أقرت الجمعية العامة للأمم المتحدة تشكيل مجموعة عمل مهمتها جمع أدلة حول جرائم حرب في سوريا وهي الخطوة الأولى على طريق ملاحقة المسؤولين عن ذلك أمام القضاء. من جهتها رحبت المملكة العربية السعودية بالقرار، وأعربت عن الأمل في أن يكون اعتماده وسرعة تنفيذه رادعاً يسهم في وضع حد نهائي لانتهاكات نظام الأسد. وجددت التأكيد على الضرورة الملحة لأن تعقد الجمعية العامة جلسة استثنائية طارئة تتولى فيها ضمان حماية الأمن والسلم في سوريا. فيما تتواصل أمس الخميس عمليات إجلاء المحاصرين من شرق حلب، ووصلت دفعة جديدة منهم إلى الريف الغربي. وقال مسؤول التفاوض في المعارضة السورية المسلحة الفاروق أبو بكر: إذا لم تحصل أي عوائق فسوف يخرج كل المدنيين والمسلحين من الأحياء المحاصرة في شرقي مدينة حلب خلال ساعات النهار. وشاهد مراسل فرانس برس صباح أمس الخميس في منطقة الراموسة، الذي تمر منها قوافل المغادرين، عشرات السيارات خاصة وسيارات الاجرة والشاحنات (بيك آب) والباصات الصغيرة تخرج من شرق حلب. واقلت الشاحنات مقاتلين يحملون سلاحهم الفردي. وقالت المتحدثة باسم اللجنة الدولية للصليب الاحمر في سوريا انجي صدقي: «استمرت العملية خلال الليل»، موضحة «نتوقع خروج عشرات الحافلات والسيارات الخاصة اليوم (أمس الخميس) على ان تستمر العملية طوال اليوم وحتى المساء». واضافت صدقي: «نتوقع خروج آخر القافلات خلال ليل الخميس، واذا استمرت الامور بسلاسة قد تنتهي عملية الاجلاء ليلا»، مشيرة الى ان «الحافلات موجودة في شرق حلب وننتظر خروجها». في منطقة الراشدين الواقعة تحت سيطرة الفصائل المعارضة غرب حلب وحيث يتم استقبال المغادرين من المدينة، شاهد مراسل فرانس برس اربع حافلات من الفوعة وكفريا انطلقت اثنان منها باتجاه حلب اثناء وصول شاحنة وسيارة خاصة تقل خارجين من حلب. عقوبات وأقرت الجمعية العامة للامم المتحدة تشكيل مجموعة عمل مهمتها جمع ادلة حول جرائم حرب في سوريا وهي الخطوة الاولى على طريق ملاحقة المسؤولين عن ذلك امام القضاء. وتبنت الجمعية العامة النص الذي تقدمت به ليشتنشتاين ويقضي بوضع آلية للتحقيق بأغلبية 105 اصوات مقابل 15 دولة صوتت ضده و52 امتنعت عن التصويت. وسيعمل فريق العمل بتنسيق وثيق مع لجنة تحقيق شكلتها الاممالمتحدة في 2011 وأحالت العديد من التقارير المفصلة بفظاعات مرتكبة منذ بداية النزاع في سوريا الذي اوقع اكثر من 310 آلاف قتيل. وجمعت هيئات اخرى وثائق ولوائح شهود وفيديوهات يمكن ان تستخدم في قضايا ضد المسؤولين عن الجرائم. والنص أعدته ليشتنشتاين برعاية 58 دولة بينها الولاياتالمتحدة وفرنسا وبريطانيا وايطاليا والمانيا الى جانب تركيا والسعودية وقطر. وقالت سفيرة ليشتنشتاين لدى الاممالمتحدة كريستينا فينافيسير امام الجمعية العامة: ان القرار سيعوض عن فشل مجلس الامن الدولي في احالة هؤلاء المسؤولين عن جرائم خطيرة امام القضاء. وكانت روسيا والصين عطلتا في 2014 طلبا رفعه مجلس الامن بان تبدأ المحكمة الجنائية الدولية التحقيق في جرائم حرب في سوريا. وقالت فينافيسير «اخيرا خطونا خطوة مهمة باتجاه تحقيق الآمال التي لطالما خيبناها». وبين الدول التي صوتت ضد القرار، روسيا والصين وايران. ويمهل القرار الامين العام للامم المتحدة عشرين يوما لتقديم تقرير حول تشكيل هذه الهيئة الجديدة التي ستمولها الاممالمتحدة. ويقضي القرار «بوضع آلية دولية حيادية ومستقلة للمساعدة في التحقيقات وملاحقة المسؤولين عن اكثر الجرائم خطورة» في سوريا منذ مارس 2011. كما ينص على «جمع ودعم وحماية وتحليل الادلة على انتهاكات القانون الدولي الانساني وانتهاكات حقوق الانسان والتجاوزات واعداد ملفات من اجل تسهيل واجراء محاكمات جنائية عادلة ومستقلة». وقالت فينافيسير قبيل التصويت على مشروع القرار: ان فريق العمل سيكلف جمع ادلة وضمان ان تكون الملفات «جاهزة للاستخدام حين يتاح لمحكمة لها صلاحية النظر في جرائم مماثلة، ان تنظر في هذه القضايا، وهو امر ليس قائما حاليا». ورحبت منظمة «هيومن رايتس وتش» بتبني القرار. ورحبت المستشارة لشؤون العدالة الدولية في المنظمة بلقيس جراح «بوضع الآلية التحقيقية» قائلة: «تقوم الجمعية العامة بتمهيد الطريق للمحاسبة بعد سنوات من الفظائع التي لم يتم التحقق منها». واضافت: ان «مرتكبي الجرائم يعرفون الآن ان الادلة على تجاوزاتهم ستجمع لتسريع اليوم الذين سيحاسبون فيه». احصاءات روسية من جانبه قال وزير الدفاع الروسي، سيرغي شويغو، أمس الخميس، إن حملة الضربات التي تشنها بلاده في سوريا مكنت من القضاء على 35 ألف مقاتل، منذ انطلاقها في سبتمبر 2015. وذكر شويغو أن المقاتلات الروسية شنت 71 ألف غارة جوية على من وصفهم «الإرهابيين»، قائلا إنها مكنت من القضاء على 725 مخيما للتدريب و405 مصانع للمتفجرات، و1500 من التجهيزات العسكرية، فضلا عن تصفية 35 ألف مقاتل بينهم 204 من القياديين. من جهة اخرى بدأت روسيا الخميس مراسم تكريم وطنية لسفيرها الذي اغتيل في تركيا، في هجوم نسبته انقرة لجماعة الداعية فتح الله غولن، فيما اعتبرت موسكو انه من المبكر جدا تحديد المسؤوليات قبل انتهاء التحقيق. وسجي جثمان السفير اندريه كارلوف الذي اعيد الثلاثاء الماضي الى روسيا، منذ الصباح في القاعة الكبرى لوزارة الخارجية الروسية الى جانب العلم الروسي واحاط به حرس الشرف. وأقامت روسيا للسفير الراحل هذه المراسم التي ستتبعها في وقت لاحق مراسم دينية في كاتدرائية المسيح المخلص في موسكو. وفي اطار التحقيق افادت وكالة انباء الاناضول الموالية للحكومة بأنه تم الافراج عن افراد من عائلة قاتل السفير الروسي كانوا قيد الحجز الاحتياطي.