افتتح صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نايف بن عبدالعزيز أمير المنطقة الشرقية أمس فعاليات المنتدى السنوي لبرنامج أرامكو السعودية الوطني لتعزيز القيمة المضافة الإجمالية لقطاع التوريد، منتدى «اكتفاء 2016»، الذي نظمته الشركة في مقرها في الدمام، بحضور وزير الطاقة والصناعة والثروة المعدنية، المهندس خالد الفالح، ورئيس أرامكو السعودية كبير الإداريين التنفيذيين المهندس أمين الناصر، وحشد من رؤساء وقياديي القطاع الخاص ومجتمع الأعمال، ضم أكثر من 400 شخصية يمثلون 250 شركة تصنيع وتوريد وخدمات وطنية وعالمية. كما شارك في المنتدى عدد كبير من المسؤولين الحكوميين وقادة الفكر والتعليم ومسؤولي أرامكو السعودية. وكرّم سمو الأمير سعود بن نايف، الشركات الفائزة بجوائز التميز لبرنامج اكتفاء، وشهد توقيع عدد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم بين أرامكو السعودية وعدد من من الشركاء الاستراتيجيين من القطاع الخاص الوطني والعالمي، كما افتتح المعرض المصاحب للفعاليات، والذي تركز حول معاهد تطوير القوى العاملة السعودية المرتبطة ببرنامج اكتفاء. مبادرة وطنية وقال سمو أمير المنطقة الشرقية، في كلمته التي ألقاها خلال الحفل: «يسعدني أن أشارككم للسنة الثانية على التوالي في ملتقى برنامج اكتفاء الاستراتيجي والنموذجي بأبعاده التنموية طويلة المدى، والذي لا يقتصر مردوده على المنطقة الشرقية بل يمتد ليشمل جميع مناطق المملكة». وأضاف: «إن ما نراه اليوم من التزام وتفاعل للمضي لإكمال هذا البرنامج لهو مدعاة للفخر والاعتزاز لأبناء هذا الوطن الذي ندين له جميعًا». وقال سموه: «إن القيادة الرشيدة، حفظها الله، تسعى لتذليل كافة العقبات التي تحول دون بناء بيئة محفزة للأعمال، جاذبة للمستثمرين، مشجعة للقطاع الخاص، وداعمة لتوفير الكفاءات المحلية المدربة والمؤهلة». وأضاف: لقد عايشنا خلال الاسابيع القليلة الماضية الزيارة الميمونة لسيدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز- أيده الله- للمنطقة الشرقية والتي تفضل من خلالها بتدشين ووضع حجر الأساس بمجموعة من مشاريع البنى التحتية والمشاريع التنموية والثقافية والصناعية والوطنية العملاقة والتي بلغت في مجموعها نحو نصف تريليون ريال قام بها مجموعة من شركات القطاع الخاص والشركات العالمية التي استثمرت في المملكة. وهذه المشاريع شهادة على متانة الاقتصاد وصلابته رغم التقلبات، كما تأتي شهادة على أهمية هذه المنطقة ودورها كبيئة جاذبة لصناعات عملاقة ومتطورة وحاضنة لقطاعات واعدة مثل مجمع الملك سلمان للصناعات والخدمات البحرية في مدينة رأس الخير. إن ما يحققة برنامج اكتفاء من توطين وقيمة مضافة لجميع الاطراف المشاركات فيه، سيكون بمثابة علامة مضيئة على طريق تحقيق رؤية المملكة 2030 التي تسعى لأن تجعل المملكة في المقدمه بين دول العالم والتي يتضمن جوهرها إتاحة الفرص لتطوير وتعزيز مهارات وكفاءات شباب وفتيات هذا الوطن الكريم وتنويع مصادر الدخل وتوطين الصناعات والتقنيات الحديثة وايجاد الآلاف من الوظائف في القطاعات غير الحكومية ورفع مساهمة القطاع الخاص في إجمالي الناتج المحلي إلى أكثر من 50c/o وتحفيز انطلاقة جديدة نحو الصناعة والتصدير لتصبح المملكة محورا لربط ثلاث قارات ومركزا رئيسا التجارى العالمية.ودعا سموه بهذه المناسبة الجميع من مسؤولين حكوميين ورؤساء شركات وطنية وعالمية ورجال الصناعة والأعمال وقادة الفكر والإعلام للعمل متكاتفين لاستثمار المقومات التي وفرتها الدولة ولتعزيز القدرات التنافسية والتي حتمًا سيكون لها أثرٌ إيجابي في استدامة النمو الاقتصادي في المملكة وفي الاستقرار للمنطقة وإتاحة الفرص لأجيال الغد من أبنائنا وبناتنا والإسهام في بناء مستقبل أفضل.. وقال: «أتقدم بالشكر الخاص للأخ العزيز وزير الطاقة المهندس خالد الفالح على تلك الكلمات ورقيق عباراته بحقي وفي الواقع انني انا السعيد دائما بأن أكون بين أبنائي وإخواني وأخواتي في كل مناسبة يشرف فيها الوطن بوضع لبنة من لبنات البناء والتقدم والنماء، عاشت المملكة العربية السعودية رائدة متطلعة إلى مستقبل مشرق بسواعد أبنائها وبناتها، وحفظ الله الجميع، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين».