في ظل ارتكاب النظام الأسدي للمذابح الرهيبة في حلب وسقوط آلاف الأطفال والنساء وكبار السن الذين يلقون حتفهم في حلب المنكوبة؛ جراء الحصار والتجويع والإبادة، فإن الأممالمتحدة مطالبة اليوم بتحرك سريع لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من أهالي حلب، الذين يواجهون اليوم أبشع ألوان العدوان على أرواحهم وممتلكاتهم، وما زالت وسائل الإعلام تنقل صورا فظيعة ومؤلمة لضحايا النظام الأسدي على الأرض وتحت الأنقاض. من المؤسف أن يقف العالم متفرجا على المذابح الفظيعة التي تتعرض لها حلب دون أن يحرك ساكنا، فما يجري في هذه المدينة المنكوبة يمثل عارا على جبين المجتمع الدولي، الذي ما زال عاجزا عن تأدية أي دور فاعل لإنقاذ سكان حلب وهم يتعرضون للحصار والموت، فالمصير المحتوم هو الموت لكل المحاصرين؛ إن لم يتم إجلاء سكان حلب على وجه السرعة، وإنقاذ ما تبقى منهم من الموت. خروج المدنيين من حلب مهمة لا بد أن تضطلع بها الأممالمتحدة؛ لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من سكان حلب، فالمدينة المحاصرة اليوم تتعرض لأبشع عدوان لم تعهده أية مدينة في العالم إبان مختلف الحروب قديمها وحديثها، وقد أعلنت الأممالمتحدة وهي تشهد ما يدور في المدينة المنكوبة أن حلب تتعرض اليوم لكارثة إنسانية غير مسبوقة، وها هي اليوم تدخل في صلب الكارثة المشهودة دون أن يتحرك العالم لإنقاذ سكانها. لقد فشلت المفاوضات بين المقاومة والنظام الأسدي في ظل القصف المتواصل على حلب، والمشكلة الكأداء أن الحل السياسي لم يعد مطروحا على الطاولة في ظل الظروف الصعبة السائدة الآن في حلب، فالحديث عن هذا الحل أصبح ضربا من ضروب المستحيل، بل تحول إلى عبث لا طائل منه، فأحياء حلب لا سيما الشرقية منها تتعرض اليوم لمجازر رهيبة ترتكب ضد الأبرياء في هذه المدينة المنكوبة. الوقت يمر سريعا، ولا بد من تدخل سريع لإنقاذ سكان حلب من قصف النظام السوري بالطائرات والبراميل المتفجرة، فما عاد الوقت يسمح إلا بتدخل دولي ينقذ أهالي حلب من الدمار ومن المجازر التي تشاهد بأم عيون العالم من خلال الإعلام المرئي، فالصور كارثية، والمأساة كبيرة للغاية، فالقصف لا يزال مستمرا والمجازر تتضاعف، ومعاناة أهالي حلب تتسع، فالمأساة هائلة، وأهمية التدخل الدولي السريع أضحى ضروريا ومحوريا. سكان حلب المنكوبة ما زالوا يعانون الأمرين بفعل عدوان النظام وأعوانه عليهم وعليها، والضحايا يسقطون أمام مرأى العالم بكل هيئاته ومؤسساته دون حراك فعلي لإنقاذ حلب وسكانها، ويبدو أن تحذير الولاياتالمتحدة الأخير لروسيا من مغبة دعم النظام السوري ليس إلا زوبعة في فنجان، فهو تحذير لا مردود له في ظل القصف المستمر لمدينة حلب وسكانها، وقد جاء متأخرا، ولن يجدي في ظل العدوان القائم على حلب. الفرصة تبدو مواتية اليوم أمام المجتمع الدولي ليقول كلمته الفصل إزاء ما يحدث في حلب، ولا بد من تدخله الفوري لإنقاذ المدينة المنكوبة من دمار شامل سوف يحدث إن ظل الصمت قائما، وإن لم يتم التحرك بالسرعة المتوخاة فإن ما يجري في حلب المنكوبة من خراب وتقتيل وتدمير وحصار سيتحول إلى وصمة عار على جبين المجتمع الدولي وعلى جبين المنظومة الدولية الحريصة على نشر الأمن والسلم في كل مكان.