بعد أن حجز النصر مقعده في نهائي مسابقة كأس ولي العهد إثر تفوقه على جاره الهلال مستوى ونتيجة، بات أصفر العاصمة يتطلع بشغف للظفر باللقب الرابع في تاريخه. فقد سبق للفريق أن بلغ النهائي ست مرات كانت أعوام 1973 وتوج باللقب للمرة الأولى إثر فوزه على الوحدة بهدفين لهدف، قبل أن يحتفظ باللقب عام 1974 بعد فوزه على الأهلي بهدف نظيف، وفي عام 1991 تأهل للنهائي ولكن خسره أمام الاتحاد بركلات الترجيح، وبعد خمس سنوات وتحديدا عام 1996 تأهل للمباراة النهائية وخسرها أمام الشباب بثلاثية نظيفة. وبعد اثنا عشر عاما من الغياب عاد للواجهة من جديد وتأهل للمباراة النهائية أمام الهلال عام 2014 ولكنه خسر البطولة بركلات الترجيح قبل أن يتأهل عام 2015 للنهائي ويثأر من الهلال بعد فوزه بهدفين لواحد. ورغم قوة الطرف الثاني الذي سيقابله في النهائي السابع إلا أن حظوظ فارس نجد تبدو وافرة للفوز باللقب خصوصا وأن المباراة النهائية ستقام على أرضه وبين جماهيره فضلا عن تكامل صفوفه واستعادة معظم لاعبيه لمستوياتهم المعروفة. من جهة أخرى قررت إدارة نادي النصر صرف مكافأة للاعبي الفريق الأول لكرة القدم قدرها 15 ألف ريال لكل لاعب وذلك بعد الفوز على الهلال. وحرص رئيس نادي النصر فيصل بن تركي على تهنئة الجماهير بهذا الفوز. وأشاد رئيس النادي بلاعبي فريقه، حيث قال في تصريحات إذاعية عقب المباراة: «ظهر النصر بصورة جيدة منذ بداية المباراة واستحق الفوز بها والتأهل للمباراة النهائية». وأبدى بن تركي تعجبه من الانتقادات التي يتعرض لها مدرب الفريق زوران ماميتش قائلا «تأهلنا للمباراة النهائية في كأس ولي العهد وننافس على لقب الدوري ورغم ذلك تجد حالة من عدم الرضا على أداء المدرب مع الفريق». سجل الهدف 16 وزف فريقه للنهائي «الصعباوي» يوثق صداقته مع الشباك الهلالية واصل اللاعب محمد السهلاوي مهاجم النصر حضوره المميز أمام الهلال، وقاد فريقه مساء أمس الأول إلى نهائي مسابقة كأس ولي العهد بفضل الهدف الأول الذي سجله من نقطة الجزاء في مرمى عبدالله المعيوف قبل أن يؤكد زميله الكرواتي مارين توماسوف تفوق الأصفر بالهدف الثاني. ورغم غياب النجم الملقب ب «الصعباوي» عن التهديف في الآونة الأخيرة بسبب كثرة الإصابات التي داهمته وأثرت على مستواه، إلا أنه عاد بقوة عبر الباب الكبير حيث قدم مستوى مميزا أمام منافسهم التقليدي الهلال وسجل هدفا توج به مجهوده الكبير وكاد أن يضيف هدفا آخر لولا العارضة التي وقفت لكرته بالمرصاد. ومنذ انتقال السهلاوي للنصر قادما من القادسية عام 08/2009، في صفقة قياسية آنذاك تجاوزت 30 مليونا، سجل بالقميص الأصفر في المرمى الأزرق 16 هدفا، إذ سجل 10 أهداف في بطولة الدوري و3 أهداف في مسابقة كأس ولي العهد وهدفين في مسابقة كأس الأمير فيصل بن فهد وهدف في مسابقة كأس جلالة الملك. وهذه الأهداف التي وضعته في المركز الثاني خلف الأسطورة ماجد عبدالله الذي سجل في المرمى الهلالي 21 هدفا، كان بعضها حاسما حيث قاد من خلالها فريقه للفوز بالبطولات كما حدث عام 2014 عندما سجل هدف الفوز في المباراة النهائية لكأس ولي العهد، وكذلك هدفه عام 2015 الذي منح فريقه النقاط الثلاث وإعلان تتويجه بلقب الدوري. ووصف السهلاوي الفوز على الغريم التقليدي الهلال بالخطوة المهمة، لكن يبقى الأهم هو الحصول على لقب بطولة كأس ولي العهد. وأكد السهلاوي بأنهم نجحوا خلال اللقاء في الاستحواذ على الكرة، وكانت تحركاتهم دون كرة مهمة جدا، ولذلك كان التفوق واضحا للفريق النصراوي، الأفضل خلال مجريات هذا اللقاء. «عبقرينو»!! رغم الحرب