في الختام شكر سموه أرامكو السعودية على هذه البادرة الوطنية وما تقوم به من جهد كبير لتفعيلها، «وأتطلع أن تحذو حذوها الشركات الوطنية الكبرى، كما أهنئ الشركات الفائزة بجوائز التميز، وأهنئ الشركات التي وقعت اتفاقيات شراكة وتعاون للاستثمار والإسهام في زيادة المحتوى المحلي، كما أشكر كافة القائمين على إنجاح برنامج اكتفاء والذي يأتي لتعزيز القيمة المضافة الإجمالية لقطاع التوريد». 10 مليارات ريال للمصنعين المحليين من جهته قال المهندس أمين بن حسن الناصر، رئيس أرامكو السعودية، وكبير إدارييها التنفيذيين، في كلمته التي ألقاها خلال المنتدى مخاطبا القطاع الخاص: «نحتفي بمنجزات السنة الأولى من رحلتنا المشتركة في تنفيذ هذا البرنامح، بشكل متسارع، بعد انطلاقته القوية، بحمد الله، في العام الماضي. وليس ثمة شكٍ في أنه مع إطلاق الرؤية المستقبلية للمملكة 2030، وبرنامج التحول الوطني 2020، أصبح السياق العام في المملكة يدعم بشكل أكبر توجه برنامج «اكتفاء»، الذي أصبح عاملا من عوامل التمكين لهذه الرؤية. فبرنامج التحول الوطني يهدف إلى تحفيز القطاع الخاص لتصنيع السلع وتوفير الخدمات محليا والتقليل من الاعتماد على الواردات، لاسيما في القطاعات الحيوية ومن أبرزها قطاع الصناعات والخدمات المساندة للطاقة». وأضاف الناصر: «إن المملكة أرض للفرص، وأرض للخير. وبرنامج اكتفاء برنامج وطني مليء بالفرص المجدية اقتصاديا والمربحة تجاريا، وإن زيارة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، حفظه الله، مؤخرا للمنطقة الشرقية، ووضغه حجر الأساس لمجمع الملك سلمان العالمي للصناعات والخدمات البحرية، كانت علامة بارزة وتحولا تاريخيا في الصناعة السعودية. فهذا المشروع هو باكورة لمنظومة متكاملة من الصناعات الرئيسية والصناعات والخدمات اللاحقة، التي تدعم برامج توطين الصناعة، وتنمية الصادرات غير البترولية، والاستثمار في رأس المال البشري، وتوليد أعداد ضخمة من فرص العمل لشباب الوطن، صُناع المستقبل». واستطرد الناصر قائلا: «تتطلع أرامكو السعودية من خلال العمل مع شركائها في برنامج اكتفاء وبدعم الجهات المعنية لتهيئة المناخ المناسب، والمنظومة المحفزة، لكي تكون المملكة مركزا يضم أفضل الخبرات العالمية في مجال الهندسة والصناعات والإنشاءات والفكر التنموي الاستراتيجي، القادر على تنفيذ رؤية بحجم رؤية المملكة 2030». وبتسليط الضوء على الإنجازات التي تحققت منذ إطلاق برنامج اكتفاء في ديسمبر 2015م، ذكر أمين الناصر «بلغت حصة المصنعين المحليين من مشتريات الشركة لعام 2016 ما قدره 10 مليارات ريال، أو ما يعادل 43%، وهو ما يشكل زيادة بنحو 14% عن مستويات عام 2015م، وتعتبر أعلى مستوى للمحتوى المحلي في تاريخ الشركة». وأعلن الناصر، أن قيمة العقود التي وقعتها الشركة خلال الأشهر الأخيرة وضمنتها معايير برنامج اكتفاء، تزيد على 60 مليار ريال. وعلاوة على ذلك، أنجزت أرامكو السعودية من قبل جهة خارجية مستقلة مؤشر أداء اكتفاء لأكبر 100 شركة في منظومة التوريد التي تتعامل معها. وختم الناصر كلمته قائلا: «نحن مستمرون في التزامنا تجاه توطين الصناعات عبر استحداث فرص متميزة في إطار انفاق تقديري يبلغ تريليون ريال سعودي لتأمين السلع والخدمات على مدى العقد القادم. ولذلك هناك الكثير من الفرص المتاحة لجميع موردينا الحاليين والمستقبليين للشراكة معنا، وضمان أن 70% من كل ريال ننفقه في أرامكو السعودية تحقق قيمة مضافة لاقتصاد المملكة». وتعمل أرامكو السعودية دون كلل لتمكين ما يلزم من أنظمة المساندة للتدريب والتطوير لتلبية المتطلبات الضرورية