، يترددُ اسمك بجامعاتنا، وتفرضُ نفسك بمؤسساتنا، وتلوي أذرعا قوية بقطاعاتنا ولشتى معاملاتنا، وتكسرُ أنوفا ولو بلغت ملايين أصحابها ألوفا، وتعصرُ دماء وجوههم مهما علا سلطانهم. الكل متيم بك، بعد تجريدك من ماهيتك، وأقحموك بمتاهاتٍ غدت كمسلماتٍ، حرمت أناسا من حقوقهم، يستحقونها بجدارتهم، وبسببك وُضعت عقبات أمامهم، وأُلصقت زورا نكبات بظهورهم، ومنحت الثريا لشلل من البشر، لا يعرفون من الكفاحِ اسما ولا رسما، ولا من الاجتهادِ فعلا ولا وصفا. ضربت الواسطة أطنابها، وعطلت مشاريعنا، وحرمت الكثير من نعيمنا، وساوت البليد بمن عزيمتهُ كالحديد، فهي أبرز صنوف الفساد، نخرتِ الأوتاد، أورثتِ الكساد، يجيدُ استخدامها الحساد، فحقيقتها فيروس ينخرُ كالسوس، لأجلها تقام حرب ضروس، لا فيتامينٍ راحمٍ للعالمين، قطاعاتنا تحتاج آلاف الموظفين الوطنيين، ولا تجدُ إشغالها بسرعة مطلوبة، لكون بعض متنفذيها يسيرونها بخططٍ مقلوبة، تماهيا مع مصالحهم، أو انتظار سنواتٍ ليكبر أبناؤهم وأحفادهم ليملأوا المنظمة بهم.! ولذا يوجد بعضهم مستعدون لإيقاف خط إنتاج بمصنعٍ ضخم أو لشل أقسام في سبيل ملئها بأقاربهم، بعدما حصروا مناصبهم للتملق والفزعة ول«المواجيب». لا أخالكم تجهلون ما يعقبها من ترهلٍ بالأداء، وتفشي التسيبِ و«البزوطة»، ومن ليس لديهم ظهر (ينهكونهم) بالعمل وتُرمى عليهم كل ورطة، والعلاوات تجري خلف المقربين من المسئولين ولو كانوا أغلب وقت دوامهم بفرشهم نائمين، ومن سواهم فليتضرعوا لربهم بألا يطالهم (الشلوتي) من القسم أوالفصل من العمل.! وهكذا دواليك عند تفحصك لأغلب القطاعات حواليك. حتى عند الإعلان عن مقابلات بغرض التوظيف، يفدُ ذوو مؤهلات من شمال وجنوب البلاد، يتكبدون عناء السفر ونفقات الطعام والمبيت لينتهي الأمر بتوظيف آخرين بعضهم لم تجر معهم مقابلة.! إن حالنا بسبب الواسطة يقتضي علاجا جذريا وحلولا جريئة ولواستدعى الأمر لوضع مكاتب لنزاهة (فعالة) أو زرع مخبرين من قبل المباحث الإدارية بكل جهة وأولها القطاع الخاص قبل العام.!