الضروس التي يشنها بعض النصراويين بين الفينة والأخرى ضد الكرواتي زوران ماميتش المدير الفني للفريق الأول بسبب استبعاد قائد الفريق حسين عبدالغني في أكثر من مباراة قبل أن يعلن صراحة عدم حاجته للاعب حتى نهاية الموسم، إلا أن المدرب الشجاع أثبت كفاءته التدريبية وقدرته الفائقة على التعامل مع المباريات لاسيما عندما تكون من الوزن الثقيل مبرهنا على أنه خير من يقود العالمي في هذه المرحلة. فالمدرب الذي عانى من إجحاف ذوي القربى الذين هددوه بالإقالة أكثر من مرة لعدم انصياعه لمطالبهم ورفضه التدخل في عمله، لم يخذل من وثق به من أعضاء الشرف وجماهير النادي الوفية التي هتفت باسمه كثيرا بعد نهاية الشوط الأول في مباراة الفريق أمام الباطن في إشارة واضحة ورسالة مباشرة لإدارة النادي مفادها ضرورة التمسك بالمدرب العبقري وتجديد عقده لموسم آخر. هذا المدرب الذي وصفه البعض بالمغامر والبعض الآخر بالشجاع حظي بإشادة جميع الرياضيين من مدربين ونقاد ومحللين عطفا على التشكيلة التي يختارها لكل مباراة إلى جانب طريقة اللعب التي دائما ما يفاجئ بها منافسيه كما حدث في مباراة الفريق الدورية أمام الهلال التي لعب خلالها بطريقة 3/3/3/1 وانتهت بالتعادل بهدف لمثله قبل أن يفاجئ منافسه في كأس ولي العهد بطريقة 1/2/2/3/1 وهي طريقة جديدة ومختلفة تماما عن سابقاتها ونجح من خلالها في الفوز وحجز مقعده في النهائي. وأكد زوران أن النصر ظهر بشخصية البطل، وقدم كل ما هو مطلوب للظفر بنتيجة اللقاء، من ناحية السيطرة والانتشار والتحركات. الجدير ذكره أن الفريق لم يخسر منذ تولي المدرب زوران الدفة الفنية سوى ثلاث مباريات، كانت بوجود اللاعب المبعد من حسابات المدرب الذي بدوره أكد في أكثر من مناسبة اعتماده على العناصر الشابة أمثال سامي النجعي وعبدالرحمن الدوسري إلى جانب خالد الدبيش الذي سيمنحه الفرصة في المرحلة المقبلة. غالب: قضينا على الهلال من البداية بارك إبراهيم غالب لاعب فريق النصر لجماهير فريقه الانتصار على الهلال في نصف نهائي كأس ولي العهد، الذي قادهم للتأهل للنهائي ولعب المباراة الختامية، مبينا بأنهم أنهوا اللقاء منذ البداية، وحاولوا عدم التراجع، من أجل الابتعاد عن الضغط. وأوضح غالب: بأنه لم يتفاجأ بالدور الذي لعبه خلال اللقاء، مؤكدا بأن زملاءه ساعدوه على تنفيذ المهام المطلوبة منه، ومبينا بأن الجميع تعاهد على الظفر بنتيجة اللقاء، وكانوا في الموعد خلال مجريات اللقاء. توماسوف.. في «جعبته» الكثير استبشرت جماهير العالمي خيرا عندما تعاقدت إدارة النصر مع المحترف الكرواتي مارين توماسوف عطفا على مستوياته المميزة التي قدمها مع فريقه السابق ريجكا الكرواتي، قبل أن يفاجئ اللاعب الجميع بمستوى باهت في بدايته مع الفريق والتي ظهر خلالها بصورة أقل ما يقال عنها أنها عادية جدا ولا تتواكب مع الهالة الإعلامية التي سبقت قدومه، ولكن اللاعب الذي سبق له تمثيل منتخب بلاده، وبعد تأقلمه مع الأجواء المناخية نجح في إقناع جماهير العالمي من خلال المستويات التصاعدية التي قدمها في المباريات الأخيرة واستعاد عبرها حساسيته التهديفية أمام المرمى وتمكن من تسجيل هدف التعادل في المباراة الدورية أمام الهلال قبل أن يسجل الهدف الثاني أمام نفس المنافس والذي أنهى المباراة لمصلحة فريقه والمساهمة في تأهله للدور النهائي. وخلال تلك المباريات لم تقتصر مهمة اللاعب على المساندة الهجومية أو حتى تسجيل الأهداف بل قام بأدواره الدفاعية على أكمل وجه مؤكدا أنه يحتاج إلى الوقت ليبرز إمكاناته ويكون عنصرا فاعلا في تركيبة الفريق.