لتوفير موظفين سعوديين على مستوى عالٍ من التدريب عبر الشراكات مع معاهد التدريب الحكومية مثل المعاهد الوطنية للتدريب الصناعي، حيث يوجد اليوم قيد التشغيل 12 مركز تدريب وطنيا على مستوى المملكة، فيما يجري العمل على إنشاء 16 مركزا إضافيا من المقرر تشغيلها بحلول العام 2030. ومن المتوقع أن تسهم هذه المعاهد في تخريج 300 ألف شاب سعودي في تخصصات عديدة ضمن مجالات يتطلبها سوق العمل السعودي. ووزعت أرامكو السعودية خلال المنتدى، جوائز التميز لبرنامج اكتفاء، على خمس شركات توريد، وذلك تقديرا لها على التزامها الثابت ومساهماتها الملموسة تجاه تحقيق أهداف البرنامج وتطلعاته. والشركات الفائزة بالجوائز هي: «شلمبرجير»، والتي فازت بجائزة «الأعلى في توظيف الأيدي العاملة السعودية»، وشركة هاليبرتون، التي فازت بجائزة «الأفضل في التدريب والتطوير للسعوديين»، وشركة الحفر العربية، الفائزة بجائزة «الأفضل في تقدير وتحفيز الموظفين السعوديين»، وشركة الأنابيب العربية، الفائزة بجائزة «الأعلى في توطين السلع والخدمات»، فيما فازت «جنرال إلكتريك للنفط والغاز»، بجائزة «الأفضل في تطوير الموردين المحليين». ووقعت أرامكو السعودية على هامش منتدى اكتفاء 2016 عددًا من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم مع العديد من الشركاء الاستراتيجيين، ومنها: مشروع أرامكو السعودية-روان المشترك لتملُّك أجهزة حفر بحرية وإدارتها وتشغيلها في المملكة، ومشروع أرامكو السعودية-نابورس المشترك لتملُّك أجهزة حفر برية وإدارتها وتشغيلها في المملكة، ومذكرة تفاهم بين أرامكو السعودية و«سيمنس» لتأطير الجهود التعاونية في مجال المعالجة الرقمية، ومذكرة تفاهم بين أرامكو السعودية و«سيمنس» لتأطير الجهود التعاونية في مجال معالجة الوقود. كما وقعت أرامكو السعودية أيضا، اتفاقيات في مجال تطوير التصنيع المحلي مع شركة خدمات الطاقة في الجبيل، و«أرسيلورميتال الجبيل لأنابيب النفط»، واتفاقية منفصلة مع شركة «ج-باور سيستمز» اليابانية لكابلات الكهرباء البحرية. وأخيرًا، وقعت أرامكو السعودية اتفاقيتين إحداهما لتأسيس الأكاديمية البحرية الوطنية، والثانية لدراسة تأسيس أكاديمية الطيران الوطنية للمساعدة في تنمية الموارد البشرية في المملكة. وستستقبل الأكاديمية البحرية الوطنية خلال تشغيلها تجريبيا 1400 طالب ريثما تستوعب 2000 طالب عند تشغيلها بكامل طاقتها. وبالإضافة إلى ذلك، ستعمل أكاديمية الطيران الوطنية على تسهيل النمو المستدام لقطاع الطيران في المملكة من خلال توفير المهنيين السعوديين المدربين والمؤهلين وتوفير سبل التمكين لقطاع طيران سعودي مزدهر. وستستقبل الأكاديمية عند تشغيلها تجريبيا 400 طالب على أن تستهدف تسجيل 1400 طالب عند تشغيلها بصورة كاملة. يشار إلى أن منتدى اكتفاء 2016 شكّل فرصة لأهم الجهات المعنية والمستفيدة من البرنامج للتواصل والتحاور خلال جلستي النقاش اللتين استضافهما المنتدى، حيث ركزت الجلستان اللتان عقدتا تحت عنوان «خطوات متقدمة نحو تحقيق رؤية المملكة 2030» و«تحقيق القيمة من خلال التوطين» على سبل ووسائل زيادة كفاءة المعاملات بين أرامكو السعودية والموردين بما يحقق الالتزام بأهداف برنامج اكتفاء وتنفيذها، وشارك في هذه المناقشات مسؤولون حكوميون كبار وممثلون من القطاع الخاص ورؤساء تنفيذيون من شركات التوريد وإدارة أرامكو السعودية. الأمير سعود بن نايف خلال مراسم توقيع إحدى الاتفاقيات الأمير سعود بن نايف وم. الفالح وم. الناصر خلال افتتاح منتدى «اكتفاء» سموه متحدثا مع الشباب السعودي خلال المعرض المصاحب .. ومطلعا على أحد أركان المعرض م. الناصر خلال المؤتمر الصحفي الذي سبق الافتتاح سموه في صورة جماعية مع وزير الطاقة ورئيس أرامكو ومدير جامعة البترول ومجموعة من الموظفين الأمير سعود بن نايف خلال كلمته في الحفل م. الفالح م. الناصر جانب من التكريم حضور كبير من رجال الأعمال لافتتاح المنتدى